تطور استخدام الأرض بمدينة مسلاتة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الجغرافيا - کلية البنات - جامعة عين شمس

المستخلص

تعتبر مدينة مسلاتة إحدى المدن الصغيرة التي توفرت لها الخدمات، ومع توفر هذه الخدمات بکافة أنواعها أصبحت منطقة جذب للسکان، وهذا أدى إلى نموها وازدهارها العمراني الأمر الذي أدى إلى وضع مخطط لاستعمالات الأرض بها من قبل شرکة بولسيرفس البولندية سنة 1980 وما يتوقع أن تکون عليه سنة 2000، هذا وقد احتوى البحث المعنون "تطور استخدامات الأرض بمدينة مسلاتة" على استخدام الأرض لمدينة مسلاتة سنة 1980 کما هو موجود على أرض الواقع، أما بالنسبة لعام 2000 فهو المقترح، کما تناول استخدامات الأرض في عام 2017م بکافة أنواعها حيث شهدت المدينة تطورا في کافة استخدامات الأرض.
 

الموضوعات الرئيسية


تمهید:

إن مفهوم استخدام الأرض من المفاهیم الواسعة والمعقدة ومهما تعددت الآراء فإنها تجمع على أنها العلاقة المتفاعلة بین الإنسان والأرض، وقد عرفت على أنها "التوزیع المکانی لوظائف المدینة المتعددة والتی تشمل الوظائف السکنیة والصناعیة والتجاریة والخدمیة"([1]).

کما أن دراسة استخدام الأرض ذات أهمیة بالغة لإعداد تخطیط سلیم لأی منطقة.

کما تعد أنماط استخدام الأرض فی أیة مدینة نتاجاً للتطور الذی مرت به المدینة عبر تاریخها([2])، کما تعتبر نتاجاً لتفاعل مجموعة کبیرة من القوى الاجتماعیة والاقتصادیة المؤثرة والفعالة، وانعکاس منطقی لأهمیة الوظائف التی تمارسها المدینة([3])، والتی على هدیها یمکن إعادة تخطیط المدینة فی المستقبل([4]). ولذلک فهی تتسم بالدینامیکیة والتطور تبعاً لتغیر احتیاجات المجتمع([5])، وعلاوة على ذلک فإن فهم ترکیب المدینة وظیفیاً یعتمد على خریطة استخدام الأرض.

إن کثافة استعمالات الأراضی بالمدن سواء کانت مخططة أو عشوائیة تؤدی لا محالة إلى توسیع دائرة هذه المناطق على حساب الأراضی المجاورة وهذا بدوره یؤدی إلى الزحف على الأراضی الریفیة والتعجیل بتدمیرها وتدمیر الحدود التی ترسمها المخططات الحضریة للفصل بین العمران الحضری والمناطق الریفیة.

کانت مدینة مسلاتة إحدى المدن الصغیرة التی توفرت بها الخدمات، فمع توفر الخدمات الإداریة والاجتماعیة والاقتصادیة أصبحت منطقة لجذب السکان، شأنها فی ذلک شأن معظم المدن اللیبیة، وهذا أدى إلى نموها وازدهارها العمرانی.

وقد تناول هذا البحث موضوع تطور استخدامات الأرض فی مدینة مسلاتة.

وتقع مدینة مسلاتة عند تقاطع خطی طول خطی طول (5 ً 14 َ – 14 ْ) شرقاً ودائرتی عرض 36 َ و32 ْ – 33 َ 32 ْ) شمالاً إذ تقع فی الجزء الشمالی الغربی من لیبیا وتبعد عن سواحل البحر المتوسط بحوالی 10کم، ویحدها من الجنوب مدینة ترهونة، وتبعد عنها بحوالی 43کم أما من الشمال فتحدها مدینة الخمس وتبعد عنها حوالی 35کم، وتبعد عن مدینة طرابلس بحوالی 135کم([6]).

