الاختيارات الفقهية للشيخ عبد الرحمن السعدي في المعاملات جمعاً ودراسة مقارنة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية - کلية البنات- جامعة عين شمس

المستخلص

فإن الفقه الإسلامي علم جليل قدره، عظيم شأنه، عميم نفعه، به تعرف الأحکام، وبه  يتبين الحلال من الحرام، وتتحقق به مصالح الأنام.
وإن من کرم الله وعنايته أن وفق من شاء من عباده للتفقه في الدين والاقتداء بهدي سيد المرسلين، ووفق من شاء منهم لهداية عباده ودلالتهم على ما يرضيه، وتبصيرهم بأوامره ونواهيه.
أثرهم على الناس أحسن الأثر وأجمله، يعلمون جاهلهم ويدلون حائرهم، ويؤلفون فيما بينهم، وعليهم اجتمعت کلمة الأمة، وعليهم وردت، وبتوجيهاتهم صدرت.
  وما من عالم منهم قد منّ الله عليه وعافاه من آفة التعصب والجمود على المذاهب؛ إلا وله اختيارات بناها على الدليل من کتاب الله وسنة رسول الله r-_. وهذه الاختيارات تعتمد في قبولها وانتشارها في أوساط المسلمين بحسب اعتمادها على أدلة الشريعة المطهرة، وبحسب مکانة قائلها في قلوب أبناء الأمة الإسلامية .
والشيخ عبد الرحمن السعدي قد جمع الله له من ذلک ما لم يتيسر للکثيرين؛ فله بفضل الله عليه اختيارات فقهية، وأحکام حديثية في أکثر أبواب الفقه؛ يجدر بطلاب العلم معرفتها ونشرها وإذاعتها بين المسلمين للفائدة العظيمة المرجوة من ذلک.
ولا شک أن معرفة الأسس التي تقوم عليها دراسة مسائل الخلاف، ومعرفة أسباب وقوع الخلاف معين على دراسة المسائل الفقهية دراسة صحيحة، وفي ذلک يقول النووي:"واعلم أن معرفة مذاهب السلف بأدلتها من أهم ما يحتاج إليه؛ لأن اختلافهم في الفروع رحمة وبذکر مذاهبهم بأدلتها يعرف المتمکن المذاهب على وجهها والراجح من المرجوح ويتضح له ولغيره المشکلات: وتظهر الفوائد النفيسات: ويتدرب الناظر فيها بالسؤال والجواب: ويفتح ذهنه ويتميز عند ذوي البصائر والألباب: ويعرف الأحاديث الصحيحة من الضعيفة والدلائل الراجحة من المرجوحة ويقوم بالجمع بين الأحاديث المتعارضات والمعمول بظاهرها من المؤولات ولا يشکل عليه إلا أفراد من النادر".
      وبناء على ما تقدم فقد اخترت موضوع(الاختيارات الفقهية للشيخ عبد الرحمن السعدي، جمعاً ودراسة مقارنة) سيما وأن للشيخ تعليقات مفيدة، واختيارات عديدة جديرة بالدراسة والبحث.


يخلص هذا البحث إلى النتائج التالية:


بدايةً، يمکن بصفة عامة القول بأن هذا العارض بأنماطه متفشي وکثير الورود في شعر الشاعر، تلک الکثرة التي تتجلى من خلال تعدد المباحث، وتنوع المسائل الفرعية داخل المباحث، وانتشار القضايا داخل تلک المباحث في مواضع متعددة، فلا يجوز الحذف جُزافًا أو دون قرينة تشعر بالمحذوف، وهي قاعدة مطّردة في جواز الحذف، وبذلک يتضح بان الحذف هو أداة إثارة لفضول المتلقي واهتماماته.

· يُلاحظ إسهاب الشاعر في بعض قضايا الحذف، مثل : اطراح العلامة الإعرابية، وحذف حرف النداء، وحذف رُبّ وحرف الجرّ وحرف الاستفهام، وحذف المبتدأ، وحذف عائد صلة الموصول، وحذف المفعول به، بينما يقل استخدام الشاعر في بعض صور الحذف، مثل :الوقوف على المنوّن المنصوب بحذف التنوين وسکون الآخر، وحذف حرف العطف وحذف واو الحال، حذف خبر (لا) المشبهة بـ(ليس)، وحذف الفعل، وحذف فعل الشرط بعد (إذا)، حذف 0هل) بعد (أم) للإضراب.
· من خلال أنواع الحذف الأربعة يتبين لنا أن مواضع حذف الأسماء والحروف تتفوق على مواضع حذف الأفعال، ويمکن تفسير قلة حذف الأفعال بأن الشعر له طبيعته التي تتسم بالحرکة، والفعل هو العمود الأساسي الدال عليه؛ فالأهم هو الترکيز على الحدث المستفاد من الفعل، لذا کانت حذف الأسماء والحروف لها النصيب الأوفر في شعر الشاعر، حيث تعددت قضاياه وتنوعت مباحثه. 
·        من حيث دلالات الحذف، فقد استخدم الشاعر صالح الشرنوبي الحذف لدلالتين :

- الأولى : معنوية ممثلة في الإيجاز وما ينطوي علي ذلک من دلالات فرعية تم التحدث فيها، وهي کالاهتمام، والتعظيم والتنويع ...، إلخ من الأغراض الدلالية التي تم استنباطها من صور الحذف المتعددة، إلا أنه في نهاية الأمر هو أن الإيجاز والاختصار هما الغرض الأساسي.
- الثانية: عروضية موسيقية متمثلة في حرف الروي وضبط الوزن والإيقاع الشعري حتى أن الشاعر في کثير من النماذج يکون الغرض الأصلي للحذف عنده هو الضبط الموسيقي ومراعاة الوزن وحرف الروي والقافية حيث صاروا لهم نصيب من المعنى، ومن ثمّ ذلک أسهم في تآزر النظام النحوي مع النسج الشعري.
-  وأخيرا، لم أتعرض للحذف الواجب في شعر صالح الشرنوبي، لأنه يسير وفق القواعد النحوية، التي ليس لها علاقة بالدلالة التي يختارها الشاعر.