نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
قسم علم النفس- کلية البنات- جامعه عين شمس
المستخلص
الكلمات الرئيسية
التوکیدیة وعلاقتها بتقدیر الذات والصحة النفسیة لدى طالبات الجامعة
اعداد
نجلاء بکری یاسین
ملخص البحث
هدف البحث
تهدف الدراسة الحالیة إلى فحص العلاقة بین التوکیدیة وتقدیر الذات والصحة النفسیة لدى عینة من طالبات الجامعة .
المنهج : أجریتُ الدراسة على عینة مکونة من (108) من طالبات جامعة عین شمس ، کلیة التجارة ، وتم تقسیمها الى مجموعتین مجموعة طالبات الریف (40)، و مجموعة طالبات الحضر (68) .
النتائج : کشفَتْ نتائجُ هذه الدراسة عن وجود علاقة موجبة دالة إحصائیًا بین التوکیدیة وتقدیر الذات والصحة النفسیة لدى عینة الدراسة ، کما کشفت أیضًا عن وجود فروق دالة إحصائیًا بین طالبات الریف وطالبات الحضر على متغیر التوکیدیة ، ولم تسفر عن وجود فروق ذات دلالة احصائیة فى متغیرى تقدیر الذات والصحة النفسیة .
Abstract
Assertiveness and it's relationship with self esteem and mental health among female university students.
Prof. Azza Saleh, Ph.D. Prof. Aziza Mohamed
Dr. Rabab Abdelmoniem, Ph.D
Naglaa Bakry Yaseen
Objectives: The present study aims to examining the relationship between assertiveness and self-esteem , mental health among female university students. Method: The sample consisted of (108) females. (40) rural female group and urban female group . Results: the results also indicated positive significant correlation between assertiveness , self-esteem and mental health . the results showed that there are significant differences in assertiveness between rural female group and urban female group , while there was non-significant differences between rural female group and urban female group in self-esteem and the level of mental health .
مقدمة :
یختزل علم النفس عادة فى الفهم الشائع بین الناس الى علم النفس المرضى أو علم النفس الاکلینیکى اللذین تتسیدهما الحالات والأبنیةالسلبیة أو المرضیة ، ولکن على الرغم من ذلک ،طوال تاریخ علم النفس کانت جوانب القوى الانسانیة تؤخذ فى الاعتبار بوصفها مصادر أو کفاءات . (أسبینوول ، وستودینجر ، 2006 ،ص 185- 186)
ومع زیادة الاهتمام فى السنوات الأخیرة ، بدراسة الجوانب الایجابیة ومواطن القوى عند الانسان وعلاقة هذة القوى ببعضها البعض ؛ لبناء توجه ایجابى لتفسیر السلوک الانسانى ، بدلاً من الانغلاق على نماذج السلبیة فى تفسیر السلوک الانسانى ، من خلال علم النفس الایجابى ، تحاول هذة الدراسة البحث فى متغیر التوکیدیة وعلاقته بغیره من متغیرات ایجابیة وتتنباء بدلالة هذة العلاقة تبعاً لتوجه علم النفس الایجابى .
وتعد التوکیدیة جزء هام من السلوک الانسانى بشکل عام ، من قبل ظهور المصطلح العلمى لیست ابتکار جدید ، ویعد علماء المدرسة السلوکیة ، من قاموا بتطویر وتحلیل وتصنیف أبنیة هذا المفهوم ؛ نظراً لاهتمامهم بتقنیة التدریب التوکیدى من أمثلة ولبى Wolpe وایمون Emmonds والبرتى Alberti و لازروس Lazarus وغیرهم .(Rees & Graham , 1991, 8 )
وبناءاً على ماسبق تحاول هذة الدراسة الکشف عن علاقة التوکییدیة بتقدیر الذات والصحة النفسیة ؛ کمتغیرات ایجابیة فى ضوء تنبوات نظریة علم النفس الایجابى . وایضاً القاءالضوء على مدى تأثیر الثقافة الفرعیة فى احداث الفروق الفردیة بین الأفراد فى هذة المتغیرات الثلاث .
الاطار النظرى الخاص بالدراسة :
تهدف الدراسة الحالیة للکشف عن العلاقة بین التوکیدیة Assertiveness وتقدیر الذات Self-esteem والصحة النفسیة Mental Healthلدى مجموعة من طالبات الجامعة.
أولاً : التوکیدیة :
ویعرِّف ولبی Wolpe, 1959 التوکیدیة بأنها القدرة على التعبیر الملائم عن أی انفعال ، فیما عدا التعبیر عن انفعال القلق ، إلا أن المعالجین السلوکیین یعالجون هذا المفهوم بصورة أکثر اتساعًا فالشخص التوکیدی لیس هو فقط من یدَرِّب نفسه على العدوان وإعطاء الأوامر والتحکم فی الآخرین ، بل هو أیضًا یستطیع التعبیر الإیجابی عن کثیر من المشاعر الأخرى مثل الصداقة والود والإعجاب والشکر ( إبراهیم ، وعسکر ، 1999 ، ص 296 ).
وتُعرَّف أیضًا بأنها مجموعة من الأنماط السلوکیة اللفظیة وغیر اللفظیة ، السالبة والموجبة التی یستجیب بها الفرد للأشخاص الآخرین (کالأقران ، والوالدین ، الأشقاء ، المعلمین ) فی تفاعلاتهم الشخصیة (عبد الرحمن،1998،154)
وتُعرَّف أیضًا بأنها بُعْدٌ یصف الأشخاص الذین یمیلون إلى المجاهرة بالدفاع عن مصالحهم ، وقیمهم ، وخیاراتهم ، وأهدافهم . والسلوک التوکیدی یکون فی قدرة الفرد على المطالبة باحتیاجاته ، ویکون أیضًا فی قدرة الفرد على رد الفعل من خلال قدرته على دفع ما یفرض علیه ( (Ames, Flynn, 2007, p.308.
ویتمیز الفرد ذو السلوک التوکیدی العالی باحترامه لذاته وللآخرین ، وإدراکه الإیجابی لنفسه ، یشعر بقیمة ومعنى حیاته ، یثق فی بدیهیته وحدسه ، یتمتع بنمو عقلی وجسمی جید ویتمتع أیضًا بتناغم بینهما ، یشعر بالأمان ، ویتمتع بالتکامل بین البدن والفکر والعاطفة والروح ، یتمتع بالتقبل والتعقل ، ویتمتع بالاتصال الإیجابی مع نفسه والآخرین (Townend, 2007).
ویُفَرِّق ویلیامز (Williams, 2001) بین السلوک التوکیدی وبین العدوان أو الإذعان ، بأن تأکید الذات یتضمن تعبیر الفرد عن مشاعره واحتیاجاته وحقوقه وآرائه مع احترامه لمشاعر واحتیاجات وحقوق وآراء الآخرین أیضًا ، بعکس السلوک العدوانی الذی لا یهتم بمشاعر وآراء وحقوق الآخرین ، أو سلوک الإذعان الذی یهتم من خلاله الفرد بالمراعاة الزائدة لمشاعر وحقوق الآخرین على حساب التعبیر عن مشاعره وآرائه المختلفة .
وتحتوى التوکیدیة على عدة عناصر هی :
المشاعر : فالتوکیدیة تجعل الفرد یُعَبِّر عن مشاعره بطریقة مباشرة وواضحة وأمینة وملائمة .
الحاجات : یشعر الفرد بالحاجة إلى إظهار الغضب والاحتجاج والاعتراض والحزن.
الحقوق : یدرک الشخص الحقوق الإنسانیة الأساسیة ؛ وما یدفعه للدفاع عنها ، مع احترامه لحقوق الآخرین .
الآراء : یستطیع الفرد أن یجاهر بآرائه التی یعتقد فیها ، دون أن یتأثر بآراء الآخرین. (William's, 2001)
محددات السلوک التوکیدی وهی :
أ - المحددات الاجتماعیة :
ب – محددات موقفیة وهی :
ومن ناحیة أخرى فقد حظی مفهوم تقدیر الذات بالعدید من التعریفات والأُطروحات . یُعَدُّ تقدیر الذات أمرًا ضروریًا من أجل سلامة الإنسان من الناحیة النفسیة ، إضافة إلى کونه ضرورة عاطفیة ، فبدون وجود قدر معین من تقدیر الذات ، من الممکن أن تکون الحیاة شاقة ومؤلمة إلى حد کبیر . ( ماکای ، وفانینج ، 2008 ، 1 ).
ویقرر وینیر وآخرون (Weiner et al., 1991) أن تقدیر الذات - بشکل عام - یدل على قیمة السمات التی یملکها الفرد بالنسبة لنفسه ، سواء کانت هذه القیمة إیجابیة أو سلبیة (Mandara, Murray, 2000, P. 477.