أولاً: مقارنة بین استخدام الأرض لمدینة مسلاتة عام 1980م – عام 2000م:

بالرغم من أن مخطط المدینة أکثر میلاً نحو التحدیث والمعاصرة حیث یلاحظ أن الفترة الأولى من تنفیذ المخطط ثم هدم المدینة القدیمة والمنطقة المحیطة بمیدان الشهداء من أجل تعمیرها مع بقاء المبانی القدیمة فی بعض المحلات التی تدل على أصالتها، یلاحظ أن هناک تبایناً مکانیاً وتشابکا وتداخلاً فی الوظیفة والتناقضات واضحة، وجود مبان، کما یلاحظ انتشار الورش 

المختلفة الأنواع بجانب المنازل، بینما تم تخصیص منطقة محددة للصناعات الخفیفة وکذلک خصص المخطط مناطق خضراء والتی تعتبر رئة المدینة، لکن هذه المناطق أعید تخطیطها بطریقة أو أخرى وحلت محلها مبانی سکنیة وغیرها وتعانی المدینة فی الوقت الحاضر من العدید من المشکلات، ولعل من أهمها عدم وجود مخطط دینامیکی یراعی نمو سکانها واتساع مساحتها حیث یلاحظ أن العدید من المساکن أقیمت فی الفترة الأخیرة خارج المخطط على حساب الأراضی الزراعیة، أی الزحف العمرانی على الأراضی الزراعیة.



ومن الجدول السابق (1)، والشکلین (2)، (3) یتضح أن مساحة المدینة بلغت کواقع لسنة 1980م (154.5) هکتار تقریباً، وفی سنة 2000م بلغت (432) هکتار تقریباً، فنجد أنه فی عشرین سنة لم تزد المساحة عن (278) هکتار تقریبا، أی بنسبة زیادة قدرها 180.5% حیث تم بناء العدید من الوحدات السکنیة وبعض المبانی الإداریة ومبانی الخدمات الأخرى على أنقاض المبانی القدیمة التی تم إزالتها عام 1980م والبناء مکانها.

وبمقارنة مساحة استخدامات الأراضی فی عام 1980 وبین مخطط المدینة لعام 2000 نلاحظ وجود زیادة کبیرة فی مساحة الاستخدام السکنی حیث زاد من مساحة 73 هکتار إلى 228 هکتار مما أضاف مساحة کبیرة من المساکن المخططة ومحاولة الحد من بناء المساکن بعشوائیة، کما زادت مساحة الاستخدام التعلیمی والثقافی من 9.8 هکتار إلى 32.3 هکتار مما أحدث وفرة فی الخدمات التعلیمیة والثقافیة، کما زادت مساحة الاستخدام الصحی من 13.8 هکتار إلى 14.5 هکتار حیث إن الزیادة لم تکن کبیرة إلا أن المدینة لم تشعر بالعجز فی الخدمات الصحیة، کما زادت المرافق الدینیة من 19.4 هکتارإلى 25.7 هکتار، وأیضاً المنافع العامة من 2.6 هکتار إلى 14.5 هکتار وهو ما یظهر تحسناً واضحاً فی الخدمات بصفة عامة، کما زادت مساحة الاستخدام الصناعی من 6.9 هکتار إلى 27.1 هکتار وذلک بسبب تخصیص مناطق فی جنوب المدینة ومنقطة أخرى فی شمالها، مما ساعد على التقلیل من التلوث البیئی للمدینة، کما زادت مساحة الطرق من 23 هکتار إلى 73.7 هکتار وهو ما یظهر تصمیم شبکة طرق جیدة للمدینة.

أما مساحة الترفیه فزادت من 6.4 هکتار إلى 16.2 هکتار والمتمثلة فی بعض المساحات الخضراء والمتنزهات.

ثانیاً: استخدام الأرض فی مدینة مسلاتة عام 2017م: 

ومن العرض السابق فی استخدام الأرض فی مدینة مسلاتة عام 1980 نستنج أن مدینة مسلاتة قد نشأت قدیماً ونمت وتطورت حتى أصبحت مجمعاً حضریاً على الجبل الغربی فی شمال غرب لیبیا، وتطورت حتى صنفت من ضمن المدن الصغیرة فی لیبیا ومن ثم وضع لها مخطط وزاد تطورها ونموها للانتعاش الاقتصادی والهجرة من المناطق المحیطة أی من الریف إلیها.

