القيم السائدة لدى طلبة الجامعه بعد ثورة 211 بليبيا وعلاقتها بالمتغيرات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية البنات - جامعة عين شمس

المستخلص

   يعتبر موضوع القيم من الموضوعات الأساسية في علم النفس الاجتماعي لأنها من المحددات المهمة في السلوک  ــ ولکل مجتمع من المجتمعات فلسفته التي بموجبها تتحدد طريقة عيشه وسلوکه في أي فترة من فترات تاريخه،کما وتعتبر القيم القاعدة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع والتي تؤدي بدورها لتماسک وتطور المجتمع ــ وللقيمة أهمية في حياة الفرد والمجتمع،ويشهد عصرنا الحالي عديداً من التغيرات والتطورات في مختلف مجالات الحياة وخاصة المجتمعات التي مرت بأحداث طارئة وسريعة کالأحداث التي مرت بها دول الربيع العربي ــ ومنها ليبيا وما شهدته مــن تغير لبعض المفاهيم کالقيم والاتجاهات بعد أحداث ثورة 17فبراير2011 ،ويمکن أن نقول أن أکثر الفئات تأثراً بهذه التغيرات الشباب الجامعي الذي خاض الثورة وعاش معاناة التغيير،کما لدراسة القيم أهمية سواء بشکل عام أو بشکل خاص لطلبة الجامعةإلا أنهتــواجهنا عند دراستها الکثير من الصعوبات أهمـها أن الاهتمام بهـذا المفهوم حديث جــداً إذا مـا قورن بــدراسة مفاهيم أخرى مثـل الاتجـاهـات والمعتقدات والإدراک والسلوکيات،کـما کشف "جون بوکسJ.BOX" عن دور القيم في تحديد نوع التخصصات التي يرغب فيها الطلاب،واتضـح أيضـاً أن الاهتمام بــدراسة الـقيم والاتجاهات والمعتقدات أمـر لـه أهمية بـالغة في وضـع المناهـج الـدراسية في جميع مـراحل التعلــيم(عبد الحليم محمود السيد،1979: 59)،بالإضافة إلى ذلک أکد"شفيق" على أهمية دراسة القيم في کونها تتغلغل في حياة الناس أفراداً أو جماعات وترتبط عندهم بمعنى الحياة، لأنها ترتبط ارتباط وثيق بدوافع السلوک والآمال،والأهداف(محمد شفيق،2003: 58).
فالشباب الجامعي يعيش أزمة اغتراب قيمي ونفسي،واجتماعي،وثقافي لابد مـن معالجتها وتصحيح مسارها،فـلا يمکن أن تقوم للمجتمع قائمة بدون الإيمان بأهمية القيم والمثل العليا،حيث إن تلک القيم هـي الأسس الروحية والوجودية والعملية التي تستند إليها المجتمعات في تحقيق وجودها وتطورها،فالقيم ليست مجرد تصورات عقلية مجردة أو قوالب جامدة،وإنما هي بالضرورة ذات طابع دينامي لمـا وراءها مـن قـوى جمعية تساندها وتـدعمها(فؤاد العاجز،2006: 11).
 
  إن طلبة الجامعة عنصراً مهماً من عناصر تحسين المجتمع وتطويره،فهم قادة المستقبل ويقع على عاتقهم التطوير والبحث ومواجهة التحديات والتغيرات،ومن هنا وجب الاهتمام بدراسة القيم عند هذه الفئة،وذلک لوقايتهم من التحديات والتغيرات المحيطة والتي لها انعکاسها على سلوکياتهم وأخلاقهم(محمد الوليد وآخرون،1990: 67)
 
    ترتبط القيم ارتباطا وثيقاً بالشخصية في سوائها وانحرافها،کما وتکمن أهمية دراسة القيم في أنها تمکننا  من خلال معرفة المنظومة القيمية لدى الطالب الجامعي التنبؤ  بسلوکه في الحياة سواء داخل الحرم الجامعي أو خارجه، بالإضافة إلى ذلک تساعدنا في معرفة ما هو سائد من القيم لدى الطلبة والاستفادة مما هو إيجابي منها، والحد أو علاج السلبي منها من خلال برامج مبنية على خطط مناسبة تناسبهم،وتنمي فيهم القيم المرجوة،وتحد وتقلل من انتشار وشيوع القيم غير المرغوب فيها وغير المقبولة مجتمعياً.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية