العوامل الطبيعية المؤثرة في زراعة الاشجار المثمرة بليبيا دراسة جغرافية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الجغرافيا_ کلية البنات_ جامعة عين شمس

المستخلص

تعد الزراعة من الأنشطة الرئيسية التي يمارسها الانسان من القدم لسد حاجته من المأکل والملبس، وتحقيق الاکتفاء الذاتى ، ويمارس هذا النشاط فى ليبيا فى بعض المناطق منذ القدم ، غير أنه تناقص عما کان عليه ، ويعزى السبب فى ذلک التحول إلى قطاعات اقتصادية أخرى لتحسين الدخل ، مثل قطاع التجارة والخدمات ، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية وندرة المياه ، إذ لا تتعدى نسبة المساحة الصالحة للزراعة حوالى 2% من مساحة البلاد بالکامل ، تترکز معظمها فى الشريط الساحلى.
 ونتيجة لهذه الظروف والتى يأتى فى مقدمتها ندرة المياه تسود زراعة تلک المحاصيل التى تتحمل الجفاف معظم أشهر السنة ، مثل بعض أنواع الأشجار المثمرة کالنخيل والزيتون ، کما أن محاصيل الأشجار المثمرة عموماً ذات قيمة غذائية عالية ، وضرورية للانسان لاحتوائها على نسبة عالية من الفيتامينات ، إضافة لکونها تعد فاکهة رئيسية تدخل ضمن الوجبات الغذائية للانسان کالزيتون والتمر والمشمش والعنب وغيرها. وتوصلت الى 
سيادة التکوينات الرملية علي مساحة کبيرة من البلاد يشکل خطراً علي زراعة الاشجار المثمرة في وسط وجنوب منطقة الدراسة.
2_ التربة في الاجزاء الشمالية اکثر ملائمة لزراعة الاشجار المثمرة من الوسط والجنوب ، کذلک معدل الامطار المتساقطة يزيد في الشمال عنها في الجنوب ،مايعلل ترکززراعة العدد الاکبر من هذه الاشجار في الاولي اکثر من الثانية.
3_ الاستهلاک المفرط للمياه الجوفية في ري الاشجار المثمرة وغيرها من المحاصيل الزراعية ،نجم عنه تدني منسوب هذه المياه في الجنوب، وتداخلها مع مياه البحر في الشمال.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


مقدمة : -

تعد الزراعة من الأنشطة الرئیسیة التی یمارسها الانسان من القدم لسد حاجته من المأکل والملبس، وتحقیق الاکتفاء الذاتى ، ویمارس هذا النشاط فى لیبیا فى بعض المناطق منذ القدم ، غیر أنه تناقص عما کان علیه ، ویعزى السبب فى ذلک التحول إلى قطاعات اقتصادیة أخرى لتحسین الدخل ، مثل قطاع التجارة والخدمات ، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعیة وندرة المیاه ، إذ لا تتعدى نسبة المساحة الصالحة للزراعة حوالى 2% من مساحة البلاد بالکامل ، تترکز معظمها فى الشریط الساحلى.

 ونتیجة لهذه الظروف والتى یأتى فى مقدمتها ندرة المیاه تسود زراعة تلک المحاصیل التى تتحمل الجفاف معظم أشهر السنة ، مثل بعض أنواع الأشجار المثمرة کالنخیل والزیتون ، کما أن محاصیل الأشجار المثمرة عموماً ذات قیمة غذائیة عالیة ، وضروریة للانسان لاحتوائها على نسبة عالیة من الفیتامینات ، إضافة لکونها تعد فاکهة رئیسیة تدخل ضمن الوجبات الغذائیة للانسان کالزیتون والتمر والمشمش والعنب وغیرها.

‌أ-       أسباب اختیارالموضوع:

-          رغبة الطالبة فى التخصص فى أحد فروع الجغرافیا الاقتصادیة خاصة جغرافیة الزراعة.

-         عدم دراسة موضوع زراعة الأشجار المثمرة فى لیبیا بالکامل دراسة أکادیمیة.

-     تزاید أهمیة الاشجار المثمرة فی المرکب المحصولی بالبلاد ، اذ تشکل زراعة الأشجار المثمرة نحو 23.4% من جملة المساحة المزروعة .

‌ب-   : أهداف الدراسة:

-         دراسة العوامل الطبیعیة المؤثرة فی زراعة الأشجار المثمرة فی لیبیا.