من خلال الجدول رقم (2) والشکل (5) یتضح الآتی:

بلغت مساحة مدینة مسلاتة حوالی 784 هکتاراً موزعة على استعمالات الأراضی للأغراض المختلفة، أی بلغت الزیادة فی المخطط لعام 2000 حوالی 352 هکتاراً، وبذلک تکون النسبة المئویة للزیادة فی 2017، وفی عام 2000م حوالی 81.5%.

کما نلاحظ من خلال خریطة استخدامات الأراضی رقم (5) أن أغلب الاستخدامات الموجودة هو الاستخدام السکنی حیث بلغ 71.5% من إجمالی مساحة المدینة المتضمن مساحة ة451.3 هکتار کاستخدام سکنی، ومساحة 81.7 هکتار کاستخدام سکنی تجاری حیث یستخدم الدور الأول فی المحلات وباقی المبنى یستخدم سکنی، وهذا الاستخدام نجده واضحاً على الطرق الرئیسیة، ومساحة 43.0 هکتارسکنی صناعی حیث یستخدم الدور الأول کورش وباقی المبنى یستخدم کسکن.

بینما بلغت مساحة الخدمات 12.3% من إجمالی مساحة المدینة والمتضمنة مساحة الخدمات التعلیمیة حیث بلغت 24.6 هکتار، والاستخدام الصحی والذی بلغ مساحة 18.3 هکتار، والخدمات الدینیة والثقافیة والتی بلغت 15.8 هکتار، والخدمات السیاحیة والترفیهیة والمتمثلة فی المساحات الخضراء إذ تمثل 10.1 هکتار، والمبانی العامة والتی تبلغ مساحتها 9.2 هکتار.

بینما بلغت نسبة مساحة الأنشطة الاقتصادیة 4.5% من إجمالی مساحة المدینة والتی تتضمن النشاط التجاری والمتمثل فی 13.6 هکتار والمتمرکز فی قلب المدینة (C.B.D) وعلى الطرق الرئیسیة.

أما النشاط الصناعی فبلغت مساحته 22.6 هکتار والمتمرکز فی الطرق الجنوبیة الفرعیة والمنطقة الصناعیة فی الشمال وعلى أطراف المدینة، بینما بلغت نسبة مساحة الطرق 9.7% من إجمالی مساحة المدینة بما یعادل 78.9 هکتار وهی مساحة تعکس شبکة طرق جیدة تخدم المدینة، بینما بلغت نسبة باقی الاستخدامات والمتمثلة فی المقابر والأراضی الفضاء 7.5% من مساحة إجمالی المدینة والمتضمنة مساحة المقابر حیث بلغت 15.6 هکتار بینما أراضی الفضاء بلغت مساحتها 44.9 هکتار والمتمرکز فی منطقتها الشمالیة الشرقیة حیث أراضی متضرسة والجنوبیة الغربیة کذلک.

کما یتبین أن التطور الحضری یتمرکز فی وسط المدینة، کما یتضح من خلال الخریطة أن هناک طرقاً معبدة داخل مخطط المدینة وأخرى غیر معبدة، کما نلاحظ من الخریطة انتشار الاستخدام التجاری بکثرة داخل مخطط المدینة وخاصة على امتداد الشوارع والطرق الرئیسیة.

ثالثاً: أنماط استخدام الأرض:

1) الاستخدام السکنی:

شهدت مدینة مسلاتة تطوراً عمرانیاً کبیراً خلال النصف الثانی من القرن العشرین وکان أحد جوانب هذا التطور "الاستخدام السکنی" حیث یعد من أکثر الاستخدامات تغیراً بسبب الزیادة فی عدد السکان والتغیرات الاجتماعیة ومستوى الدخل والمعیشة، وتحتل المساکن المساحة الأکبر من رقعتها فی کل مکان تقریباً ولکن بأعداد متفاوتة. وتختلف المناطق السکنیة فی شکلها وتوزیعها باختلاف حجم المنطقة وتطورها، فالمنطقة القدیمة تترکز المساکن فیها حول رواقها بصفة دائمة، ولکن مع التطور العمرانی ونموه بدأ السکان یتوجهون إلى خارج المنطقة وترک وسطها لوظائف أخرى أکثر أهمیة کالوظیفة التجاریة والإداریة([1]).



