العلاقة بين مصر وخيتا فى عهد رمسيس الثانى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ - کلية البنات - جامعة عين شمس

المستخلص

- تمثلت القوى الدولية الأساسية خلال النصف الثانى من الألف الثانى ق .م ، فى مملکة بابل
الکاشية والدولة الآشورية الوسطى والإمبراطورية الميتانية، والحيثية، والمصرية.فقامت بينها علاقات سياسية تنوعت بين النزاع والعلاقات الدبلوماسية، وحدث تغير فى العلاقات الدولية بنشوء احتکاک مباشر بينهم بعد توازن استمر أمداً طويلا . ونشأ هذا الاحتکاک عن تزاحم هذه القوى، وتصارعها على اقتسام النفوذ فى هذه المناطق الهامة للحفاظ على أمن کل دولة ولحماية المصالح الاقتصادية والتجارية لکل منها .
 
تشير الدراسات التاريخية إلى أن الشعب الحيثى أو الخيتى هو واحد من الشعوب الهندو أوربية ،التى وصلت إلى منطقة آسيا الصغرى ، ليتخذ من " خاتوشاش " ( بوغاز کوى الحالية ) الواقعة فى المنعطف الواسع لنهر الخاليس عاصمة للملکة التى أنشأها فى هذه المنطقة،وکان على الأرجح فى مطلع الألف الثانى قبل الميلاد . وقد کانت المملکة الحيثية فى نشأتها مثلها کمثل کل ممالک الشرق الأدنى القديم ، مکونة من اتحاد دويلات متجاورة فى الأناضول ، وکان نتيجة هذا الأتحاد قيام أول مملکة حيثية خلال القرن التاسع عشر قبل الميلاد.
وخلال النصف الأول من عصر الأسرة الثامنة عشرة لم يکن للحيثيين دور يذکر فى علاقاتهم بمصر ، أما فى عهد " أمنحتب الثالث " فقد ظهر اسم خيتا فى أربعة قوائم وقد ورد ذکرهم فى رسائل العمارنة *. ومنذ عهد الملک الحيثى " شوبيلوليوما الأول " بدأ نجم الحيثيين فى الأناضول فى الصعود ببطء، وکان بروز صعود الحيثيين من معاقلهم فى مرتفعات الأناضول خلال أوائل القرن الرابع عشر قبل الميلاد قد مثل تهديدا خطيرا لمصر ولإمبراطوريتها فى سوريا وفلسطين.
- عمل الملکين " سيتى الأول " و "رمسيس الثانى" على إستعادة نفوذ وهيبة مصر السياسية والحربية فى المنطقة ، وقررا قيادة جيش مصر إلى سوريا وفلسطين من جديد لإستعادة أملاک مصر المفقودة هناک منذ عصر العمارنة . ومن ثم فقد نجح  الملک "سيتى الأول" فى إعادة أجزاء کبيرة من ممتلکات مصر فى سوريا و فلسطين ، کما نجح فى الاصطدام بالإمبراطورية الحيثية العدود اللدود لمصر فى المنطقة ، وتمکن الجيش المصرى من تحقيق بعض الانتصارات على الحيثيين التى لم تکن حاسمة ، ولکنها أعادت جزءا کبيرامن سمعة مصر السياسية والحربية .
 - وقد عمل الملک " رمسيس الثانى " على مواصلة سياسة ابيه إلى إستعادة نفوذ وأملاک مصر فى المنطقة، وبالفعل خرج الملک " رمسيس الثانى " بجيش مصر فى العام الخامس من حکمه ( حوالى 1274ق. م) لقتال الحيثييين وخلفائهم فى مدينة قادش السورية ، ووقعت بين المصريين والحيثيين موقعة قادش التى اعتبرت المعرکة الأهم والأشهر فى تاريخ العالم القديم على وجه الإطلاق ، وبعد معرکة قادش بسنوات قليلة عاد الملک "رمسيس الثانى " لقيادة جيش مصر فى حملات على سوريا وفلسطين استهدفت فرض سطوة مصر السياسية والحربية وکسر شوکة الحيثيين فى المنطقة ومنعها من التدخل فى شئون ولايات مصر ، وانتهى الصراع بين المصريين والحيثيين بعقد معاهدة السلام والتحالف بين الملکين " رمسيس الثانى " و"خاتوسيل الثالث " فى العام الحادى عشر والعشرين من حکم الملک " رمسيس الثانى " ،ومن ثم نعمت المنطقة بالسلام والاستقرار السياسى الذى لم تشهده من قبل .

الموضوعات الرئيسية