‌ج-    : مناهج وأسالیب الدراسة:

تعددت المناهج التى اعتمدت علیها الدراسة ما بین المنهج الأصولى ، والمحصولى ، والتاریخى ، فضلاً عن بعض الأسالیب الإحصائیة ، و الکارتوج

 

 

أولاً: موقع منطقة الدراسة

تقع لیبیا فى الجزء الشمالى من قارة أفریقیا وتشغل مساحة کبیرة تبلغ حوالى (1.759.540 کم2)، وتمتد من البحر المتوسط شمالاً وحتى حدودها مع تشاد والنیجر فى الجنوب ، ومن حدودها مع مصر والسودان فى الشرق حتى حدودها مع تونس والجزائر فى الغرب شکل رقم (1) ، أما فلکیا فتقع بین خطی طول ( 9 ْ و 25 ْ ) شرقاً ، وبین دائرتی عرض( 18 ْ و 33 ْ ) شمالاً ، وتقسم إداریا إلی 22 بلدیة .

 

ثانیاً : الترکیب الجیولوجى

یؤثر الترکیب الجیولوجى فى نمط استغلال الأراضى ، وذلک بسبب التکوین المعدنی والکیمیائى لترکیب التربة ، والتى تؤثر بدورها فى تحدید نوع محاصیل الأشجار المثمرة التى یمکن زراعتها

 

المصدر :

: Journal of African Earth Sciences ,Volume 79, March 2013, Pages 74 –97 http://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S 1464343X12002233

 تتضح أهم تکوینات الأزمنة الجیولوجیة وانتشارها فى لیبیا :

1-  تکوینات ما قبل الکمبرى : تظهر على السطح فى الأطراف الجنوبیة للبلاد، وخاصة المناطق الجبلیة ، مثل مناطق تیبستى .

2-    تکوینات الزمن الأول : توجد تکوینات کل عصور هذا الزمن فى الأجزاء الجنوبیة من البلاد ومنها :

‌أ.   صخور عصر السیلورى الأسفل والأعلى تظهرفى غرب فزان ومعظم مرتفعات تاسیلى والأحواض الممتدة إلى الشرق منها مباشرة .

‌ب. تکوینات عصر الدیفونى وأهم مناطقها جبال أکاکوس، ومنطقة الحدود اللیبیة الجزائریة، والحافة الجنوبیة للحمادة الحمراء، کما توجد فى منطقة محدودة فى الطرف الجنوبى الشرقى من البلاد.

‌ج.    الصخور الجیریة أهم مناطقها الحافة الغربیة لحمادة مرزق.

3-  تکوینات الزمن الثانى: تغطى معظم القسم الجنوبى الشرقى للبلاد، کما تظهر بحوض مرزق، وبالقرب من جبل السودا، ومعظم مناطق الحمادات فى فزان.

4-  تکوینات الزمن الثالث : تظهر فى المنطقة الشمالیة الشرقیة من البلاد، وکذلک فى معظم الأراضى الممتدة من خلیج سرت فى الشمال إلى خط عرض 24 ْ جنوباً فى الجنوب الشاسع ([1]).

5-  تکوینات الزمن الرابع " الحدیث " : تشمل هذه التکوینات أنواعاً متباینة من الرواسب الهوائیة والفیضیة والبحریة، وأهم هذه الرواسب هى:

‌أ.   الرواسب الفیضیة: تنتشرفى مناطق عدیدة من لیبیا فى الودیان والأحواض الشمالیة، وکذلک فى الودیان الصحراویة فى فزان ، وفى جنوب البلاد ووسطها .

‌ب.   الأدیم أو الرصیف الصحراوى: تغطى مناطق السریر المنتشرة فى جنوب البلاد، وبعض الودیان الشمالیة والجنوبیة .

‌ج.  الرمال القاریة : وتظهر فی منطقة العرق الکبیر "بحر الرمال العظیم" فى الشرق، والمناطق الرملیة الأخرى فى فزان ، وفی الکفرة وفى المناطق الشمالیة من البلاد .

‌د.       الرمال الشاطئیة: وتکون شریطاً ضیقاً لا یتعدى عرضه 100م محاذیاً للشواطئ البحریة 

‌ه.       التلال الصخریة : و توجد على امتداد معظم السواحل اللیبیة.

‌و.   رواسب السبخات والقیعان الملحیة: التى تتراکم فى مناطق السبخات الشمالیة بالقرب من شاطئ البحر، وفى منخفضات الواحات الصحراویة المختلفة فى الجنوب ([2]).

