وسائل الاتصال التفاعلية ودورها فى إدارة الأزمات المرورية "دراسة تطبيقية لاستخدام تکنولوجيا الـ GIS في مرور القاهرة نموذجاً"

أحدثت ثورة تکنولوجيا الاتصال وانتشار استخدام شبکة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تحولاتِ في کثير من مناحي الحياة ، کان من بينها استخدام وسائل الاتصال التفاعلية مثل الهواتف الذکية وأجهزة الحاسب اللوحية في التخفيف من الأزمات المرورية التي تعاني منها کثير من المدن الکبرى وعواصم العالم ، وذلک من خلال استخدام تطبيق تکنولوجيا نظم المعلومات الجغرافيةGISوتعاني مدينة القاهرة من مشکلات وأزمات مرورية مزمنة نتيجة الزيادة السکانية والزيادة في عدد المرکبات العامة والخاصة.ومع انتشار أجهزة الحاسب اللوحية والهواتف الذکية بين قطاعات واسعة من سکان القاهرة خاصة من الشباب فقد انتشر استخدام تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية ، وهو ما دفعه للتفکير في إجراء هذه الدراسة ، للکشف عن طبيعة استخدامات عينة من الشباب وتحديداً من طلبة الجامعات الخاصة الذين يفترض امتلاکهم لهواتف ذکية أو أجهزة لوحية ومعرفتهم بکثير من التطبيقات العالمية أو المصرية لنظم المعلومات الجغرافية. وکذلک لمعرفة إمکانية استخدام رجال إدارة المرور لهذه التطبيقات في إدارة الأزمات المرورية، ، لذلک فقد سعت الدراسة لاستکشاف إمکانية إطلاق إدارة المرور في القاهرة لتطبيق يعتمد على معلومات دقيقة وموثوق بها وتقوم بإدارته لخدمة المواطنين، وفي هذا الإطار فقد سعت الدراسة للمقارنة بين رؤية عينة من الجمهور ورجال الشرطة لأهمية تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية في إدارة أزمات المرور في القاهرة .
ولتحقيق أهداف الدراسة کان من الضروري التعرف على الدراسات السابقة ذات العلاقة الموضوع وتبني إطار منهجي تکاملي يساعد في فهم طبيعة الأزمات المرورية  ودور الإعلام في إدارة الأزمات المرورية، علاوة عن أن الإطار المنهجي يساعد في تفسير نتائج الدراسة الميدانية ، واعتمدت الدراسة الميدانية على استمارة بحث جرى تطبيقها على عينة من طلبه الجامعة البريطانية والجامعة الألمانية ، إضافة لدراسة حالة لعينة من کبار ضباط إدارة المرور بالقاهرة لمعرفة آرائهم في إمکانية الاستفادة من نظم المعلومات الجغرافية في إدارة الأزمات المرورية وإمکانية إطلاق الإدارة لتطبيق خاص بها يتسم بالدقة والمصداقية، وکذلک المقارنة بين دور هذه التطبيقات کأحد أشکال الإعلام الجديد القائم على اللحظية والتفاعل، والبرامج الإذاعية والتليفزيونية التي تقدم إرشادات مرورية للمواطنين ، وتعتبر من ضمن وسائل الإعلام التقليدية.وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج والتوصيات التي يمکن أن تساعد في تفعيل استخدامات نظم المعلومات الجغرافية في إدارة الأزمات المرورية في مدينة القاهرة ، وکان من أهم نتائج الدراسة أن هناک قطاعات واسعة من سکان مدينة القاهرة خاصة من الشباب يستخدمون تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية GIS بالفعل من خلال الهواتف الذکية مما يشير إلى أحد أهم مظاهر التغيير الاجتماعي التي ساعدت فيها تکنولوجيا الاتصال ، وکان الشباب هم الأکثر تقبلاً لها واستخداما لها . وأوصت الدراسة بأن تدخل إدارة المرور في القاهرة کطرف فاعل لتشغيل تطبيق خاص يساعد في إدارة الأزمات المرورية ويستفيد من شبکة الکاميرات التي تراقب الطرق والمحاور المرورية إضافة إلى الأخبار والمعلومات التي تتوافر لضباط وأفراد إدارة المرور أثناء تواجدهم في الشوارع ، ومن ثم سيکون هذا التطبيق أکثر دقةً ومصداقيةً وبالتالي يساعد في حل الأزمات المرورية أو التخفيف منها .
 
