الجذور التاريخية لتسميات مکة المکرمة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الادآب والعلوم الإنسانية ـ جامعة جازان

المستخلص

تتناول هذه الدراسة تسميات مکة  والمعاني التي تضمنتها کل تسمية من هذه التسميات ، أذا أخذنا بعين الاعتبار أن مکة  قديما لعبت دورًا تاريخيًا مهمًا،إذ کانت تتحکم بالتجارة القادمة والوافدة ، أضف إلى ذلک إن مکة تمتعت بهالة دينية فکان بناء البيت الحرام العامل الرئيسي لقيام مکة ، إذ جعلها في موضع احترام بين بلدان العالم قديما وحديثًا فقد شرفها الله تعالى على بقية بقاع الدنيا  إذ قال بها الرسول صلى الله عليه وسلم وهو واقفا بالحزورة ([1]) من مکة:" والله انک لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أَخرجت منک ما خرجت"([2]) . حيث  أصبحت محط أنظار الناس إليها ، کما أن موقعها المتميز في قلب العالم جعلها موضع احترام ومنطلق الرسالة ومرکز الحضارة تقع مکة في واد غير ذي زرع على شکل سهل منبسط محاط بجبال ذات شعاب ويوجد بها بئر زمزم ، وبمکة وجد البيت الحرام وهو أول بناء قد أکسبها حرمة وقدسية وجعلها مهوى أفئدة الناس من کل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ، فکان لموقعها المتوسط في منتصف طريق القوافل بين الشام واليمن وعلى طريق التجارة تشکل  مرکزًا هامًا من أهم المراکز التجارية في شبه جزيرة العرب([3]). فيها ملتقى قبائل العرب في موسم الحج وغيره من المواسم ومنها تنطلق القوافل والرحلات التجارية ، وفيما عرفت برحلات الشتاء والصيف قال تعالى :" لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"([4]).
والمتمعن في السورة الکريمة تبين لنا منزلة قبيلة قريش بين القبائل العربية  والدور الذي لعبته في عقد الإيلاف (المعاهدات والاتفاقيات )، بينها وبين القبائل الاخرى لحماية التجارة . الامر الذي يدفعنا للحديث عن قبيلة قريش ومنزلتها بين القبائل الاخرى ، والتظيمات الادارية التي احدثتها في مکة.
أما عن الصعوبات التي واجهت الدراسة فتتمثل بندرة النصوص التاريخية، بالإضافة إلى عدم وجود دراسة متخصصة في هذا النوع من الدراسات التاريخية، فضلاً عن أمور عديدة دفعتني للکتابة تحت هذا العنوان، وأولها الحاجة في الوقت الحاضر لمثل هذه الدراسات والأبحاث التي تتناول موضوعات هامة في التاريخ ، لکونها تُعد نادرة وعلى درجة عالية من الأهمية.
وثانيها أنها  لم تحظ بالتحليل والدراسة . ومن هنا جاء اختياري لموضوع البحث ، لما له من أهمية في الکشف عن تسميات مکة  .



[1] )ـ  الحزورة: سوق مکة القديم  يجتمع الناس فيه للبيع والشراء وعندها کانت دار أم هانيء بنت أبي طالب رضي الله عنها. انظر، الفاکهي، أخبار مکة، ج4،ص207. الحنبلي، إبراهيم بن محمد بن عبد الله  ، المبدع، المکتب الإسلامي، بيروت، سنة1400هـ، ج3،ص210


) 2)ـ ابن کثير، إسماعيل بن عمر، تفسير ابن کثير، دار الفکر، بيروت، سنة 1401هـ، ج1، ص385. الترمذي، محمد بن عيسى، سنن الترمذي، تحقيق احمد محمد شاکر وآخرون، دار أحياء التراث العربي، بيروت، ج5، ص722. الدرامي، عبد الله بن عبد الرحمن، سنن، تحقيق، فواز احمد وخالد السبع،دار الکتاب العربي، بيروت، سنة 1407هـ، ط1، ج2، ص211. ابن ماجه، محمد بن يزيد أبو عبد الله ، سنن ابن ماجه، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفکر ، بيروت، ج2، ص1027. النسائي، احمد بن شعيب أبو عبد الرحمن، سنن النسائي الکبرى، تحقيق عبد الغفار سليمان، دار الکتب العلمية، سنة 1991م، ط1، ج2، ص479ـ480.


)3)ـ ياقوت، الحموي، أبو عبد الله بن عبد الله الحموي، معجم البلدان، دار الفکر، بيروت، ج5، ص187.


(4 )ـ سورة إبراهيم، آية37.

الموضوعات الرئيسية