فلسفة عبد الرحمن بدوى الوجودية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الفلسفة - کلية البنات - جامعة عين شمس

المستخلص

سعى عبد الرحمن بدوى إلى نشر الفلسفة الوجودية على أوسع نطاق ممکن فى العالمين العربى والإسلامى ، وذلک من خلال کتاباته التى تنضح عناوينها ومضامينها بالروح االفردية ، وتطرح صورة الإنسان الفرد الذى هو جوهر الفلسفة الوجودية .
         فقد رکز بدوى فى رسالته " مشکلة الموت" على الذاتيه ، يقول " أنت لا تستطيع أن تتعامل مع الموت إلا فى حدود الشعور بالشخصية والوحدة والحرية لأنک أنت الذى تموت وحدک" فالشخصية مع بدوى مرتبطة بالحرية ، إذ لا شخصية حيث لا حرية ، وذلک من ناحيتين : أنه لا مسئولية إذا لم توجد الشخصية ، ولا مسئولية إذا لم توجد الحرية ، فلا وجود للشخصية إلا مع الحرية .
         وإذا کان الموت يقتضى الشخصية فهو يقتضى الحرية بالضرورة فکلا من الموت والحرية إمکانية ، فقدرة الإنسان على أن يموت منتحراً هى أعلى درجة من درجات الحرية ، فالموت إذن من جوهر الوجود الإنسانى .
         إذن فالوجود الذى يقصده بدوى هنا هو وجود الذات وهو الوجود الأصيل الذى بعرف ذاته من خلال وجودة أما الزمان فيرى فيه عنصراً مقوماً لهذا الوجود ، والزمان يعنى التناهى ، والتناهى يعبر عن العدم ، والعدم عنصر مکون للوجود منذ کينونته ، ويتحد العدم أو اللاوجود مع الوجود فى موضوع واحد وهو التوتر ، والتوتر هنا هو طابع الوجود الذاتى .