 
The revolution of communication technology and the spread of the use of the Internet and social media has led to changes in many aspects of life, including the use of interactive means such as smart phones and tablets to alleviate the traffic crises experienced by many major cities and capitals though the use of GIS technology.The city of Cairo suffers from chronic traffic problems and crises due to the increase in population and the increase in the number of public and private vehicles.With the spread of tablets and smart phones between large segments of the population of Cairo, especially young people, the use of GIS applications have spread. This research aims to reveal the nature of the uses of a sample of young people, especially students of private universities who are supposed to own smart phones or tablet devices and their knowledge of many global or Egyptian GIS applications, as well as the possibility of the use of traffic management personnel for these applications in the management of traffic crises. The research sought to explore the possibility of launching the Traffic Department in Cairo for an application based on accurate and reliable information and managing it to serve the citizens. In this context, the study sought to compare the vision of a sample of the public and police officers on the importance of GIS in traffic crisis management in Cairo.
Accordingly, the study adopted an integrated methodological framework that helps to understand the nature of traffic crises and the role of media in managing traffic crises. This included questionnaire applied to a sample of students at the British University and the German University, in addition to a case study of a sample of senior traffic management officers in Cairo to know their views on the possibility of utilizing GIS in the management of traffic crises and the possibility of launching a special application. The framework also included a comparison between the role of GIS applications as a form of new media, based on immediacy and interaction, and radio and television programs that provide guidance to citizens and are considered among the traditional media.The main findings of the study are that large segments of the population of Cairo especially young people use GIS applications through Smart phones, which is one of the most important manifestations of social change in which communication technology has helped, and young people have been most receptive to and using it. The study recommended that the traffic department in Cairo be an active party to operate a special application that helps in the management of traffic crises and benefit from the network of cameras that monitor roads and traffic axes as well as the news and information available to officers and members of the traffic department while they are on the streets. Such application will be more reliable and thus helps in resolving or mitigating traffic crises.
 
 أحدثت ثورة تکنولوجيا الاتصال وانتشار استخدام شبکة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تحولاتِ في کثير من مناحي الحياة ، کان من بينها استخدام وسائل الاتصال التفاعلية مثل الهواتف الذکية وأجهزة الحاسب اللوحية في التخفيف من الأزمات المرورية التي تعاني منها کثير من المدن الکبرى وعواصم العالم ، وذلک من خلال استخدام تطبيق تکنولوجيا نظم المعلومات الجغرافيةGIS.
وتعاني مدينة القاهرة من مشکلات وأزمات مرورية مزمنة نتيجة الزيادة السکانية والزيادة في عدد المرکبات العامة والخاصة ، حيث ارتفع عدد سکان مصر من 72.8 مليون نسمة عام 2006 (وفقاً لآخر تعداد سکانى) إلى 76.1 مليون نسمة فى بداية عام 2009. وبحسب بيان للجهاز المرکزي للتعبئة العامة والإحصاء فإن عدد السکان استمر فى الارتفاع ليصل إلى نحو 92.1 مليون نسمة فى بداية العام الجارى، بزيادة قدرها 19.3 مليون نسمة عن بيانات آخر تعداد (51% ذکور، 49% إناث بنسبة نوعية 104.1 ذکر لکل 100 أنثى)، وقد وصل عدد السکان إلى 93.332 مليون نسمة مساء الثلاثاء الموافق 11 يولية 2017. وتعتبر القاهرة أکبر محافظات جمهورية مصر العربية من حيث عدد السکان، فقد بلغ عدد سکانها نحو 9.6 مليون نسمة.