ویعرف أیضًا بأنه حکم الشخص على نفسه ، سواء هذا الحکم عالٍ أو منخفض، اعتمادًا على مدى تقدیر الشخص لنفسه واستحسانه لها(Engel, 2006, P. 12 – 13)
ویمکن توضیح مفهوم التوکیدیة من خلال النقاط التالیة :
1- التوکیدیة بوصفها احترام الذات والآخرین :
وینطوی احترام الذات على وعی الإنسان بذاته وکینونته ، وینطوی احترام الآخرین على إدراک الفرد ووعیه بمن هم من خلال معرفته بأوجه التشابه والاختلاف بنیهما ، فذلک یمکن الأفراد بشکل عام من احترام بعضهم البعض، وینمی قدرتهم على العمل مع بعضهم بدرجة عالیة من التقدیر بغض النظر عن أی اعتبارات أخرى فقط تقدیرًا لإنسانیتهم.
2- التوکیدیة بوصفها الإدراک الإیجابی للفرد :
توصف دائمًا أسرع طریقة للشعور بتوکید ذاته ، هی قدراته على إدراک هذه الذات بطریقة إیجابیة ؛ فالأشخاص الذین یدرکون ذواتهم بشکل إیجابی یستطیعون أیضًا تقدیر وتکریم الآخرین ، فهم قادرون على إعطاء واستقبال هذا الإدراک الإیجابی ، بعکس الأشخاص ذوی الإدراک السلبی فهم یتجاهلون رسائل الآخرین ، أو یستقبلونها بشکل سیء ، فهم دائمًا یلاحظون ، ویرون ، ویسمعون الإشارات السلبیة .
3- التوکیدیة بوصفها تعبر عن المعنى والهدف فی حیاة الفرد :
إن قیم الأفراد تساعدهم على إضفاء المعنى لحیاتهم ، وبدون معنى لحیاة الأفراد فإنهم یشعرون بالخوف وانعدام الأمان ، ویشعر الفرد بانحطاط قیمته وعند اختیار الفرد لأنماط القیم التی یقتنع بها ، لا بد أن تتماشى مع أنماط الثقافة السائدة فی مجتمع الفرد ، ومن یشعر الفرد بتقدیره الإیجابی لذاته ، وبالتالی بالتوکیدیة فی علاقته مع الآخرین .
4- التوکیدیة بوصفها إصغاء وثقة الفرد فی حدسه وبدیهیته . یعطی تقدیر الذات الإیجابی للفرد القدرة على العمل وفق حدسه intuition ، وبدونه لن یستطیع الفرد أن یقوم بما یریده ؛ لأنه عادة ما یخشى من التعرض للانتقاد من قبل الآخرین ، وهذه الخشیة غالبًا ما تستند على تجارب سابقة یراها الفرد سلبیة ، ونتیجة لذلک یتوقف الإنسان عن الإ بداع ، والمخاطرة ، وتقدیم المساعدة لغیره . أما عندما یمتلک الفرد من الثقة والاحترام للذات ؛ فسوف یقل اهتمامه وتفکیره فی کیف یفکر فیه الآخرون .
5- التوکیدیة بوصفها علاقة بین نمو العقل والجسم والوصلات العصبیة للمخ :
یشیر علم الأعصاب إلى تأثیر ذلک الجزء من المخ المعنى بتطویر الوصلات العصبیة المرتبطة بالنمو العاطفی ، والقدرة على التواصل مع النفس والآخرین والأبحاث الأخیرة فی مجال تأثیر علم الأعصاب لدیها الکثیر لتقدمه لهؤلاء الذین یسعون لفهم التوکیدیة . ففی مرحلة میلاد الطفل وسن 18 شهرًا یشهد مخ الطفل نمو هائل للوصلات العصبیة ، ویبدأ هذا النمو مع الرعایة الأولیة التی یلقاها الطفل ؛ فکلما زادت الخبرات الإیجابیة التی یلقاها الطفل ؛ زادت الوصلات العصبیة ، وإذا لم یلقى الصغیر هذه الرعایة الإیجابیة فإن نمو هذه الوصلات یصبح هذیل وضعیف.
یعد النصف الأیمن من المخ مسئول عن العواطف والانفعالات ، والنصف الأیسر مسئول عن الإدراک واللغة ، من خلال الوصلات العصبیة یسهل الارتباط بین المخ الأیمن والأیسر ، وبالتالی یستطیع الفرد وضع المشاعر التی یشعر بها فی کلمات ، ومن هنا یکون للفرد القدرة على التعبیر عن نفسه بشکل جید ؛ وبالتالی یستطیع التواصل مع الآخرین بشکل جید ، وأیضًا التجارب والخبرات الإیجابیة للفرد مع الآخرین الذی یتمتع فیها بقدر کبیر من التوکیدیة مع الآخرین تجعل الوصلات العصبیة عند الفرد تنمو بشکل أفضل .
6- التوکیدیة بوصفها شعور الفرد بالأمان :
إن الأشخاص الذین تلقوا رعایة أولیة جیدة وآمنة یتمتعون فیها بالثقة فی أنفسهم ، فهؤلاء یتمتعون بنمو جید للوصلات العصبیة فی المخ ، فهم قادرون على التعبیر عن إحساسهم ومشاعرهم تجاه الآخرین دون خوف ، وأیضًا لهم القدرة على الاستجابة لمشاعر الآخرین بصورة جیدة دون خوف ، فهم یعرفون ما هی حقوقهم وبالتالی یصبحون أکثر توکیدیة ، أما الأشخاص الذین لم ینالوا الرعایة الکافیة والأمان فی صغرهم لا یتمتعون بمستوى عالٍ من التوکیدیة ، فهم دائمًا یشعرون بالخوف من مشاعرهم الخاصة نحو ذواتهم ونحو الآخرین ، أو یتجنبوا هذه المشاعر فتخرج مشوهة ، فیعبرون عنها بطریقة انفجاریة غاضبة .
7- التوکیدیة بوصفها التکامل بین الوعی بالبدن ، والفکر ، والعاطفة ، والروح
إن الوعی بهذه الذکاءات أو المحفزات الأربعة ، أمر أساس لتنمیة التوکیدیة عند الأفراد .
8- التوکیدیة بوصفها التقبل والتعقل :
تؤکد التطورات الأخیرة فی علم النفس المعرفی السلوکی على أن الأفراد یستطیعون تطویر أکبر قدر من الوعی بالذات Self awareness والثقة بالنفس Self confidence ، من خلال التقبل The acceptance أی قبول الأفکار والمشاعر والسلوکیات التی تهم الأفراد ، والتی تقترن بقیمهم وتطلعاتهم.
أما التعقل Mindfulness فهو ملاحظة وإدراک الفرق بین المشاعر والأفکار ، وأنها مؤقتة ، فهی الوعی بالمشاعر والأفکار والانفعالات فی اللحظة الحاضرة . ومن خلال هذا الوعی الذاتی یستطیع الفرد تقبل نفسه وغیره ، ویقوم بمزید من التفاعل والمشارکة الإیجابیة فی معرض حیاته .
9- التوکیدیة بوصفها إحساس الفرد بالعواطف والأفکار والخیال بطریقة إیجابیة:
یعتبر علم النفس الإیجابی أن من المهم الترکیز على الجوانب الإیجابیة فی خبرات الفرد والآخرین والعمل على تنظیمها ، فهذه العملیة التشارکیة بین الأفراد تجعلهم أکثر شجاعة وأمانة وانفتاح فی التعامل مع بعضهم البعض .، وتجعل الفرد قادرًا على الإبداع والإنتاج مع الآخرین فهذه الإیجابیة للمشاعر والخیال والتفکیر تجعل الفرد قادرًا على حل المشکلات والمواقف الصعبة التی یوضع فیها .
10- التوکیدیة بوصفها الاتصال الحقیقی مع النفس والآخرین :
فتطور وتنمیة التوکیدیة فی العلاقات مع الآخرین ، تعزز من الشعور بالترابط بین الأفراد . ویشدد علم النفس الإیجابی على أهمیة الاتصال الجید مع الذات والآخرین فهذا التواصل الجید هو أساس قوة العلاقات بین الأفراد والاتصال Connectedness له عدة عناصر رئیسة هی :
ثانیاً : تقدیر الذات :
ومن ناحیة أخرى فقد حظی مفهوم تقدیر الذات بالعدید من التعریفات والأُطروحات . یُعَدُّ تقدیر الذات أمرًا ضروریًا من أجل سلامة الإنسان من الناحیة النفسیة ، إضافة إلى کونه ضرورة عاطفیة ، فبدون وجود قدر معین من تقدیر الذات ، من الممکن أن تکون الحیاة شاقة ومؤلمة إلى حد کبیر . ( ماکای ، وفانینج ، 2008 ، 1 ).
