أثرحضارة بلاد الرافدين في التوراة والتلمود البابلي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية اللغات- جانعة بغداد

المستخلص

في أرض الرافدين الخالدين دجلة والفرات ولدت حضارة شهد لها التاريخ حتى بات مالوفاً حينما تحکي لنا ذاکرة التاريخ عن المجد الزاهر الذي حققه السومريون ومن بعدهم الأکديون والبابليون والاشوريون في بطون کتب المؤرخيين والجغرافيين ووصفوا مدنه الشهيره وأنهاره وأحوال الري والملاحة فيه وأوردوا بعضاً  من أخبار ملوکه وفتوحاتة العسکرية وإصلاحاتهم القانونية والدستورية والادارية , ولاشک أن تلک التأثيرات الحضارية قد أنتقلت في سلسلة متصلة من الأقتباسات الى الحضارات العالمية کما أنها أسهمت في بناء الحضارات الاخرى وهذا ما يؤکد على سبق حضارة بلاد الرافدين في نشر إشعاع رقيها الى الحضارات المجاورة .
وها هنا نجد تأثير حضارة بلاد الرافدين في الأدب العبري التوراتي حيث نقلت روايات بکاملها اليها من الادب العراقي القديم مثل قصة الخليقة البابلية وقصة الطوفان ...... هذا فضلاً عن الکثير من الشرائع العراقية القديمة في مقدمتها شريعة حمورابي والتي ألبست بلباس شريعة النبي موسى (ع).لا سيما المزاعم التي تشير الى صلتهم بالنبي أبراهيم (ع) التي أکدت التوراة عن هجرة النبي إبراهيم الخليل من العراق بصحبه زوجته سارا وإبن أخيه لوط , حيث يکون ذلک في القرن التاسع عشر قبل الميلاد وأن هذا التاريخ لم يکن لليهود وجود أصلاً , وهذا ما ينفي ما يدعون بصلتهم بالنبي أبراهيم(ع).
إن ما ورد في التوراة وَصَفَه کتُاب عاشوا في بابل بعد وقوع حوادثه بمئات السنين وأستندوا في رواياتهم عن قصص مروية تناقلتها أجيال من أسلاف اليهود الذين کانوا قد تزاوجوا مع سکان البلاد الاصليين من کنعانيين وحوريين وحثيين وبابليين وأشوريين وکلدانيين. فأن القصص التوراتية التي کتبت والتي کرست بمفاهيم  مخطوءة قائمة على أساس التحريف للحوادث والشخصيات التأريخية من أجل أن يجعلوا لهم أمتداداً تاريخياً مرتبطاُ بحضارات العالم القديم وعلى الأخص الحضارتين العراقية والمصرية . فقد اقتبسوا من تواريخ الاقطار المجاورة لهم فهوًدا کل المعلومات والحکايات التي رأوا فيها فائدة لهم .
 
بعدأن تم  تسليط الضوء على تأثير حضارة بلاد الرافدين في حياة اليهود وکتاباتهم للتوراة والتلمود البابلي خلال فترة الترحيل البابلي , فقد توصلنا الى جملة أستنتاجات تجلت بالاتي:

لقد أتبع الملوک الاشوريون والکلدانيون سياسة الترحيل مع سکان الاقاليم المعتدية والمتمردة الى أماکن بعيدة ونائية لکي لايتيسر لهم العودة والتکتل  في مناطقهم الاصلية وعلى هذا الاساس کان نصيب اليهود الى بلاد الرافدين وفي مناطق مختلفة.
تمتع يهود العراق في بابل بحياة رغيدة ويمارسون الأعمال التجارية والزراعية والصناعية کما  أمتلاکهم وبيع الدور السکنية  وما يعزز ذلک عدم عودة الکثير منهم أيام الملک الفارسي کورش الى أورشليم.
بروز عوائل ثرية متنفذة  في المجالات التجارية والاقتصادية والزراعية و الصناعية في بابل حيث أصبح لهم دور کبير في الحياة العامة .
تمتع بعض الشخصيات اليهودية بمکانه کبيرة لدى الملوک الکلدانيين أمثال النبي دانيال والفتية الثلاثة والنبي حزقيال (ذي الکفل) وعزرا الکاتب .
ان کتابة التلمود البابلي أثناء فترة الترحيل البابلي أنما يشير للوضع العام المريح لليهود .
لقد صبغت وسائل الاعلام  الغربية المغرضة لعملية الترحيل البابلي بصبغة (السبي) بغية کسب الرأي العام العالمي على ان اليهود انذاک قد تعرضوا إلى الاضطهاد والمضايقات في الوقت الذي کشفت لنا الدلائل عکس ذلک تماماً.
کان لحضارة بلاد الرافدين تأثيراً کبيراً على ما ورد في مضمون التوراة والتلمود البابلي حيث اقتبس الحاخامات والأحبار في کتابة التوراة والتلمود البابلي الکثير من تلک الحضارة وعلى مختلف المجالات بحکم تمازجهم وتأثرهم بالحضارة الرافدينية ، وهذا ما تم استعراضه بالأدلة والبراهين في متن البحث .

 
 
 
 
 
 
 
 

الكلمات الرئيسية