 

هذا وتغطی المساحة المخصصة للسکن بلیبیا نسبة عالیة من إجمالی مساحة المخططات حیث تتراوح النسبة ما بین 40-60%. ونجد أن الاستخدام السکنی یحتل الصدارة فی منطقة الدراسة، ففی سنة 1980م بلغت المساحة المخصصة للوحدات السکنیة حوالی73 هکتاراً وهی تشکل نسبة 47% من مجمل الأراضی، بینما فی سنة 2000م بلغت حوالی 228 هکتاراً، وهی تمثل 52.8% من مساحة المدینة وارتفعت عام 2017 إلى 451 هکتار وهو یمثل 61.4 من مساحة المدینة (شکل رقم 2)، وبناء على ذلک فإن نوع الاستخدام السکنی ونسبته فی منطقة الدراسة وکثافة السکان، تلعب دوراً هاماً فی مبادرات السکان لتشیید المنازل من جهة، ولتوسع مساحة المخطط وتنظیمها وإعداد البنیة التحتیة وإصدار التراخیص من جهة أخرى.

2) الاستخدام التجاری:

تعد التجارة من أهم الأنشطة الاقتصادیة فی المدن، وخاصة الکبیرة منها ویمثل هذا الاستخدام أفضل المواقع، وأکبر قدر من سهولة الوصول عن طریق شبکة جیدة من الطرق([1])، فکلما زاد عدد سکان المدینة وتطورت وسائل النقل وتیسرت مسالکها داخل المدینة وخارجها کلما زادت أهمیة التجارة وزاد حجم الاستخدام التجاری، إذ تحتل المنطقة التجاریة داخل المدن عادة مساحة تقدر بنحو 5% من المساحة الکلیة للاستعمالات بالمدینة، إذ یعد النشاط التجاری من أهم الأنشطة التی تقوم بها المدینة([2]).

إن ما تتمیز به مدینة مسلاتة هی کونها مرکزاً تجاریاً مهماً تقدم خدمات تجاریة مختلفة لسکان المدینة والتجمعات المجاورة لها حیث إنها تتسم منذ القدم بالتمرکز السکانی وذلک لملاءمة أراضیها للاستقرار وقابلیتها لجذب السکان، وما نتج عنه من حرکة اقتصادیة وتبادل تجاری للمنتجات والمزروعات على مر السنین، حیث إن للمدینة سوقاً أسبوعیاً أعطى المدینة شهرة تجاریة حیث یلجأ إلیه التجار من أغلب المناطق المحیطة من ترهونة والخمس وسوق الخمیس وزلیتن ومصراتة وقصر الأخیار، کما أن المدینة منذ القدم تشتهر بوجود المحلات التجاریة والمهنیة والحرفیة.

وقد شهدت منطقة الدراسة تطوراً عمرانیاً کبیراً خلال الفترة الأخیرة، وکان أحد جوانب هذا التطور إنشاء مجموعة من الأسواق العامة والجمعیات التعاونیة التی توزعت فی شتى أنحاء المدینة واعتمدت کقنوات تسویق، فلقد أجیز لمؤسسات القطاع الخاص بمزاولة النشاط التجاری والذی أدى بدوره إلى نشأة مناطق تجاریة جیدة، کذلک تم التوسع فی تحویل الطوابق الأرضیة فی بعض الشوارع الرئیسیة من الاستعمال السکنی إلى التجاری المختلط، وأغلب هذه المساکن المختلطة توجد فی محلة السوق فی منطقة (C.B.D) فی مدینة مسلاتة.

وتتنوع المؤسسات التجاریة فی منطقة الدراسة منها محلات الملابس والمفروشات والأثاث ومحلات المجوهرات والصناعة والعطور. وکذلک محلات الأحذیة، محلات المواد الغذائیة والتموینیة والأدوات الکهربائیة والزراعیة والمنزلیة، ومحلات خاصة بالمعدات والآلات الدقیقة والثقیلة ولوازم المکتبات ومحلات البقالة والخضار وغیرها.



