نقد طرابيشي للازدواجية في فکر حسن حنفي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الفلسفة کلية البنات جامعة عين شمس

المستخلص

    
 

     لاشک أن التناقضات في فکر حسن حنفي تمثل بعد من أبعاد البنية المفهومية الشعورية لمنظومته الفکرية ، ولا يمکن أن تفهم إلا في إطارها . إلا أن النظر إلى هذه التناقضات من جانب واحد يفقدها دلالتها الفکرية .
حيث ينتهي طرابيشي من نقده لفکر حسن حنفي الذي وصفه بالتناقضات اللامحدودة إلى ما يشبه التبرير لهذا التناقض إلى ضرورة يتطلبها العصر الذي نعيش فيه. على أن هذه التناقضات التي أشار إليها طرابيشي، والتي قد تکون مقطوعة من سياقها في أغلب الحالات، يجب ألا "تفهم – على الأقل – إلا في إطارها، بل في إطار حرکتها وتطورها بتطور خبراته النظرية والعملية في ضوء الملابسات السياسية والاجتماعية التي يعيشها"([1])، فحسن حنفي يسعى إلى خلق الترابط بين القديم والجديد، بين التراث والواقع، في وسط کل التناقضات التي يشهدها هذا الواقع وهي عملية ليست بالسهلة، إلا أن التفسير والتشخيص التحليلي النفسي الذي قدمه طرابيشي لهذا الفکر ، لا يسهم في الحقيقة في إلقاء الضوء عليه ، بقدر ما يطمس الدلالة الفلسفية والسياسية والاجتماعية لمشروع حسن حنفي الحضاري ، ولا يتيح إمکانية النقد الموضوعي العقلاني له .
 ورغم ذلک لا يمکن إغفال الجهد الذي بذله طرابيشي في تحليل هذا الفکر، إلا أن النظر إليه من جانب واحد هو الجانب النفسي أو التحليل النفسي، لا يکفي في نظرنا لإبراز جوانب الضعف والقصور، أو حتى مواطن القوة والإيجابية في هذا الفکر، فإلى جانب التحليل النفسي يجب أن يجتمع الجانب العقلاني الذي تبدو نتائجه أکثر إيجابية في ظل تحديات العصر.
 
 



([1]) محمود أمين العالم: مواقف نقدية من التراث، ص57.

الكلمات الرئيسية