التطور التاريخي للصناعة في اقليم طرابلس في ليبيا (منذ ما قبل العام 1000 ق م حتى عام 2014)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم جغرافيا - کلية البنات - جامعة عين شمس

المستخلص

تعد الصناعة احد القطاعات الإنتاجية الهادفة لإشباع حاجات الإنسان المتعددة، وقد ظهرت بأشکال بسيطة في المجموعات البدائية، عندما بدأت بصنع أدوات العمل والإنتاج ومعالجة مواد من الطبيعة لتصبح أکثر ملائمة لحاجاتها وصالحة لاستهلاکها. وقد تطورت الأنشطة الصناعية مع تنوع خاماتها ومنتجاتها واتسعت أسواقها بالإضافة إلى ازدياد کفاءة الأيدي العاملة وتخصصها. لتصبح قطاعاً اقتصادياً يلعب دوراً حيوياً ومهماً في اقتصاد البلدان، حتى أنها صارت مقياساً لتقدم الدول حين يقال ان الدول المتقدمة هي دول صناعية.
  وقد تعددت تعريفات الصناعة وظهرت اختلافات بين الباحثين في تحديد مضمونها،  إلا أنها اتفقت على معناها الذي يشمل کل الأنشطة التي يعمل الإنسان بواسطتها على تحويل مادة أو عدة مواد أولية من شکل إلى آخر يترتب عليه تغير في استخدامها وفي قيمتها. وقد يتم هذا التحويل أو التغير بالطرق الکيميائية أو الطبيعية أو باستعمال کلتا الطريقتين. وتعرف الأمم المتحدة الصناعة بأنها: تحويل مواد غير عضوية أو عضوية بعمليات ميکانيکية أو کيميائية، إلى منتجات أخرى، سواء أنجزت بآلات ميکانيکية تحرکها قدرة، أو أنجزت بالأيدي، وحدث  إنتاجها في مصنع ام في ورشة ام في بيت، وسواء بيعت لتاجر جملة ام تاجر مفرد([1]). اما توطن الصناعة فيقصد به قيام الصناعة بمختلف قطاعاتها في منطقة معينة، وعوامل قيامها، والآثار المختلفة الناجمة عنها، وبذلک يمکن اعتبارها ظاهرة قابلة للدراسة والقياس والتحليل باستخدام عدة معايير کعدد منشآتها والعاملين بها والقيمة المضافة لمنتجاتها...الخ.  
   تعتبر دراسة الجانب التاريخي للصناعة في اقليم طرابلس من الموضوعات المهمة کونها تمثل اساس دراسة توطن الانشطة الصناعية به منذ فترات التاريخ القديم حتى الوقت الحاضر، کما انها تساعد في تسليط الضوء على تلک الانشطة لفهم الظروف والعوامل التي اسهمت في توطنها وازدهارها في فترات وانحسارها وتراجعها في فترات اخرى .
   يضم هذا البحث مقدمة تضم بدورها نبذة بسيطة عن الصناعة وتعريفها اضافة لموقع اقليم طرابلس بالنسبة الى ليبيا وتقسيمه الاداري ومساحته وحدوده البرية والبحرية، کذلک اسباب اختيار الموضوع واهداف دراسته ومناهجه والصعوبات التي واجهتها. اما محاور البحث فتتمثل في تطور الصناعات في العصور التاريخية القديمة مرورا بتطورها خلال القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرون حتى الوقت الحاضر، کما يتناول البحث دراسة تطور اعداد العاملين والمنشآت الصناعية من جوانب مختلفة. ثم قائمة المراجع.


تضم خاتمة البحت عدد من النتائج والتوصيات الجديرة بالذکر وهي کالتالي:
النتائج:
1- مرت الصناعة بإقليم طرابلس بفترات تاريخية مختلفة تميزت بأنشطة صناعية متعددة . منذ فترة وجود القبائل الليبية القديمة التي عرفت بها بعض الصناعات القائمة على الجلود وسعف النخيل. اما بالعهد الفينيقي فعرفت صناعة الفخار وتمليح الاسماک. وفي العهد الروماني فانتشرت صناعة النسيج واواني الخزف وانتاج زيت الزيتون. وفي فترة الحکم العربي استمرت الصناعات المعروفة کاستخراج الزيت وطحن الحبوب وغيرها. اما فترة الحکم العثماني لإقليم طرابلس فتنقسم الى ثلاث فترات اهمها فترة حکم الاسرة القرمانلية حيث تطورت صناعة السفن.
2- دخلت الصناعة مرحلة جديد اثناء فترة الاحتلال الايطالي لليبيا حيث عرفت الصناعات الحديثة. وخلال فترة الاستقلال عملت الحکومة آنذاک على مساندة القطاع الخاص وتم اصدار العديد من التشريعات الداعة للصناعة. وبعد عام 1969م سيطرت الدولة على ايرادات الدولة وتوجهها نحو الانشطة الاقتصادية ومن بينها الصناعة.
3- تمت دراسة تطور اعداد العاملين باقليم طرابلس من عدة زوايا هي تطور اعداد العاملين خلال الفترة (1938- 2014 م) حيث لوحظ تذبذب اعداد العاملين خلال فترة الدراسة. ومن حيث النوع للفترة (1954- 2006 م) وحسب المناطق للفترة من (1964-2014م).
4- من خلال دراسة تطور اعداد المنشآت (1935- 2014م) لوحظ ايضا تذبذب اعداد المنشآت من سنة الى اخرى . کما لوحظ تفاوت اعداد المنشآت من منطقة الى اخرى للسنوات (1964 – 2014م). اما من حيث احجام المنشأت فقد مرت بعدة تغيرات اثناء التعدادات من عام 1973- الى عام 2014م.
التوصيات: 
1- الاهتمام بإجراء المزيد من الدراسات التاريخية المتعلقة بالصناعة في اقليم طرابلس للوقوف على عوامل توطنها وقيامها للمساهمة في تخطيط المواقع الصناعية مستقبلا.
2- تعريف النشء بالأنشطة الصناعية القديمة والتي مازال بعضها مستمرا الى يومنا هذا والتي تمثل الصناعات التقليدية.
 
3- الاهتمام بالصناعات التقليدية واقامة المعارض للترويج لها بالداخل والخارج.