السمات العامة المميزة لأبعاد أعراض ما بعد الصدمة وسط طلاب الجامعة الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة في ليبيا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم علم النفس - کلية البنات - للآداب والعلوم والتربية

المستخلص

      يواجه الفرد في حياته العديد من الاضطرابات، التي تتضمن الخبرات الغير مرغوب فيها، وإحداث قد تنطوي علي الکثير من مصادر التواتر، وعوامل الخطر والتهديد في کافة مجالات الحياة، وهذا من شأنه أن يجعل أحداث الحياة المثيرة للاضطرابات  والضغوط تلعب دورا  في نشأة الأعراض النفسية.
 
      رکزت معظم الدراسات على الآثار السياسية والاقتصادية والجسمية للحروب والنزاعات المسلحة بالرغم من وضوحها، بينما قد تأخذ الآثار النفسية زمنا طويلا حتى تکون واضحة للعيان. إذ إن کل الحروب تمثل أخطارا داهمة وانتهاکات واستباحات تهدد کافة أفراد المجتمع وتعرضهم للصدمات المادية أو النفسية أو کليهما. وتعد الخبرات التي يعيشها ضحايا الحرب خبرات مفرطة وعنيفة ومستمرة وکارثية وفي تصاعد مستمر، يتعرض لها  کافة  أفراد  المجتمع الذين  يفتقرون أصلا للحماية والدعم والمساندة، ولا يعرفون لماذا تقع هذه الأحداث ولا يفهمون دلالاتها. وأورد بعض الباحثين أن الأحداث الصادمة قد تسبب مشاکل نفسية للبالغين،  مثل  الاضطرابات النفسية  التي تهز کيان الشخص وتکامله، مما يزيد من الحاجة إلى تشخيصها بالأساليب العلمية توطئة للحد من انتشارها أو اجتثاثها بصورة کاملة. 
الغرض من هذه الدراسة هو التعرف علي أعراض وسمات  الاضطرابات التالية للصدمة التي يعاني منها الطلاب  الجامعيين في ليبيا. يعرض هذا الفصل نتائج  استبيان الاضطرابات التالية للصدمة، من إعداد الباحث، وتم تناول التحليل الإحصائي للبيانات التي تم جمعها ونتائج الدراسة الحالية فيما يتعلق بالأسئلة البحثية والفرضيات باستخدام الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية spss ولذلک استخدم الباحث أساليب إحصائية مختلفة. و يتم  عرض نتائج الدراسة في ضوء الإجابة عن  السؤال البحثي الرئيس .
ما مستوي الاضطرابات النفسية التالية للصدمة لدي طلاب الجامعة الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة ؟
 للإجابة علي السؤال الأول  وضع الباحث  استبيان للتعرف علي  مستوي الاضطرابات التالية للصدمة لدي الطلبة الجامعيين في ليبيا ، والجدول التالي يوضح حساب المتوسطات والانحرافات المعيارية  لعينة الدراسة .
الجدول  رقم (2) المتوسطاتالحسابيةوالانحرافاتالمعياريةللدرجةالکليةعلى 





