مقدمات ثورة الفاتح من سبتمبر 1969

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ - کلية البنات - جامعة عين شمس

المستخلص

حصلت ليبيا على استقلالها فى 24 ديسمبر 1951م ، و قد کان طريق تحقيقه لم يکن بالسهولة المعهودة 
و نحن نعلم جيداً ان هذه البلاد کان بها اقتصاد فقير لدرجة العدم قبل عام 1952 م إلا ان اهميتها تنحصر فقط فى المجال الاستراتيجي 
وامام ذلک الامر تکالبت الول الاوروبية الکبري من اجل السيطرة على ليبيا مثل بريطانيا و فرنسا و ايطاليا و الولايات المتحدة و هذا التکالب حدث قبل و بعد استقلالها 
و منذ عام 1949 م قامت بريطانيا بإجراء إتفاقً مع کل من ايطاليا و فرنسا ، هذا الاتفاق نص على اعطاء برقة لبريطانيا و کذلک اعطاء فزان لفرنسا لقربها من تونس إحدي مستعمراتها و أخيراً إعطاء طرابلس لإيطاليا 

هذا الاتفاق تم تحطيمه تماما بسبب الموقف المصري تجاهه ، فقد قامت مصر بمجهود کبير فى کافة المحافل الدولية کالأمم المتحدة و جامعة الدول العربية 
بعد حصول ليبيا على الاستقلال حرصت بريطانيا على التوصل لإتفاق مباشر مع ليبيا يتعلق بالتحالف و الصداقة ، هذا الامر لقي قبولا من جانب النظام الليبي ، و بالاخص الملک إدريس السنوسي و الدکتور محمود المنتصر رئيس الحکومة الليبية 
فى المقابل کانت مصر قد نجحت فى انهاء حکم النظام الملکي فى 23 يوليو 1952 م بواسطة جمال عبد الناصر قائد حرکة 23 يوليو فهذا الرجل المصري حاول إحباط الاتفاق المشار إليه الذي تم بين ليبيا و بريطانيا 
ضم هذا الاتفاق او تلک المعاهدة سبعة مواد و کان معها ملحق إتفاق عسکري و مالي ووقعت فى 29 يوليو 1953 م.


و خلال تلک الفترة التى أعقبت توقيع معاهدة التحالف الليبية البريطانية أرادت مصر التدخل لإنهاء الازمة الاقتصادية داخل ليبيا ، إلا ان هذا الامر قوبل برفض عاصف من جانب کل من الملک إدريس السنوسي و بريطانيا 

استطاعت بريطانيا بواسطة تلک المعاهدة السيطرة على کافة المجالات مثل أوجه الحياة داخل ليبيا السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و کذلک الثقافية 

و کانت بريطانيا حلال عام 1954 م على موعد مع صراع و صدام بدأته مع عبد الناصر داخل ليبيا ، و افتعلت ضغوطاً من أجل إنهاء تواجد مصر داخل ليبيا .
و أصلت بريطانيا ضغوطها و صدامها مع النظام المصري مثل مساهمتها لحلف بغداد و تخليها عن تمويل مشروع السد العالي عام 1956م و کان نتاج تخيلها عن هذا الامر هو قيام عبد الناصر بتأميم شرکة قناة السويس فى يوليو 1956 م 

الجدير بالذکر هو تحفظ النظام الليبي تجاه تأميم شرکة قناة السويس ، بسبب معاهدة التحالف مع بريطانيا عام 1953 م لذلک أبدي موقفاً سلبياً تجاه الهجوم الذي حدث على الاراضي المصرية فى أکتوبر 1956 م ، من جانب بريطانيا و فرنسا و اسرائيل و استمر النظام الليي فى موقفه هذا اثناء اجتماعات القمة العربية فقد تعلل إدريس بأن صحته لا تسمح للحضور 
کانت ليبيا على موعد خارق فقد اکتشف البترول لاول مرة بأراضيها عام 1959 م و کان نتاج هذا الاکتشاف هو انهاء الازمة الاقتصادية التى المت بها منذ عام 1945 م 


استمر النظام الليبي فى ممارساته منذ نهاية عام 1964 ، و تفشي الفساد داخل جنبات الدولة کما رفض وجود الثقافة المصرية داخل ليبيا 
و مع تعرض مصر لنکسة يونيو 1967 م استمر کما هو إتباع سياسته الخائنة و لهذا الاسباب قاد معمر القذافي الجيش الليبي لإنهاء حکم الاسرة السنوسية فى حرکة حصلت على تأييد الشعب الليبي عرفت بثورة الفاتح من سبتمبر 1969 م .