کما تشمل المصارف والشرکات الاستثماریة وإن کانت هذه المؤسسات لا تمثل أماکن للبیع والشراء إلا أنها ترتبط بالنشاط التجاری بشکل أساسی ویوجد فی منطقة الدراسة أربعة مصارف وهم مصرف الوحدة ویقع فی محلة السوق، وکذلک مصرف الصحاری، ومصرف شمال أفریقیا، ومصرف الجمهوریة.

3) الاستخدام الصناعی:

ظهر هذا الاستخدام بوضوح فی نهایة القرن الثامن عشر، إذ شهدت هذه الفترة نشأة وحدات صناعیة خاصة، حیث أثرت الصناعة على موقع المدینة وترکیبها وشکلها ودخل هذا الاستعمال فی تنافس مع باقی الاستعمالات الأخرى([1]).



إن الاستعمالات المتعلقة بالأراضی الصناعیة فی مدینة مسلاتة قد انحصرت فی فترة الخمسینیات والستینیات على بعض الصناعات الخفیفة، وعلى ما تنتجه من موارد، التی تتمثل فی معاصر الزیتون ومطاحن الحبوب لأنهما الموردان الأساسیان فی المدینة واللذین یعتمد علیهما السکان منذ القدم، إضافة إلى بعض الصناعات الأخرى مثل النجارة والحدادة والمخابز وبعض الصناعات کالنسیج والصوف، وبسبب عدم وجود توجیه استثماری قوی فی مجال الصناعة، وفی غیاب تخطیط مناطق صناعیة تستوعب النشاطات الضروریة، فقد نشأت صناعات ثانویة عدیدة وتوزعت داخل مسطح منطقة الدراسة وتداخلت مع الاستعمالات الأخرى، فنجدها تتمرکز أغلبها فی وسط المدینة وفی الأحیاء السکنیة التی تسبب الضوضاء والضجیج للسکان، إضافة إلى التلوث البیئی الذی تسببه وتشویه منظر المدینة بالمخلفات الصناعیة والقمامة، وقد بلغت نسبة الاستخدام الصناعی بالمدینة 2206 هکتار تقریباً وبنسبة 2.8%.


4) الاستخدام التعلیمی:

یعد التعلیم الرکیزة الأساسیة لأی بلد ومؤشر تقدمه، کما أنه الأداة الرئیسیة للتنمیة الاقتصادیة والبشریة ومظهراً من مظاهر الخدمات الحکومیة([1]). ویترکز الاستخدام التعلیمی داخل الحیز الحضری ویتأثر نمط التنظیم المکانی له بمساحة المنطقة السکنیة وحجم السکان وشبکة الطرق والتطور التاریخی للمراکز الحضریة.

تعد منطقة الدراسة مرکزاً للإشعاع الثقافی والعلمی حیث یوجد بها عدد کبیر من المدارس بمختلف أنواعها والتی تبدأ من ریاض الأطفال، والمدارس الابتدائیة والإعدادیة


 

 

ویشغل الاستخدام التعلیمی فی عام 2017م مساحة 24.6 هکتاراً أی ما یعادل نسبة 5.47% من جملة مساحة المدینة.

وبالاعتماد على المعلومات المتوفرة من مکتب التقویم والقیاس فإن أقدم المدارس الموجودة بمنطقة الدراسة هی مدرسة القصبات الابتدائیة، أما بدایة السبعینیات من القرن الماضی وخلال العقود الأخیرة زاد إنشاء المؤسسات التعلیمیة فی منطقة الدراسة حیث بلغ عدد مدارس التعلیم الأساسی عام 2009 نحو 15 مدرسة (5) مدارس للتعلیم المتوسط، بالإضافة إلى عدد من مراکز تحفیظ القرآن الکریم.

وینتشر بالمدینة نمط تعلیم الثانویات التخصصیة فی نهایة التسعینیات وهی المرحلة التعلیمیة التی تسبق مرحلة التعلم والتی یکون فیها متوسط أعمار الطلاب بین 15-19 سنة وتسمى هذه المرحلة مرحلة التعلم المتوسط ومدة الدراسة بها أربع سنوات لتزوید الطلاب بمختلف العلوم والمعارف، تمهیداً لالتحاقهم بسوق العمل أو لاستکمال دراستهم بالجامعات والمعاهد العلیا.