مجالات الاستبيان


 المتوسط الحسابي


الانحراف المعياري


 مستوي الاضطراب




المجال الأول: الاستثارةالانفعالية


6.6875


2.23517


 متوسط




المجال الثاني: تجنب التنبيهات المرتبطة بالصدمة


4.1875
 


1.17604


 متوسط




المجال الثالث: إعادة خبرة الحادث ألصدامي


5.5938
 


2.02977


 متوسط




المجال الرابع: تدني في المهارات الاجتماعية


2.8125


1.46876


متوسط





الجدول رقم (2) يوضح بأن المتوسط الحسابي علي المجال الأول (الاستثارةالانفعالية) کان 6.6875)) والانحراف المعياري 2.23517)) مما يدل علي أن عينة الدراسة يعانون من الأعراض الآتية:
-          اضطرابات النوم
-           الأرق   الشديد
-          الخوف من الأصوات المرتفعة
-          التوتر الشديد  بدون أسباب
-          الغضب الشديد
-           ضعف الترکيز
-          عدم تقبل الآخرين
-           نوبات   قلق وخوف
-            الشعور بالضيق والحزن بدون أسباب
-          الخوف الشديد  عند لمس الآخرين
والجدول  يشير  کذلک الي أن المتوسط الحسابي  للمجموعة التجريبية علي   المجال الثاني (تجنبالتنبيهاتالمرتبطةبالصدمة ) کان (4.1875 ) والانحراف المعياري  فکان (1.17604)  وهذا يبرهن علي أن  عينة  الدراسة ا يعانون من الاضطرابات التالية للصدمة والمندرجة تحت المجال الثاني ، وأعراض  تلک المجال  والتي يعاني منها الطلاب الليبيين ما  يلي:
-           تجنب  تذکر  الحوادث
-          الابتعاد  عن الأشخاص الذين لهم صلة بالأحداث الصادمة
-          عدم التحدث بالتفصيل عن الإحداث الصادمة
-          تناول  العقاقير المساعدة علي النسيان
-          تجنب المرور من الشوارع، أو دخول الأبنية التي وقعت فيها الإحداث الصادمة.
 وان طلاب المجموعتين يعانون من تلک الأعراض وان مستوي الاضطرابات  لديهم   بلغت المستوي المتوسط. وان قيمة (ت) کانت غير دالة   لعدم  تعرض المجموعتين  لتدريب او معالجة  من قبل.
  ويوضح الجدول کذلک أن المتوسط الحسابي علي   المجال الثالث (إعادة خبرة الحادث ألصدامي)   يساوي (5.9385)  والانحراف المعياري (2.02977) مما ليدل علي أن عينة الدراسة يعانون من الأعراض التي تندرج تحت هذا وتلک الأعراض هي:
-          أحلام مزعجة
-          الخوف الشديد عند تذکر الأحداث
-          التشاؤم، وتوقع السيئ
-          الشعور  بالاضطراب والقلق
-           سيطرة الأفکار السلبية
-          ضيق  في التنفس
          وان طلاب المجموعتين التجريبية والضابطة  يعانون من تلک الأعراض  بنفس الدرجة لعدم  تعرض احدهما لأي معالجة  أو تدريب يؤدي إلي خفض تلک الاضطرابات لديهم .
والجدول بين بأن   المتوسط  الحسابي للمجال الرابع(تدني في المهارات الاجتماعية کان (2.8125) والانحراف المعياري کان (1.46876) مما يدل علي أن  طلاب المجموعتين کانوا يعانون من  بعض أعراض تدني المهارات الاجتماعية مثل:
-          عدم  المشارکة والتفاعل مع الآخرين
-           ضعف الاهتمام  بالانجاز الدراسي
-          الانعزالية، وعدم مشارکة الأصدقاء
-          ألا مبالاة
-          الشعور  بالحزن وفقدان الأمل
        ويمکن  تفسير  النتائج  التي توصل إليها ا البحث بأن  عينة  الدراسة کانوا يعانون من الاضطرابات التالية للصدمة ، وان مستوي الاضطرابات لديهم کانت متوسطة ، وتتفق نتائج الدراسة الحالية مع ما توصلت إليه دراسة، محمد محمد (2010) التي هدفت إلي الکشف عن  اعرض اضطرابات  ما بعد الصدمة لدي  أطفال قطاع غزة ، وتوصل إلي أن  معدل اضطرابات ما بعد الصدمة لدي هؤلاء الأطفال  کان متوسطا. وان  هناک علاقة  طردية بين  المساندة الاجتماعية وبين اضطرابات التالية للصدمة .وتتفق نتائج الدراسة الحالية مع  نتائج دراسة (منال الشيخ 2011 ، ميساء شعبان أبو شريفة 2011، سوسن شاکر مجيد 2011، ومنال الشيخ 2012) حيث أکدوا علي أن أکثر أعراض الاضطرابات  شدةً، ، أعراض الاستثارة، وهي من الأعراض الأساسية، والمتمثلة في الأعراض الآتية:اضطرابات النوم،الأرق الشديد، الخوف من الأصوات المرتفعة، التوتر الشديد بدون أسباب، الغضب الشديد ، ضعف الترکيز، عدم تقبل الآخرين، نوبات قلق وخوف والشعور بالضيق والحزن بدون أسباب.
     والدراسة تتفق کذلک مع ما ورد من أعراض  للاضطرابات التالية للصدمة حسب جمعية الطـب النفسي الأمريکية، وقام (يعقوب،٤١-٤٠ :١٩٩٣) بتلخيص تلک  الأعراض   فيما يلي :
-         تدخل الذکريات المؤلمة (صور وأفکار) للحدث (في حالة الأطفال الـصغار هناک اللعب المتکرر)، والکوابيس المتعلقة بالحدث (الأحلام المخيفـة)، والفعـل لفجائي أو الشعور بأن الحدث-الصدمة قد يعود من جديد، وضيق نفسي شديد عند التعرض لأحداث ترمز أو تشابه في شکلها الصدمة بما في ذلک الذکرى الـسنوية للصدمة
-         التجنب الدائم للمنبهات المرتبطة بالصدمة أو الخمود (التبلد) في الاستجابة العامة لم تکن موجودة قبل الصدمة. وهذا التجنب يظهر في ثلاثة أشکال علـي الأقـل منها: بذل الجهود لتجنب الأفکار والمشاعر المرتبطة بالصدمة، وبـذل الجهـود لتجنب الأنشطة والوضعيات التي توقظ ذکريات الصدمة، وعدم القدرة على تذکر الجزء المهم للصدمة (لأسباب نفسية)، وانخفاض ملحوظ في الاهتمام بأنشطة هامة  مثلاً عند الأطفال الصغار نلاحظ فقدان في بعض المهارات المکتسبة حديثاً مثـل العناية في النظافة الجسدية أو المهارات اللغوية، والشعور بالانفصال والنفور من الآخرين، والانحسار في المجال العاطفي (عدم القدرة علـي الـشعور بالحـب)، والشعور بضيق المستقبل بحيث لا يتوقع الشخص أن يتزوج وينجب أطفالاً أو أن تکون له حياة طويلة.
-         عوارض دائمة من الاستثارة الزائدة (لم تکن موجودة قبل الصدمة) کما يشير إليها على الأقل اثنان من العوارض التالية: الصعوبة في النوم والاسـتغراق فيه، والاهتياج وهبات الغضب، وصعوبة في الترکيز، والاحتراز الزائد، والمبالغة في استجابة الإجفال (Startle Response)، وردة فعل فسيولوجية إزاء التعرض للأحداث التي ترمز إلي الصدمة أو تشابه شکلاً من أشکالها استمرار الاضطراب علي الأقل لمدة شهر أو ستة أشهر أو ظهور العـوارض بعد ستة أشهر من بدء الصدمة (الشکل المتأخر أو المزمن).
    توصيات البحث:
  في ضوء نتائج الدراسة وتفسيرها  يوصي الباحث بما يلي:
-         أجراء المزيد من الدراسات والأبحاث علي الاضطرابات التالية للصدمة في  المجتمع الليبي .
-          أجراء المزيد من الدراسات حول مدي إسهام مهارات التفکير الايجابي  في  خفض نسبة  بعض  الضغوط ، والاضطرابات النفسية المختلفة.