ویقرر وینیر وآخرون (Weiner et al., 1991) أن تقدیر الذات - بشکل عام - یدل على قیمة السمات التی یملکها الفرد بالنسبة لنفسه ، سواء کانت هذه القیمة إیجابیة أو سلبیة (Mandara, Murray, 2000, P. 477.
ویعرف أیضًا بأنه حکم الشخص على نفسه ، سواء هذا الحکم عالٍ أو منخفض، اعتمادًا على مدى تقدیر الشخص لنفسه واستحسانه لها(Engel, 2006, P. 12 – 13)
أهمیة تقدیر الذات :
فالشخص الذی یعتقد فی نفسه وقدراته ، ویثق فیها ویعتمد علیها ، یستطیع أن یواجه مصاعب الحیاة المختلفة .
یستطیع الفرد أن یتغلب على أیة عواصف تواجهه فی الحیاة ، ویستطیع استعادة توازنه فی الحیاة بسهولة أکبر من الشخص غیر المقدر لذاته .
یستطیع الفرد أن یتخذ قرارات واعیة ، ویستولد طرقا جدیدة لحل المشکلات المختلفة .
یستطیع التأقلم مع المتغیرات المختلفة بنجاح ، ویستطیع تطویر قوته حتى لو کانت محدودة لمواجهة هذه المتغیرات ، له القدرة على أن یستمتع بالحیاة بشکل عام ، ویستطیع أن یقیم علاقات ناجحة مع الآخرین (Plummer, 2006).
العوامل الذاتیة الدافعة لتقدیر الذات :
وهناک عدة عوامل ، کل عامل أو مصدر منها له ما یقابله ویتفاعل معه لتکوین تقدیر الذات عند الفرد ، وهی :
1- التقبل مقابل الرفض :
یُعَدُّ إحساس الفرد بالقبول والتقبل من الآخرین من أهم مصادر تقدیر الذات الإیجابی ، لأنه یشعر الفرد بالجدارة والاستحقاق من الأشخاص المهمین فی حیاته ، ویظهر التقبل من خلال الاهتمام والاحترام والحب من الآخرین . وبالمثل ، یتعرض الفرد للرفض من الآخرین بعدة طرق منها : التجاهل ، والازدراء ، والإهمال ، وسوء المعاملة ، وکل هذه الطرق تشعر الفرد بتدنی قیمته ؛ مما له أعظم الأثر على تقدیره لذاته .
2- الالتزام بالقیم مقابل الشعور بالذنب :
بمعنى التزام الشخص بمجموعة قیم ومعاییر سلوکیة ، تجعل منه شخصا مقدَّرا وجدیرا بالاهتمام والاحترام . فنحن فی کل مرة نسیر بشکل مستقیم من خلال احترام قیم المجتمع نشعر بتقدیر ذواتنا لأننا نجد أنفسنا ونعبر عنها من خلال هذه المواقف ، أما الإحساس بالذنب فهو یعبر عن فشل الفرد فی الارتقاء إلى الالتزام بالمعاییر والقواعد الاجتماعیة .
3- قوة التأثیر مقابل العجز:
إن القدرة على تفاعل الفرد مع الآخرین والبیئة من حوله ، یشکل فیه قدرة ما على تشکیل وتوجیه الأحداث ، یشعر الفرد بنجاح ما خلال حیاته ، وعلى العکس من ذلک فإن الکثیر من الإخفاقات فی حیاة الفرد تُوَلِّد الإحساس بالعجز والهوان والشعور بالنقص وانعدام الکفاءة ؛ مما یؤثر بالسلب على تقدیر الذات .
4- الإنجاز مقابل فشل :
إن الإنجازات الشخصیة لها أکبر الأثر على تقدیر الفرد لذاته ، عندما یتعامل الفرد التعامل الفعال مع المشکلات والعقبات المختلفة التی تواجهه ، فإن ذلک له دلالة إیجابیة فی إحساس الفرد بالکفاءة والنجاح فی الحیاة (Mruk, 2006).
النظریات المفسرة لتقدیر الذات :
توجد عدة نظریات حاولت تفسیر تقدیر الذات ، سوف نعرضها من خلال اتجاهین هما الاتجاه النظری التقلیدی ، والاتجاه المعاصر التجریبی :
أ - الاتجاهات النظریة التقلیدیة .
1- الاتجاه التقلیدی عند ولیام جیمس The Jamesian Tradition
ینظر ولیام جیمس W.James على تقدیر الذات من خلال بعدین ، البعد الأول یرى تقدیر الذات کمحفز للإنسان لمواجهة التحدیات التی تواجهه فی الحیاة ، فهو قوة تنمویة وتحفیزیة للفرد . أما البعد الثانی فینظر له على محک ومتغیر یحدد نجاح الفرد أو إخفاقه ، ولذلک یمکن تغیره وتعدیله.ویرى جیمس أن تقدیر الذات یُنْمَى من خلال إیجاد الفرد لمزید من الطرق التی تساعده على النجاح ،ومن هنا یجعل تقدیر الذات یعتمد على فکرة تقدم الفرد ونجاحه ، وهنا یصبح تقدیر الذات أکثر تکلفة من منفعته بالنسبة للفرد. (Mruk, 2006, 108 – 109).
2- مدرسة التعلم الاجتماعی التقلیدیة ( موریس روزنبرج)
The Social Learning tradition (Morris Rosenberg)
تدور أعمال روزنبرج Rosenberg حول محاولته دراسة نمو وارتقاء سلوک تقییم الفرد لذاته ، وذلک من خلال المعاییر السائدة فی الوسط الاجتماعی المحیط به ، ویؤکد أیضًا أن تقدیر الذات مفهوم یعکس اتجاه الفرد نحو نفسه .
3- نظریة کوبر سمیث Stanley Coopersmith
یرى کوبر سمیت Coopersmith أن تقدیر الذات یتضمن کلا من عملیات تقییم الذات وردود الأفعال والاستجابات الدفاعیة ، ویقسم تعبیر الفرد لذاته إلى قسمین : التعبیر الذاتی وهو إدراک الفرد لذاته ووصفه لها ، والتعبیر السلوکی وهو یشیر إلى الأسالیب السلوکیة التی تفصح عن تقدیر الفرد لذاته التی تکون متاحة للملاحظة الخارجیة ( الحمیدی محمد ، 1424 ، 21 – 22 ).
3- الاتجاه الإنسانی التقلیدی :
The Humanistic tradition
یعد تقدیر الذات من المفاهیم الأساسیة فی تفسیر المدرسة الانسانیة لطبیعة السلوک الإنسانی ، فهو یلعب دورًا أساسیًا فی نمو الفرد وسلوکه ، وسوف نستعرض رأی مؤسس هذه المدرسة وهما روجرز Rogers ، وماسلو Maslow ؛ حیث یوضح روجرزRogers 1951 حاجة الإنسان بشکل عام وخاصة الشباب إلى التقدیر الإیجابی غیر المشروط Un Conditional positive regard فی مسار نمو الإنسان الذاتی ، فإذا کان دائمًا ما ینال الإنسان التقدیر الإیجابی المشروط یصبح تقدیره لنفسه متوقف على وصول الفرد لما حدده له الآخرون ، أو فی مدى موافقتهم علیه دائمًا ، مما یضعف من تقدیر الفرد لذاته.(Hurk, 2006, 112 – 113) .
أما ماسلو Malsow فیضع الحاجات الأساسیة للإنسان فی هرم متدرج کما فی شکل رقم (1)
|
Self actualization تحقیق الذات |
|
||||||
|
Esteem needs الحاجة للتقدیر |
|
||||||
|
Social needs الحاجات الاجتماعیة |
|
||||||
|
Safety and security need الحاجة للأمان |
|
||||||
Basic physiological needs الحاجات الفسیولوجیة الأساسیة |
||||||||
یوضح شکل رقم (1) هرم ماسلو Maslow المتدرج
للحاجات الأساسیة للإنسان
ویؤکد ماسلو Maslow 1954 على أن إذا ما اشبعت الحاجات الأساسیة التی تمثل قاعدة الهرم ، وأیضًا إذا ما اشبعت الحاجة إلى الأمن والأمان ، بدأ الشخص یشعر بالحاجة إلى الأهل والأصدقاء ، أو احتیاجه بأن یکون جزء من المجتمع ، أما الحاجة إلى التقدیر فهی تحدد فی نوعین هما النوع الأدنى وهو الحاجة إلى احترام الآخرین ، والحاجة إلى المنزلة والمکانة والاعتراف بها ، أما النوع الأعلى من التقدیر هو تقدیر الفرد لذاته واحترامه لها ، وشعوره بالثقة والکفاءة فی نفسه ، فتقدیر الذات حاجة أساسیة وضروریة لشعور الفرد بالرفاة وحسن الحال Well-being.