فمثلاً الذین یدرسون العلوم الهندسیة یلتحقون مباشرة بکلیة الهندسة، وکذلک الذین یدرسون علوم الأحیاء یلتحقون بکلیات الصیدلة والطب، وهکذا فی باقی التخصصات.

مرحلة التعلیم العالی:

لقد أنشئت فی مدینة مسلاتة مراکز للتعلیم العالی تمثلت فی:

أ) کلیة الشریعة والقانون

ب) کلیة الآداب والعلوم

ج) المعهد العالی للمهن الشاملة

د) المعهد العالی للمهن الطبیة

 

مراکز تحفیظ القرآن الکریم:

تتمیز مدینة مسلاتة بکثرة حافظی القرآن الکریم مقارنة مع عدد سکانها، بالإضافة إلى کثرة مراکز تحفیظ القرآن الکریم، إذ یوجد ما یزید عن 18 مرکزاً لتحفیظ القرآن الکریم موزعة على المحلات الأربع منها مرکز تحفیظ منارة الدوکالی، مرکز تحفیظ المجابرة، کما تمتاز بکثرة عدد مدرسی ومدرسات القرآن الکریم. هذا ویصل عدد الطلبة الدارسین بهذه المراکز إلى 2300 طالب([1]).

5) الاستخدام الصحی:

شغلت الاستخدامات الصحیة فی مدینة مسلاتة عام 2017م مساحة 18.3 هکتار وبنسبة 2.3% من إجمالی المساحة المستخدمة داخل المخطط([2]).



بالإضافة إلى القطاع الخاص والذی بدأ یزدهر فی المدینة وینتشر فی مختلف التخصصات.

6) الاستخدام الدینی والثقافی:

تعتبر مدینة مسلاتة کغیرها من المدن الإسلامیة حیث تشغل نسبة من مساحتها والتی تتمثل فی وجود العدید من المساجد لأداء الصلاة، وإلى جوار البعض مقابر لدفن الأموات المسلمین. وقد شغل هذا الاستخدام نحو 15.8 هکتار وبنسبة 2.0%([1]).

وتنحصر استعمالات المرافق الدینیة فی المساجد المختلفة. وقد بلغ عدد المساجد فی منطقة الدراسة 20 مسجداً موزعة على محلات المدینة بشکل یخدم کل السکان([2]).



 

المقابر:

یوجد بمدینة مسلاتة ست مقابر موزعة على محلات المدینة، وجمیع أماکن المقابر مستغلة ولا یوجد أماکن مقترحة لإقامة مقابر فی المستقبل، إذ تبلغ مساحتها 15.6 هکتار وبنسبة 1.9% من مساحة المدینة.

تخطت الامتدادات العمرانیة منطقة المقابر وأصبحت المقابر تقع فی قلب المنطقة العمرانیة، ونظراً لحساسیة هذه المواقع من الناحیة الدینیة واحترام مکانة الأموات فی الدین الإسلامی أصبح من الصعب التعامل مع هذه الأماکن بکافة صورها سواء بإزالتها أو بتغییر مکانها، أما الآن فأصبحت توجد فی مرکز المدینة العدید من المقابر التی یرجع تاریخها إلى فترات زمنیة قدیمة ومن بینها مقبرة الودکالی، ومقبرة یوسف الجغرافی، وسیدی فایز، وأولاد حامد وغیرها.



7) الاستخدام السیاحی والترفیهی:

على الرغم من توفر العدید من المقومات السیاحیة فی مدینة مسلاتة إلا أنها تفتقر إلى الخدمات السیاحیة بالرغم من وجود متحف فی قلعة مسلاتة القدیمة وذلک لعدم وجود الجهات المعنیة بذلک، حیث بلغت مساحتها 10.1 هکتار وبنسبة 1.3% من مساحة المدینة إلى جانب توفر مساحات خضراء حول المستشفى المرکزی للمدینة.

 

أما بالنسبة للترفیه کان یتمثل فی وجود عدد من الحدائق المترکزة فی وسط المدینة، وهو ما یسمى بالمنتزه السیاحی، لکنه فی الآونة الأخیرة تحول إلى مقهى وبناء محلات تجاریة على أطرافها، إلى جانب ساحات خضراء متفرقة.

