الإحباط النفسى فى الشعر السياسى عند الشعراء المعارضين لحکام العهد الأموى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية کلية البنات جامعة عين شمس

المستخلص

يهدف هذا البحث إلى دراسة ظاهرة نفسية فى الشعر السياسى عند الشعراء المعارضين لحکام العهد الأموى ،والشعر السياسى هو ذلک النوع من الشعر الذى عبر عن توجهات کل حزب ومبادئه فى مواجهة الأحزاب الأخرى ،فبعد تولى معاوية بن أبى سفيان مقاليد الحکم قامت العديد من الأحزاب السياسية معلنة رفضهاهذا الإجراء الذى اتبعه الأمويون فى الاستئثار بالحکم وعدم اعتماد مبدأ المشاورة الذى اعتاده المسلمون فى جميع أمورهم ،فظهر حزب الشيعة معلنا أن آل البيت النبوى أحق بالناس بالخلافة بحکم قرابتهم للنبى الکريم صلى الله عليه وسلم وبحکم أسبقيتهم إلى خدمة الإسلام وحمل لوائه والذود عنه واشتهر من شعرائه الکميت بن زيد الأسدى، وظهر أيضا الحزب الزبيرى الذى رأى أن الخلافة يجب أن تکون قاصرة على القرشيين وحدهم دون غيرهم من القبائل واشتهر من شعرائهم عبيد الله بن قيس الرقيات ، کما برز أيضا حزب الخوارج والذى رأى أن الخلافة لا ينبغى أن تکون قاصرة على فرد بذاته أو قبيلة بعينهاوإنما يتولاها خير المسلمين ورعًا وتقوى ولو کان عبدا حبشيا ، فکما نرى اتفقت هذه الأحزاب ــــ رغم اختلاف توجهاتها ــــ على رفض تولى بنى أمية الخلافة ورأوهم غاصبين لها مستأثرين بها دون وجه حق ، وفى هذا الإطار قامت هذه الأحزاب بثورات عديدة ضد بنى أمية معلنين من خلالها رفضهم توليهم الخلافة ، ومصورين بعدهم عن الشريعة الإسلامية فى حکم الرعية ،وعدم تحقيق العدالة المنشودة فى المجتمع الإسلامى ، وقد تصدى بنو أمية لکل هذه الثورات وقضوا على أغلبها ، وخلفوا العديد من القتلى والجرحى فى ميادين القتال، وهب شعراء الأحزاب المعارضة راثين قتلاهم معبرين عن حزنهم وإحباطهم النفسى لما آلت إليه الأمور فى عهد الأمويين من قتل وتعذيب واضطهاد لرموز أحزابهم .
والعلاقة بين الأدب وعلم النفس أصيلة تناولها النقاد القدامى أمثال ابن قتيبة وابن رشيق القيروانى وغيرهما کثير ممن تناولوا العلاقة بين النص الأدبى ونفسية صاحبه ومزاجه، کما تناول النقاد المحدثون أيضا المنهج النفسى فى دراسة الأعمال الأدبية کما هو الحال عند العقاد والمازنى ومحمد النويهى ومحمد خلف الله ومصطفى سويف ، کما تعددت مجالات علم النفس الأدبى بين دراسة نفسية الکاتب أو دراسة الأعمال الأدبية نفسها أو حتى دراسة الأثر الذى يخلفه النص الأدبى فى نفسية المتلقى، وهو ما أورده زين الدين المختارى  فى کتابه ( المدخل إلى نظرية النقد النفسى ) [1] ، ومن ثم فقد تناول هذا البحث ظاهرة نفسية ترددت فى الشعر السياسى عند الشعراء المعارضين لحکام العهد الأموى من شيعة وزبيريين وخوارج ، وبذلک يتناول البحث العمل الأدبى ومحاولة استکشاف العناصر النفسية المتوفرة فيه والمتمثلة فى ظاهرة الإحباط النفسى ، کما يتناول البحث الأثر الذى يخلفه هذا العمل فى نفس المتلقى قارئا أو مستمعا،لذا لابد من التعريف بمفهوم الإحباط النفسى لنرى کيف استخدمه الشعراء وکيف وظفوه للتعبير عن آلامهم وأحزانهم لما وصلت إليه الأمور فى عهد بنى أمية ، وکيف أثر هذا الشعر فى نفسية المتلقى وبالتالى تفاعله معه ومشارکته الشاعر هذه المشاعر والأحاسيس .



[1]زين الدين المختارى : المدخل إلى نظرية النقد النفسى ، سيکولوجية الصورة الشعرية فى نقد العقاد نموذجا ، منشورات اتحاد الکتاب العرب ، 1998 م ، صـ 6 ــ 7

الكلمات الرئيسية