وأعلى جزء فی الهرم هو تحقیق الفرد لذاته ، فهو الجزء الذی سوى تصل له نسبة ضئیلة من الأفراد ، فالأشخاص الذین یعانون من تدنی تقدیر الذات ، أو الذین یشعرون به فی مستواه الأدنى غیر قادرین على الشعور بتمام تحقیق الذات .
(Plummer, 2006 , 17 – 18 )
بشکل عام یرى علم النفس الإنسانی أن تقدیر الذات من أعظم وأهم الخصائص الإنسانیة .
ب – الاتجاهات التجریبیة المعاصرة :
1- نظریة الذات المعرفیة التجریبیة عند سیمور ابشتانین :
Seymour Espstein's cognitive experiential self-theory
تعد هذه النظریة من أوائل النظریات المعرفیة التی اهتمت بفکرة تقدیر الذات وما زالت تلقى الکثیر من الاهتمام حتى الآن.
ویعرف ابشتاین Epstein 1980 تقدیر الذات باعتباره حاجة إنسانیة أساسیة لشعور الفرد بأنه قیم مستحق للحب والتقدیر Love worthy ، فهو قوة أساسیة تحفیزیة للإنسان سواء بوعی أو بغیر وعی ، فعلى سبیل المثال إذا تأثر مستوى تقدیر الذات لدى الفرد فسوف یؤثر على النظام الذاتی بأکمله.
فتقدیر الذات وفق هذه النظریة هو القانون الأساس الذی من خلاله تحکم الذات ، فهو یقوم بالمحافظة على الذات.
وهناک ثلاث مستویات لتقدیر الذات مرتبة ترتیبًا هرمیًا ، ویمثل المستوى الأول قاعدة الهرم ، فهو المستوى الأساس والمؤثر والصلب . أما المستوى الثانی أو الجزء الأوسط فی الهرم فیمثل درجة تقدیر الذات فهو المستوى الحیوی المتنوع من فرد لآخر ، فمن خلاله نحدد مستوى مهارات الفرد وکفاءته ونشاطه وتقدیر لما هو أخلاقی . أما المستوى الثالث أو الجزء العلوی من الهرم فهو الجزء الأکثر وضوحًا فی هذا التسلسل ؛ لأنه عادة الجزء الذی یظهر فی موقف ما محدد . وهذه المستویات الثلاثة عادة ما ننتقل بینها بسرعة ودینامیکیة.
وتشیر هذه النظریة إلى أن هناک أنواع مختلفة من تقدیر الذات ، ولیس فقط ارتفاع أو انخفاض تقدیر الذات ، فعلى سبیل المثال من الممکن أن یتمتع فرد بتقدیر ذات عالٍ على المستوى الظاهری فقط ، أما على المستوى الضمنی لا یتمتع بأی درجة عالیة فی تقدیر الذات ، فیصبح بناء الفرد النفسی غیر مستقر.
2- الاتجاه النمائی عند سوزان وهارتز :
Susan Harter's Developmental Approach
وهذا الاتجاه حاول التقریب بین الاتجاه التقلیدی عند جیمس ، أو اتجاه الکفاءة competence ، واتجاه المسایرة الاجتماعیة التقلیدی عند کولی – مید – روزنبرج Cooly – Mead – Rosenberg ، فهو اتجاه متعدد الأبعاد فی فهمه لتقدیر الذات ، فسلوک الفرد الکفء أو الأقل کفاءة معرض للمراجعة والتقییم الإیجابی أو السلبی من المجتمع ، وهذا التقییم هو شدید الأهمیة بالنسبة لکفاءة الذات المعرفیة والعاطفیة .
فهذا الاتجاه ینظر لتقدیر الذات کوسیط لتنظیم عملیة إدراک الفرد وخبرته وسلوکه ، فهو لیس مجرد ظاهرة عارضة .
3- الاتجاه الوجودی " نظریة إدارة الرعب " :
An existential view: Terror management theory"
وفق هذا الاتجاه تقدیر الذات هو العملیة التی تساعد الفرد على تجاوز franscend رعب وهلع الموت من خلال العیش مع الآخرین فی مجتمع مشترک من المعتقدات والممارسات التی یعتقد أنها تمتد وتتجاوز إلى ما وراء هذا الباب المظلم ، وهذا الشعور من الارتباط والحمایة یحدث من خلال استیعاب مختلف المعاییر والمستویات المتنوعة تحت مظلة مقدسة Sacred canopy التی یعطیها العالم ، فتعطی للإنسان بعض من الإحساس بالنظام والتناسق والمعنى فی هذه الحیاة بدلًا من الفوضى والوحشة ، وفی نفس الوقت تعطی هذه المعاییر فرصة لبناء تقدیر الذات عند الإنسان (Mruk, 2006, 115 – 123).
ثالثاً : الصحة النفسیة :
یمکن تحدید ماهیة الصحة النفسیة ، من خلال العدید من وجهات النظر المختلفة ، والتى یمکن رصدها من خلال اتجاهین هما الاتجاه السلبى من خلال نفى وجود المرض ، والاتجاه الایجابى من خلال تحدید الملامح والسمات الایجابیة التى تمیز الشخص الصحیح نفسیاً . (Loewenthal,
2006 , 8)
وترى داى و روتناس Day ,Rottinghaus ,2003)) ان مفهوم الصحة النفسیة لیس مفهوم فردى خالص ، أو مفهوم مستقر وثابت ، فهو عملیة سریعة الزوال ،تنتج عن سعى الانسان نحو الرضا عن الحیاة ، فالشخص الذى یتمتع باصحة النفسیة لیس بالضرورة أن یشعر بالسعادة الدائمة ، فالحزن زالألم جزء من حیاة الانسان والبشر عامة .(Day & Rottinghaus , 2003 ,12)
ویمکن استعراض بعض التعریفات ذات النظرة الایجابیة للصحة النفسیة مثل تعریف (العقباوى ، والرخاوى ، 1999، 11) الذى یذهب الى ان الصحة النفسیة هى القدرة على ممارسة الحیاة العملیة ، والنشاط الیومى بطریقة تحقق الفاعلیة العادیة ، والاستقلال المناسب ، وکذلک تحقق التکیف مع المجتمع الأوسع ، وتعطى الفرص لممارسة القدرات ، وکل ذلک مع درجة من التوازن الذاتى . أى ان الصحة النفسیة هى الفاعلیة والتوازن والتکیف مع الآخرین .
ویعرفها (ساتشر Satcher , 2000 ) بأنها الأداء الناجح للوظائف النفسیة ، الناتج عن النشاطات المنتجة ، والعلاقات المشبعة مع الآخرین ، والقدرة على التکیف للتغیر ومواجهة المحن . (عبد الخالق ، 2010 ، 505 ) .
ویشیر (فاندر Vandiver , 2009 ) الى أن الصحة النفسیة لها عدة أبعاد ، ولیست بعد واحد وهى : الجانب العاطفى أى القدرة على مواجهة الضغوط والأزمات التى یمر بها الفرد ، واقامة علاقات جیدة فى نطاق الأسرة والأصدقاء . الجانب الاجتماعى ویشیر الى علاقة الفرد بالمجتمع والجیران والعائلة والأصدقاء ، من خلال علاقة الفرد بنظم الدعم الاجتماعى واشتراک الفرد فى جماعات مختلفة بصورة منتظمة ولیس فقط وقت احساسه بالمرض والمعاناة. الجانب البدنى أو الجسدى ویشیر الى اللیاقة البدنیة ، والتغذیة الصحیة ، والرعایة الذاتیة الطبیة ، والابتعاد عن سوء استخدام العقاقیر ، والمرح وروح الدعابة . الجانب الفکرى والمعرفى ویشیر الى نجاح الفرد فى العمل ، والتعلیم ، ولتحقق الوظیفى . الجانب الروحى والذى یشیر الى قدرة الفرد على الحب والایمان والاحسان ،وعمل الخیر ، وممارسة الطقوس والشعائر الدینیة والوحیة . (Vandiver , 2009 ,14- 16)
معاییر الصحة النفسیة :
هناک تداخل شدید بین مفهوم السواء ومفهوم الشذوذ ، ولمحاولة التمییز بینهما هناک عدة معاییر هى : المعیار المثالى : وهذا المعیار یرى أن السوى هو المثالى أو مایقرب منه ، وعلى أسس هذا المعیار فان الأسویاء من الناس فئة قلیلة ان لم تکن نادرة بل ینطبق على هذا المعیار ما یقصده أتباع مدرسة التحلیل النفسى حیث یقولون " لیست هناک شخصیة سویة " .