8) الخدمات الحکومیة والهیئات (الاستخدام الإداری):

وتشمل تلک الخدمات الإداریة والمکاتب الخدمیة الموجودة بالمجمع الإداری بوسط المدینة کما توجد المکاتب التنفیذیة، بالإضافة إلى المحکمة الجزئیة ومکتب الأوقاف وشؤون الزکاة وغیرها من الإدارات الأخرى.

ویشغل هذا الاستخدام عام 2017م مساحة 9.2 هکتارات، أی ما یعادل نسبة 1.0% من إجمالی مساحة المخطط.

9) الشوارع والمیادین والطرق:

یعد هذا الاستخدام من أهم استخدامات الأرض بمنطقة الدراسة بعد الاستخدام السکنی، إذ یمثل 73.7 هکتار أی حوالی 9.1% من جملة مساحة المدینة، وهو بذلک یأتی فی الترتیب الثانی من استخدامات الأرض حیث لا تقتصر وظیفة الشوارع على کونها منافذ یستخدمها السکان فی الدخول إلى مساکنهم والخروج منها، أو على أنها تربط بین أجزاء منطقة الدراسة، بل تتعدى أهمیتها إلى قیامها بوظیفة اجتماعیة خاصة فی الأحیاء الشعبیة القدیمة التی یضیق فیها الحیز السکنی ویزداد فیها التزاحم للسکن، وتشکل شبکة الطرق والشوارع والمیادین هیکل منطقة الدراسة.

الاستخدام الزراعی:

یعد الاستخدام الزراعی أقل الاستخدامات فی منطقة الدراسة، إذ تبلغ مساحته حوالی 22.0 هکتار تقریباً، أی حوالی 2.7% من مساحة المدینة، ولکن لیس معنى هذا أن الأهالی لا یقومون بمزاولتها، إذ یمتلکون أراض زراعیة ولا یمارسون هذه المهنة إذ یعتبرونها مهنة ثانویة، فنجد أهالی منطقة الدراسة یمتلکون أراض زراعیة فی ریف المدینة ویقومون بزراعة القمح والشعیر وجمع ثمار الزیتون.

وتشکل مزارع محلة الأشراف فی منطقة الدراسة ظهیراً زراعیاً مهماً یمد المدینة وأقالیمها بالمواد الزراعیة الغذائیة وخاصة الزیتون وزیته والخضروات حیث تشتهر مدینة مسلاتة منذ القدم بتجارة زیت الزیتون بالدرجة الأولى سواء على مستوى المدینة أو أقالیمها.

ففی مدینة مسلاتة بلغ عدد الأشجار المثمرة من الزیتون 255.000 شجرة، ومن اللوزیات 54.000 شجرة مثمرة، ومن التین 16112 شجرة مثمرة، والعنب 45.225 شجرة مثمرة([1]).

کما أن المدینة تتزود بالخضروات والفواکه مثل المشمش والخوخ والحمضیات من المدن المجاورة.

کما توجد بها آبار جوفیة، وتدخل بعض النباتات منها (العرعر، الإکلیل، الزعتر) فی العدید من الأغراض الطبیة والتی یستخدمها السکان فی علاج بعض الأمراض.

إن قلة العاملین بالزراعة لا یعنی أن الزراعة لیست عنصراً مهماً فی اقتصاد مسلاتة وإنما نجد أن الزراعة فی مدینة مسلاتة تشکل عملاً ثانویاً، نجد أن العائلة یشارکون فی الزراعة کعمل إضافی.

کما أن قطاع الزراعة فی مدینة مسلاتة یواجه صعوبات تحول دون أن یلعب دوراً مهماً فی الاقتصاد العام لمنطقة الدراسة.

خاتمة:

خرجت الطالبة بعدد من الاستنتاجات التی توضح تطور استخدام الأرض فی مدینة مسلاتة تترکز حول ما یلی:

(1)          إن مدینة مسلاتة قد نشأت قدیماً ونمت وتطورت حتى أصبحت مجمعاً حضریاً على الجبل الغربی بشمال غرب لیبیا.