المعیار الاحصائى : وهذا المعیار یرى أن السوى بوجه عام هو من لم ینحرف کثیراً عن المتوسط الحسابى لأفراد العینة .
المعیار الاجتماعى : یرى هذا المعیار أن السوى هو المتوافق مع المجتمع بوجه عام ، أى من استطاع أن یجارى قیم المجتمع ومعاییره وقوانینه ونظمه . (ربیع ، 2005 ، ص 65-66 )
المعیار الذاتى : حیث یتخذ الفرد من ذاته اطارا مرجعیاً یرجع الیه فى الحکم على السلوک بالسویة واللاسویة . (زهران ، 2005 ،ص11)
ویتضح من العرض السابق علاقة متغیر کالتوکیدیة بتقدیر الذات الإیجابى وتحسین مستوى الصحة النفسیة ، من خلال أهمیته للجانب الوجدانى والمعرفى والسلوکى للفرد .
الدراسات السابقة :
وسوف نتناولها من خلال أربعة محاور هی :
أولًا : دراسات تناولت التوکیدیة فی علاقتها ببعض المتغیرات منها :
ثانیًا : دراسات تناولت تقدیر الذات ، وعلاقتها ببعض المتغیرات:
ثا لثاً : دراسات تناولت الصحة النفسیة وعلاقتها ببعض المتغیرات:
رابعاً: دراسات تناولت العلاقة بین التوکیدیة وتقدیر الذات والصحة النفسیة:
تعلیق على الدراسات السابقة :
من خلال استعراضنا السابق لمجموعة الدراسات السابقة ، نلاحظ ندرة الدراسات العربیة التی تناولت العلاقة بین التوکیدیة ، وتقدیر الذات ، والصحة النفسیة ، ومدى تأثیر کلا منهما على الآخر . فهناک العدید من الدراسات التی تناولت التوکیدیة کمتغیر منفصل أو تقدیر الذات أو العدید من جوانب الصحة النفسیة کمتغیرات منفصلة أیضًا ، أما العلاقة بین التوکیدیة و هذین المتغیرین فمازلت تحتاج الى المزید من الدراسات المختلفة . وان أعطت بعض نتائج هذه الدراسات بعض المؤشرات على وجود علاقة دالة إحصائیًا .
جاءت أغلب الدراسات التى تناولت الفروق بین الذکور والاناث فى مستوى التوکیدیة ؛ لتوکد على وجود فروق بینهما لصالح الذکور ؛ مما دفع الباحثة الى اختیار عینةالدراسة من الطالبات لمحاولة البحث فى السلوک التوکیدى عند الاناث لدلالة الابحاث المقارنة السابقة على تدنى هذا المتغیر عند الإناث بما یستتبعه من أثار کبیرة على شخصیة الفتاة ، وجاءت الدراسة لتهتم بمجتمع الفتایات لمحاولة الاهتمام بهذا المتغیر الهام فى الشخصیة .
جاءت الدراسات التى أهتمت بدراسة أثر الثقافة الفرعیة على الانسان ، نادرة وقلیلة بشکل کبیر .
فروض الدراسة :
بناءً على ما تقدم ؛ یمکن صیاغة فروض الدراسة على هذا النحو :
1- توجد علاقة بین التوکیدیة وتقدیر الذات والصحة النفسیة لدى طالبات الجامعة .
2- توجد فروق بین الطالبات الریفیات وطالبات الحضر فى متغیرات الدراسة ( التوکیدیة – تقدیر الذات – الصحة النفسیة ) .
المنهج :
عینة الدراسة :
تکونت عینة الدراسة من (108) طالبة من طالبات کلیة التجارة – جامعة عین شمس ، وتراوحت أعمارهن من 18 – 19 سنة وقد روعی تکافؤ أفراد المجموعة من حیث العمر الزمنی والمستوى الاجتماعی والاقتصادی ، وتقسیم العینة الى مجموعتین مجموعة الطالبات الآئى ینتمین الى محافظات ریفیة وعددها (40) طالبة ، ومجموعة الطالبات التى ینتمین الى محافظة القاهرة الحضریة (68) .
أدوات الدراسة :
استخدمت الدراسة الحالیة المقایس التالیة :
أ - مقیاس السلوک التوکیدی ( للمراهقین والشباب ) إعداد / آمال عبد السمیع .
تکون المقیاس فی صورته الأولیة من (35) بندًا ، وتم عرضه على (3) من أساتذة الصحة النفسیة . وتم استبعاد البنود التی لم تلق موافقة تصل إلى (80%) ، وبذلک وصل عدد بنود المقیاس إلى (26) بندًا .
ویمثل کل بند موقف معین یضع الفرد أمام استجابته علامة ، إما أمام ( أ ) أو ( ب ) ؛ بحیث تمثل سلوکه الشخصی ، والاختیارات تأخذ ( 1 ) عن کل بند عند مطابقتها للإجابة المتوافقة مع مفتاح التصحیح ، والاختیار المخالف ( صفر) وتدل الدرجة المرتفعة على هذا المقیاس على سلوک توکیدی عالٍ والدرجة المنخفضة تدل على سلوک توکیدی منخفض .
ثبات المقیاس :
تم حساب ثبات المقیاس بإعادة التطبیق على (60) طالبًا بکلیة التربیة بفاصل زمنی شهر ، ووصل معامل الثبات إلى (0.87) مما یدل على معدل لثبات عالٍ یتصف به هذا المقیاس .
صدق المقیاس :
تم حساب الصدق باستخدام محک آخر ؛ وهو : اختبار توکید الذات ، إعداد غریب عبد الفتاح غریب ، على مجموعة من الطلاب والطالبات ووصل معامل الارتباط (0.85) و (0.83) لدى الطلاب والطالبات على الترتیب .
ب- مقیاس تقدیر الذات : تعریب / مجدی محمد الدسوقی.
أعد هذا الدلیل هودسون Hudson (1994) وذلک لقیاس المشاکل المتعلقة بتقدیر الفرد لذاته ، ویتکون هذا المقیاس من (25) عبارة ، ویجیب المفحوص على کل عبارة بإجابة واحدة من بین سبعة اختیارات هی : أبدًا ، نادرًا جدًا ، قلیلًا جدًا ، أحیانًا ، مرات کثیرة ، معظم الوقت ، کل الوقت ، ولإعداد المقیاس فی صورته العربیة قام مُعِدُّ المقیاس بترجمة عباراته ، ثم عرضها على عدد من أساتذة اللغة الإنجلیزیة لمطابقة الترجمة العربیة على النص الإنجلیزی، وبعد ذلک تم عرض المقیاس على أربعة مُحَکِّمِین من أساتذة الصحة النفسیة للتعرف على مدى ملاءمة عبارات المقیاس لقیاس تقدیر الذات ، وقد اتفق المُحَکِّمُون على عبارات المقیاس ، ویتم تصحیح المقیاس من خلال إعطاء کل استجابة أوزانًا من (1-7) حسب اتجاه کل عبارة من عبارات المقیاس ، والدرجة المرتفعة تدل على تقدیر للذات منخفض ، والدرجة المنخفضة على المقیاس تدل على تقدیر للذات مرتفع عند الفرد.
ثبات المقیاس :
تم حساب ثبات المقیاس بطریقة إعادة الإجراء بفاصل زمنی قدره شهر على عینة من طلاب وطالبات الجامعة قوامها (60) طالبا وطالبة ، وبلغ معامل الثبات (0.871) مما یدل على قدر عالٍ من الثبات .
وتم حساب الثبات أیضًا بطریقة کرونباخ ( معامل ألفا ) ، على عینة من طلاب وطالبات الجامعة بلغ قوامها (60) طالبا وطالبة ، وبلغ معامل ألفا (0.84) مما یدل على قدر عالٍ من الثبات.
صدق المقیاس :
تم حساب صدق المقیاس بطریقة الصدق التلازمی ، وذلک بحساب معامل الارتباط بین الدرجات التی حصل علیها طلاب وطالبات الجامعة ، وکان قوام العینة (50) طالبا وطالبة ، على هذا المقیاس ، ودرجاتهم على اختبار تقدیر الذات للمراهقین والراشدین ( إعداد : عادل عبد الله محمد (1991) ، فتم التوصل إلى معامل ارتباط قدره ( 0.822) ومما یشیر إلى صدق تلازمی مرتفع للمقیاس .
وتم حساب الصدق بطریقة أخرى ، هی : الصدق التمییزی ، وقد طبق المقیاس على عینة من طلاب وطالبات الجامعة ، قوامها (200) طالب وطالبة ، وتم حساب النسبة الحرجة لدرجات أعلى (27%) ، ودرجات أدنى (27%) ، فجاءت قیمتها (23.81) وهی قیمة دالة عند مستوى دلالة (0.01) مما یشیر لقدرة المقیاس على التمییز بین الأفراد ذوی التقدیر المرتفع ، والأفراد ذوی التقدیر المنخفض.
ج – مقیاس جودة الصحة النفسیة : اعداد / مصطفى خلیل الشرقاوى.
یقوم المقیاس على أساس نموذج مربع الصحة النفسیة ، وأبعاده الأربعة التلاؤم ،والرضا ، والتفاعل ، والفاعلیة ؛ ثم وضعت مجموعة من الفقرات تمثل هذه الأبعاد الأربعة . وتم تحدید (35) فقرة لکل بعد ؛ وبذلک تضمن المقیاس فى صورته المبدئیة (140) فقرة . وبعد عرضها على أساتذة محکمین . وبعد مناقشة الآراء تم الاتفاق على حذف عدد من العبارات لتکرار معناها أو لعدم وضوحها ، لیصبح کل بعد تتمثله (30) عبارة ویصبح العدد الکلى لعبارات المقیاس (120) عبارة .
ثبات المقیاس (أعداد الباحثة) :
قامت الباحثة بحساب الثبات للمقیاس على (30) طالبة من طالبات کلیة التجارة جامعة عین شمس بطبیق المقیاس علیهن ، ثم اعادة التطبیق بعد فترة زمنیة عبارة عن أسبوعین ، والتى أسفرت عن معامل ثبات قدره (91,) وهو یدل على قدر مرتفع من الثبات یتمتع به المقیاس على عینة طالبات الجامعة .
صدق القیاس (أعداد الباحثة) :
قامت الباحثة بحساب الصدق التلازمى ، وذلک بحساب معامل الارتباط بین المقیاس ، ومقیاس الصحة النفسیة للشباب اعداد القریطى ، والشخص (1992) ، بعد طتبیقهما على عینة مکونة من (30) طالبة من طالبات کلیة التجارة جامعة عین شمس ، وبلغت قیمة معامل الارتباط (81.) مما یدل على صدق تلازمى عالى یتمتع به المقیاس على عینة طالبات الجامعة .
نتائج الدراسة
الفرض الأول :
" توجد علاقة بین التوکیدیة وتقدیر الذات ، ومستوى الصحة النفسیة لدى طالبات الجامعة " ، وللتحقق من صحة هذا الفرض تمت معالجة استجابات عینة الدراسة باستخدام معامل ارتباط بیرسون ، والجدول رقم (1) یوضح ما تم التوصل إلیه من نتائج .
جدول رقم (1) یوضح معاملات الارتباط بین التوکیدیة
وتقدیر الذات ومستوى الصحة النفسیة وبین تقدیر الذات
ومستوى الصحة النفسیة لدى عینة الدراسة ( ن = 108 )
المتغیر |
التوکیدیة |
تقدیر الذات |
مستوى الصحة النفسیة |
التوکیدیة |
- |
- |
- |
تقدیر الذات |
0.54 |
- |
- |
مستوى الصحة النفسیة |
0.34 |
0.64 |
- |
یتضح من الجدول رقم (1) أنه توجد علاقة موجبة دالة إحصائیاً عند مستوى دالة (0.01) ، بین التوکیدیة وتقدیر الذات ومستوى الصحة النفسیة لدى عینة الدراسة من طالبات الجامعة ، مما یشیر إلى صحة الفرض الأول . کما بینت النتائج وجود علاقة موجبة دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.01) بین تقدیر الذات ومستوى الصحة النفسیة .
الفرض الثانى :
" توجد فروق بین طالبات الجامعة والریفات وطالباتا لجامعة الحضروات على متغیرات الدراسة ( التوکیدیة – تقدیر الذات – مستوى الصحة النفسیة ) وللتحقق من صحة هذا الفرض تمت معالجة بیانات العینة على مقیاس التوکیدیة ، وتقدیر الذات ، ومستوى الصحة النفسیة ، باستخدام اختبار (ت ) للعینات المستقلة ، ویوضح جدول رقم (2) دلالة الفروق بین طالبات الریف وطالبات الحضر .
جدول رقم (2) یوضح دلالة الفروق بین الطالبات الریفات والطالبات الحضریات على متغیرات الدراسة ( التوکیدیة – تقدیر الذات – مستوى الصحة النفسیة )
المتغیر |
مجموعات الریف ن = 40 |
مجموعة الحضر ن = 68 |
قیمة ت |
مستوى الدلالة |
||
|
م |
ع |
م |
ع |
||
التوکیدیة |
17.5 |
3.8 |
19 |
2.4 |
- 2.24 |
دال |
تقدیر الذات |
52.5 |
12.2 |
46.8 |
10.4 |
1.08 |
غیر دال |
مستوى الصحة النفسیة |
82.65 |
19.8 |
83.14 |
12.89 |
- 0.14 |
غیر دال |
ویتضح من الجدول رقم (2) أن قیمة (ت) دالة إحصائیاً عند مستوى الدلالة (0.05) ؛ مما یعنى وجود فروق دالة إحصائیاً بین الطالبات الریفات والحضریات فى متغیر التوکیدیة ، أما قیمة (ت) لمتغیر تقدیر الذات ، ومستوى الصحة النفسیة کانت قیمة (ت) غیر دالة إحصائیاً ؛ مما یدل على عدم وجود فروق فى هذین المتغیرین بین الطالبات الریفات والحضریات.
مناقشة النتائج :
الفرض الأول : والذى أشار إلى وجود علاقة موجبة دالة إحصائیاً بین التوکیدیة وتقدیر الذات والصحة النفسیة لدى طالبات الجامعة ، وقد بینت نتائج الدراسة صحة هذا الفرض.
ویتضح من النتائج السابقة وجود علاقة دالة بین التوکیدیة وتقدیر الذات والصحة النفسیة لدى طالبات الجامعة ، مما یدل على تأثیر التوکیدیة على تقدیر الذات والصحة النفسیة لدى الطالبة ، وتتفق هذة النتیجة مع الدراسات السابقة والإطار النظرى .
ویمکن تفسیر هذه النتیجة من خلال تأمل معنى التوکیدیة ذاتها . وهنا یذکر ( بیشوب 2010, Bishop ) أن التوکیدیة فى صورتها البسیطة هى اختیار الفرد لسلوکه فى المواقف المختلفة ، إما سلوک عدوانى ، أو سلوک سلبى ، وفى الحالتین یصبح السلوک الفردى له تأثیر سلبى على صحة الفرد النفسیة ، وعلاقته بالآخرین فلن یستطیع تکوین صداقات مختلفة ، أو أن یصبح ذو تأثیر على الآخرین وثمة عامل مشترک بین العدوانیة Aggressive والسلوک السلبى الخامل وهو تدنى تقدیر الذات . (Bishop, 2010, 16).
وینطوى جوهر مفهوم التوکیدیة على وعى الفرد بذاته واحترامه لها ، وإدراکه الإیجابى لقدراته ؛ یستطع أن یقدر قدرات غیره ویحترمها ؛ وبالتالى یستطیع أن یقیم علاقات جیدة مع الآخرین (Townend, 2007,11) ، وبالتالى تأتى نتیجة هذا الفرض فى شقه الأول لتؤکد هذه الفکرة ، فعندما یعى الفرد ذاته ، ثم یحترم هذه الذات ، ویعرف قدراته وأفکاره ومشاعره ویحترمها ویقدرها ، فذاک الوعى هو جوهر تقدیر الفرد لذاته ، وهو أیضاً جوهر التوکیدجیة ، ومن هنا تظهر هذه العلاقة التى تبینها نتیجة الفرض الأول ، فکلا المتغیرین بینهما فکرة واحدة مشترکة ، وهى وعى الفرد بأفکاره ومشاعره وسلوکه واحترامه وتقدیره لهذه الأفکار والمشاعر والسلوکیات.
أیضاً تتمیز التوکیدیة وتقدیر الذات ، بعامل مشترک آخر یفسر ارتباطهما ببعضیهما البعض ، وهو تأثیرهما على التفاعل الاجتماعى للفرد ، فتفاعل الفرد مع غیره من أفراد المجتمع یتوقف بشکل ما على توکید الفرد لذاته وتقدیره لها ، وأیضاً شکل هذا التفاعل مثل مواجهةتهدید ما ، أو ضغط اجتماعى بشکل أو بآخر ، أو الدعم الاجتماعى ، وهذا ما تشیر إلیه نتایج عدة دراسات مثل (Tomaka et al., 1999, Elliott & Gromling , 1990, Rundman et al., 2007).