(2)    تعتبر استعمالات الأراضی لأغراض السکن من أکثر الاستعمالات من حیث التجاوز، بالإضافة إلى ذلک فإن بعض الأحیاء السکنیة تختلط بها الاستخدامات وخاصة الاستخدامات التجاریة.

(3)    إن ما تتمیز به مدینة مسلاتة هی کونها مرکزاً تجاریاً مهماً تقدم خدمات تجاریة مختلفة لسکان المدینة والتجمعات المجاورة لها.

(4)    لقد شهد استخدام الأرض الصناعی فی مدینة مسلاتة توسعاً ملحوظاً حیث یتضح الترکز العالی للمنشآت الصناعیة على طول الطرق الرئیسیة وداخل الشوارع الفرعیة.



(1)    تعد مدینة مسلاتة مرکزاً للإشعاع العلمی والثقافی إذ یوجد بها عدد مدارس التعلیم الأساسی نحو 15 مدرسة، 5 مدارس للتعلیم المتوسط، بالإضافة إلى الثانویات التخصصیة، کما أنشئت فی مدینة مسلاتة مراکز للتعلیم العالی.

(2)    یتمثل الاستخدام الصحی فی مدینة مسلاتة فی مرکزین مهمین هما مستشفى مسلاتة المرکزی فی محلة السوق، والثانی مرکز للرعایة الصحیة، بالإضافة إلى المصحات ذات التخصصات المتعددة.

(3)          بلغ عدد المساجد بمدینة مسلاتة 20 مسجداً موزعة على محلات المدینة، بالإضافة إلى عدد من المقابر.

(4)    إن الخدمات الترفیهیة ناقصة مقارنة بغیرها إذ تقتصر على بعض الحدائق إلى جانب مناطق ترفیهیة توجد فی جنوب المدینة کالأندیة الریاضیة.

(5)    یشمل الاستخدام الإداری الخدمات الإداریة والمکاتب الخدمیة...إلخ، إذ توجد بوسط المدینة بما فیها المرافق العامة المتمثلة فی البنیة التحتیة کالمیاه والصرف الصحی والاتصالات.

(6)    أما بالنسبة للطرق والشوارع والمیادین فیعد هذا الاستخدام من أهم استخدامات الأرض بمنطقة الدراسة بعد الاستخدام السکنی.

(7)          یعد الاستخدام الزراعی أقل الاستخدامات فی منطقة الدراسة.

المصادر:
(1)          لبیانات النهائیة من رئیس التعداد بمسلاتة، غیر منشورة، لعام 2006م.
(2)          تعداد الحائزین الزراعیین وحیازاتهم الزراعیة، 2006م، مصلحة الإحصاء، التعداد الزراعی، مسلاتة، 2006م.
(3)          المخطط الشامل 2000 شرکة بولسیرفس، استشارات هندسیة، وارسو، بولندا، تقریر رقم ط34.
المراجع:
(4)          أحمد علی إسماعیل، دراسات فی جغرافیة المدن، دار الثقافة والنشر والتوزیع، الطبعة الرابعة، القاهرة، 1993م.
(5)          حسن الخیاط، المدن الخلیجیة، ط1، منشورات مرکز الوثائق والدراسات الإنسانیة، جامعة قطر، 1988م.
(6)          عبد الفتاح محمد وهیبة، جغرافیة العمران، دار النهضة العربیة، بیروت، 1973م.
(7)          محمد صالح المرسومی وآخرون، المبادئ العامة لجغرافیة المدن، دار الکندی للنشر والتوزیع، إربد، 2000م.
(8)          محمد عبد العزیز الهنداوی، استخدام الأرض فی مدینة دمیاط دراسة جغرافیة، بحث غیر منشور، 1989م.
(9)          محمد محمد سطیحة، خرائط التوزیعات الجغرافیة، دار النهضة العربیة، الطبعة الثانیة، القاهرة، 1970م.
(10)     محمد مدحت جابر، جغرافیة العمران الریفی والحضری، ط1، مکتبة الأنجلو المصریة، القاهرة، 2003م.
مجلات علمیة:
(11)  محمد، المغنی الکبیر فی الجغرافیا التعلیمیة للبحیرة، نشرة الدراسات الجغرافیة، جامعة المنیا، المجلد الرابع، العدد الخامس، 1995م.