ویمکن تفسیر هذه النتیجة أیضاً من خلال تفسیر علم النفس الإیجابى ، لتوافق الفرد وشعوره بحسن الحال أو الوفاه سواء على المستوى الشخصى أو الاجتماعى ، فطیب الحال له عدة أبعاد کما یعرضها (ریف ، وسنجر Ryff & Singer, 2006) منها تقبل الذات : وهو ملمح مفتاحى للشعور بحسن الحال هو أ، یکون عند الإنسان تقدیر إیجابى لذاته ، فهو صورة عمیقة من تقدیر الذات قائم على الوعى بالصفات الإیجابیة والصفات السلبیة .
الهدف فى الحیاة : وهو القدرة على إیجاد معنى واتجاه فى خبرات الفرد ، وکذلک القدرة على الفعل والجهاد لتحقیق الأهداف فى الحیاة قدرة متجذرة بعمق فى المواجهات مع المشاق .
النمو الشخصى : یعنى القدرة على التحقیق المستمر لموهبة الفرد وإمکانیاته ، وکذلک تنمیة مصادر واستراتیجیات جدیدة .
السیطرة والتحکم فى البیئة : ویتضمن إدارة تحدیات العالم المحیط بالفرد، وتتطلب هذه القدرة قدرات أو کفاءات لخلق بیئات مناسبة لحاجات الفرد الشخصیة والإبقاء علیها .
الاستقلال : یشیر إلى القدرة على السیر حسب إیقاع الفرد الشخصى وأن یسلک حسب قناعاته ومعتقداته الشخصیة حتى ولو کانت ضد المعتقدات المقبولة والشائعة والحکمة التقلیدیة الشائعة بین الناس .
العلاقات الإیجابیة مع الآخرین : وهى تتضمن جوانب القوة الإنسانیة والمباهج التى تأتى من الالتصاق القریب مع الآخرین والحمیمة العمیقة والحب الدائم ، وأیضاً کیف تمتزج الانفعالات الإیجابیة والسلبیة التى تمیز الروابط العمیقة لدى الإنسان . ( اسبینوول ، وستودینجر ، 2006 ، 385 – 388).
فمن خلال تأمل هذه السمات ، وبالمقارنة مع الأبعاد الخاصة بطیب وحسن الحال ، نستطیع أن نفسر وجود علاقة بین التوکیدیة والصحة النفسیة والتوافق الشخصى والاجتماعى ، فمن خلال تأمل نتیجة الفرض الخاص بهذه الدراسة والأطر النظریة للصحة النفسیة والتوکیدیة نرى أن النتیجة تتسق مع هذه الأطر بشکل کبیر فکثیر من الأبعاد التى تتضمنها التوکیدیة تتضمنها أیضاً الصحة النفسیة وحسن الحال مما یدل بشکل أوسع على علاقات ذات بعد إیجابى بین المتغیرات النفسیة طبقاً لعلم النفس الإیجابى .
أیضاً أظهرت النتائج وجود علاقة موجبة ذات دلالة إحصائیة بین تقدیر الذات والصحة النفسیة ، وذلک یتسق مع الدراسات السابقة وأیضاً الإطار النظرى المطروح من قبل .
الفرض الثانى : والذى أشار إلى وجود فروق دالة إحصائیاً بین طالبات الجامعة الریفات وبین الحضریات على متغیرات الدراسة ( التوکیدیة – تقدیر الذات – مستوى الصحة النفسیة ) . وقد بینت النتائج وجود فروق دالة بین المجموعتین فى متغیر واحد فقط وهو التوکیدیة ، وکانت الفروق غیر دالة فى متغیر تقدیر الذات ، ومتغیر الصحة النفسیة لدى عینة الدراسة .
وتعانى دراسة الثقافة الفرعیة من ندرة شدیدة فى البحوث التى تهتم بها . وجاءت النتیجة الخاصة بالتوکیدیة متفقة مع البحوث السابقة من وجود فروق بین الریفیین والحضرین فى مستوى التوکیدیة فالثقافة بشکل عام تؤثر على متغیرات نفسیة عدیدة ، ومنها التوکیدیة ، التى تعتبر متغیر شدید التأثر بالعلاقات الاجتماعیة للفرد ، وهنا یذکر (Townend, 2007, 125-126)
أهمیة الثقافة بالنسبة لتکوین متغیر مثل التوکیدیة ، لأن الثقافة هىالتى تصنع القیم ، والمعتقدات ،والاتجاهات التى یتعلمها الفرد من والدیه ومن مدرسته وخبراته الحیاتیة الأخرى وذلک على مستوى الثقافة الفردیة . أما الثقافة الوطنیة فهى الصناعة للقیم والمعتقدات والاتجاهات الاجتماعیة والدینیة بشکل أوسع ، فهى التى تورث من جیل لآخر . فمن هنا تلعب الثقافة بشکل عام دور هام فىتکوین متغیر کالتوکیدیة .
ومما سبق یتضح لنا دور الثقافة الریفیة أو الحضریة فى تکوین أو ظهور متغیر کالتوکیدیة فما زالت الثقافة الریفیة تعلى من شأن المحافظة ، وتقدیر "الکبیر" داخل الأسرة أو القریة أو العائلة الممتدة ، مما أظهر وجود هذه الفروق . وإن کان هذا لم یظهر بشکل کبیر على بقیة المتغیرات الأخرى کتقدیر الذات ،والصحة النفسیة ، وکان کل ماذکرناه عن الثقافة قد یؤثر على متغیر یؤثر على العلاقات الاجتماعیة بشکل کبیر ، أما هذه الثقافة التى یتوارثها الفرد فتصبح جزء من نسیجه فیصبح متسق بشکل کبیر مع البیئة التى ینتمى لها ؛ هنا تظل فکرة ومفهوم الفرد عن نفسه إیجابیة ، وذو توافق شخصى واجتماعى ؛ فلا تختلف المجموعات ذات الثقافات المختلفة بشکل کبیر ، فذات الاتساق هو الذى یشعر الفرد بقدر من الشعور بتقدیر الذات وحسن الحال وطیب المعاش.
وختاماً فإن الدراسة طبقت على عینة محدودة من الطالبات ، ویرجى استخدام عینات أکبر وشرائح مختلفة من المجتمع فى الدراسات القادمة حول هذه المتغیرات .
المراجع :
1- إبراهیم ، عبد الستار ، وعسکر ، عبد الله (1999) . علم النفس الإکلینیکی : فی میدان الطب النفسی . القاهرة : مکتبة الأنجلو المصریة .
2- إبراهیم ، غادة محمد جلال (2011) . والمعاملة الوالدیة الإیجابیة کما یدرکها الأبناء وعلاقتها بالتوکیدیة : فی المرحلة العمریة من 16 – 18 سنة . رسالة ماجستیر ( غیر منشورة ) ، معهد الدراسات العلیا للطفولة ، جامعة عین شمس .
3- أحمد ، یسر عبد الفتاح (2012) . المؤشرات الاجتماعیة والنفسیة لنوعیة الحیاة وعلاقتها ببعض المتغیرات الدیموجرافیة لدى شرائح مختلفة : دراسة للفروق بین بیئات حضریة وریفیة فى مصر . رسالة دکتوراة (غیر منشورة ) ، معهد الدراسات والبحوث البیئیة ، جامعة عین شمس .
4- أسبینوول ، لیزا ج. ، ستودینجر، أورسولا م. (2006) . سیکولوجیة القوى الانسانیة : تساؤلات أساسیة وتوجهات مستقبلیة لعلم النفس الایجابى . ترجمة : صفاء یوسف الأعسر ، ونادیة محمود شریف ، وعزیزة محمد السید ، و علاء الدین أحمد کفافى . القاهرة : المجلس الأعلى للثقافة .
5- الخلیفی ، مریم عیسى (1992) . العلاقة بین التوکیدیة وبعض المتغیرات الشخصیة لدى بعض شرائح الشباب فی المجتمع القطری . رسالة ماجستیر (غیر منشورة ) ، کلیة البنات ، جامعة عین شمس .
6- العسال ، هدیر درویش أحمد (2016). هویة الأنا وعلاقتها بالتوکیدیة والدافع للانجاز لدى عینة من طلاب الجامعة . رسالة ماجستیر( غیر منشورة) ، کلیة التربیة ، جامعة المنصورة .
7- العقباوى ، أحمد ، الرخاوى ، یحیى (1999) . المرشد فى الطب النفسى . منظمة الصحة العالمیة : المکتب الاقلیمى للشرق الأوسط .
8- حسان ، صفاء أحمد محمد (2014) . نوعیة الحیاة وعلاقتها بکل من کفاءة المواجهة والتوکیدیة لدى طلبة الجامعة . رسالة ماجستیر (غیر منشورة ) ، معهد الدراسات التربویة ، جامعة القاهرة .
9- حسنین ، نادیة (1992) . مدى فاعلیة برنامج للتدریب التوکیدى فى تنمیة بعض جوانب الصحة النفسیة الایجابیة لدى الطلاب الجامعین . رسالة دکتوراة (غیر منشورة ) ، کلیة التربیة ، جامعة عین شمس .
10- خلیل ، جواد محمد سعدی الشیخ (2006) . السلوک العدوانی وعلاقته بتقدیر الذات وتوکید الذات لدى طلبة المرحلة الثانویة بمحافظة غزة . دراسة مأخوذة بتاریخ 5/12/2015.
http: www.ucas.edu.ps/sru/research-desc.aspx?id=56.
11- دسوقی ، آمال أحمد فتحی (2015) . نموذج بنائی للتسامح فی ضوء علاقته ببعض المتغیرات النفسیة . رسالة دکتوراه (غیر منشورة ) ، کلیة التربیة ، جامعة عین شمس.
12- ربیع ، محمد شحاتة (2005) . أصول الصحة النفسیة . القاهرة : دار القاهرة.
13- زهران ، حامد عبد السلام (2005) . الصحة النفسیة و العلاج النفسى . القاهرة : عالم الکتب .
14- شمس ، محمد حسنى محمد (1990) . دراسة لمستوى التوکیدیة لدى الأطفال بالحلقة الأولى من التعلیم الأساسى فى الریف والحضر . رسالة ماجستیر (غیر منشورة) ، کلیة التربیة ، جامعة بنها .
15- شمسان ، مازن أحمد عبد الله (2000) . دراسة مقارنة فى مکونات العلاقة بین أسالیب التنشئة الاجتماعیة والصحة النفسیة لدى طلاب الجامعة الحضرین والریفیین . رسالة ماجستیر (غیر منشورة ) ، کلیة الآداب ، جامعةعین شمس .
16- عبد الجبار ، عادل صلاح عمر (2002) . العلاقة بین التوکیدیة وتحقیق الذات لدى طلاب الجامعة . مجلة دراسات الطفولة ، 5 (15) ، 97 – 105.
17- عبد الخالق ، أحمد محمد (2010) . التدین والحیاة الطیبة والصحة النفسیة لدى عینة من طلاب الجامعة الکوتیین . مجلة دراسات نفسیة ، 20(3) ، 503-520 .
18- عبد الرحمن ، محمد السید (1998) . المهارات الاجتماعیة والسلوک التوکیدی والقلق وعلاقتها بالتوجه نحو مساعدة الاخرین لدى طالبات الجامعة : دراسات فی الصحة النفسیة . القاهرة : دار قباء .
19- عبد رب النبى ، شمیاء محمد (2008) . الوالدیة الحنونة کما یدرکها الابناء وعلاقتها بمستوى التوکیدیة لدیهم . رسالة ماجستیر (غیر منشورة ) ، کلیة التربیة ، جامعة بنها .
20- ماکای ، ماثیو ، وفانینج ، باتریک (2008) . تقدیر الذات ، الریاض : مکتبة جریر .
21- منصور ، رحاب یحیى أحمد حسین (2012) . النرجسیة وعلاقتها بکل من تقدیر الذات والعدوان لدى عینة من طلاب الجامعة . رسالة ماجستیر (غیر منشورة ) ، کلیة التربیة ، جامعة بنها .
22- یس ، عبد الرحمن مهدی علی (1989) . دراسة للعلاقة ما بین التوکیدیة والعدوانیة لدى طلاب الجامعة . رسالة ماجستیر (غیر منشورة ) ، کلیة التربیة ، جامعة الزقازیق.
23- Ames, DanielR & Flynn, Francis J. (2007). What breaks a leader : the curvilinear relation between assertivess and leadership. Journal of personality and social Psychology, 92 (2), 307 – 324.
24- Barkhoff, Harald & Heiby, Elaine M. (2010). The relations between self-efficacy, competition success, delight, self-esteem and body – care among elite artistic roleer skaters. Journal of behavioral health and medicine, 1 (1), 43 – 51.
25- Bishop , Sue (2010) . Develop your assertiveness . Koganpage : London .
26- Crowell, Adrienne & Page – Gould, Elizabeth & Chmeichel, Brandon J. (2015). Self- offirmation breaks the link between the behavioral in hibition system and the treat – potentiated startle response., emotion, 15(2), 146 – 150.
27- Day , Susan X . & Roltinghous , Patrick (2003) . Bruce W. Walsh (Ed) . Counseling psychology and optimal human functioning . New Jersey : Lawrence Erlbaum Associates .
28- Elliott, Timothy R. & Gramling, SandyE. (1980). Personal assertivess and the effects of social support among college students. Journal of counseling psychology, 37 (4), 427 – 436.
29- Engel, Beverly. (2006). Healing your emotional self: a powerful program to help you raise your self –esteem quiet your inner critic and over come you shame. John wiley , New Jersy.
30- Johnson, Camille S. & Stapel, Diederik A. (2011). Reflection versus self – reflection : sources self – esteem boost determine behavioral outcomes. Social psychology, 42 (2), 144 – 151.
31- Loewenthal , Kate (2006) . Religion , culture and mental health . Cambridge university press .
32- Mandara, Jelani & Murray, Carolyn B. (2000). Effects of parental marlal status; Income and family functioning on African American a dolescent self – esteem. Journal of family psychology, 14 (3), 457 – 490.
33- McMahon , Elaine M. & Corcoran , Paul & McAuliffe , Carmel & Keeley , Helen & Perry , Ivan J. & Arenman , Ella (2013) . Mediating effects of coyping style on associations between mental health factors and self-harm among adolescents . The journal of crisis intervention and suicide prevention , 34(4) , 242-250 .
34- Moradi , Bonnie &Funderburk ,Jamie R. (2006) . Rols of perceived sexist events and perceived social support in the mental health of women seeking counseling . Journal of counseling psychology , 53(4) , 464-473 .
35- Mruk, J. Christopher (2006). Self – esteem : research theory and practice toward a positive psychology of self – esteem 3rd edition. New York : Springer publishing company.
36- Palgi , Yuval & Shrira , Amit (2016) . A cross –cultural longitudinal examinatiation of the effect of cumulative adversity on the mental and physical health of older adults . Psychological trauma : theory , research , practice and policy , 8 (2) , 172- 179 .
37- Plummer, Deborah (2005). Helping adoles cents and adults to build self – esteem. London : Jessica kingsley.
38- Rees , Shan & Graham , Roderick (1991) .Assertion training : how to be who you really are .London: Routledge .
39- Rudman, LaurieA. & Dohn, Matthew C. & Fairchild, Kimberly (2007). Implicit self – esteem compensation: Automatic threat defense. Journal of personality and social psychology, 93 (5), 798 – 813.
40- Schwartz, Jonathan P. & Tylka, Tracy L.(2008). Exploring entitlement as amoderator and mediator of the relationship between masculine gender role conflict and men's body esteem. Psychology of men & Mas culinity, 9 (2), 67 – 81.
41- Stake, Jayne E. & Pearlman, Joan (1980). Assertivess training as an intervention technique for low performance self – esteem women. Journal of counseling psychology, 27 (3), 276 – 281.
42- Tomako, Joe & Palacios, Rebecca & Schneider, Rimberly T. & Colotla, Maria & concha Jeannie B. & Herrald, Mary M. (1999). Assertiveness predicts threat and challenge reactions to potential stress among women. Journal of personality and social psychology, 76 (6), 1008 – 1021.
43- Towned, Anni (2007). Assertiveness and diversity. New York : Palgrave Macmillam.
44- Vandiver , Vikki (2009) . Integrating health promotion and mental health : an introduction to policies , principles and practices . Oxford university press .
45- Vohs, Kathleen D. & Park, Jikyung & Schmeichel, Brandon J. (2015). Self – off irmation can enable goal disengagement. Journal of personality and social psychology, 104 (1), 14 – 27.
46- Williams, Chris (2001). Overcoming depression: A five areas approach. Arnold publishers, London .
47- Wilt , Joshua A. & Exline , Julie J. & Grubbs , Joshua B. & Park , Crystal L. & Pargament , Kenneth I. (2016) . God's role in suffering : theodicies , divine struggle , and mental health . Psychology of religion and spirituality , No pagination specified .
48- Zika , Sheryl & Chamberlain , kerry(1987) . Relation of hassles and personality to subjective will-being. Journal of personality and social psychology , 53 (1) ,155- 162 .