یتضح مما سبق أن المساحة التى تنتشر علیه التکوینات الرملیة، تلعب دوراً مهماً للغایة، إذ أنها تمثل خطراً مستمراً على جهات زراعة الأشجار المثمرة والزراعة عموماً، ولاسیما فى الواحات والمشاریع الزراعیة فى الجنوب ، هذا بخلاف طبیعتها المسامیة والتى تسمح بنفاذ میاه الأمطار لتشکل خزانات مائیة جوفیة تساعد بدورها على ممارسة زراعة الأشجار المثمرة فى هذه المناطق باعتبارها من المیاه الصالحة لمختلف النشاطات الاقتصادیة والمنزلیة.

ثالثا: مظاهر السطح

تقسم مظاهر السطح فى لیبیا إلى الأقسام الرئیسیة الآتیة شکل رقم(4):

  1. نطاق السهول الساحلیة.
  2. نطاق المرتفعات الشمالیة.
  3. نطاق الانتقال مابین الجبال والصحراء.
  4. الصحـــراء.

 

المصدر :

  (Dem SRTM 30  m)  - نموذج الإرتفاعات الرقمیة لدولة لیبیا

- مصلحة المساحة ، خریطة لیبیا مقیاس 1 : 1.750.000 ، اعتماداً على المرئیات الفضائیة لاندسات 7 (ETM+) ، من إعداد الشرکة المصریة للأعمال المساحیة وإنتاج الخرائط ، القاهرة ، عام 2005 م

 

1)    نطاق السهول الساحلیة:

یمتد هذا النطاق فى شمال منطقة الدراسة ما بین البحر والکثبان الرملیة فى بعض الأجزاء ، وما بینه وبین البحر مباشرة فى أجزاء أخرى ، ویعد هذا النطاق من أکثر أجزاء لیبیا جذباً للسکان لما تتوفر فیه من مقومات بشریة صالحة للسکان والاستیطان ، کما یعد أکثر أجزاءها ملائمة للزراعة خاصة زراعة الأشجار المثمرة .

 

المصدر: الهادى بولقمة ، الجماهیریة دارسة فی الجغرافیا ،الدار الجماهیریة للنشر والتوزیع والاعلان ،ط1، 1995 ، ص100.

ویقسم هذا السهل إلى الأجزاء الآتیة:

‌أ.        سهل الجفارة: یمتد هذا السهل والذى یعد من أعظم سهول شمال لیبیا الساحلیة اتساعاً، ما بین ساحل البحر فى الشمال ونطاق الجبال فى الجنوب، بطول یصل من الغرب إلى الشرق لحوالى 160 کیلو متر([3])، ویتصف سطح هذا السهل غیر مستویاً تماما بل یوجد فیه بعض التلال التى ترتفع فوق سطحه , کما یتمیز هذا السهل بوجود مناطق تغطیها الکثبان الرملیة خاصة على الساحل حیث یصل ارتفاعها إلى نحو (10) أمتار، ویتصف هذا السهل أیضاً بوجود مجموعة من الأودیة التى تخترق سطحه منها وادی الرجبان ،وادی الهیرة ، وادی الحى" ([4]) ، کما یتمیز أیضاً باحتوائه على رصید کبیر من مخزون المیاه الجوفیة والتربة الخصبة الصالحة للزراعة، مما شجع على زراعة بعض أنواع الأشجار المثمرة ، والتى یعتمد فى رى بعضها على المیاه الجوفیة .

‌ب.   السهل الممتد من منطقة الخمس غرباً حتى الزویتینة فى شرق خلیج سرت: یقسم هذا السهل إلى قسمین هما:

-       القسم الأول: وهو الممتد من مدینة الخمس غرباً حتى بلدیة مصراته، ویتصف هذا السهل باقتراب الجبل اقتراباً شدیداً من البحر حیث لا یترک إلا شریط ساحلى سهلی ضیق، تغطى هذا الشریط فى أجزاء متفرقة منه الکثبان الرملیة، کما تقطعه العدید من الأودیة القصیرة  منها وادى عین کعام، ولبدة، تنتشر فیه زراعة بعض أشجار التفاح واللوزیات والزیتون.

-       القسم الثانى: یشمل سهول المناطق المحیطة بخلیج سرت والممتدة من مصراتة غرباً إلى الزویتینة شرقاً ، تغطى الکثبان الرملیة جزء کبیر من هذا السهل ، کما تنتشر به العدید من السبخات منها سبخة تاورغاء ، وتقطعه العدید من الأودیة منها وادی سوف الجین، وادی زمزم، وادی الخارجیة.

‌ج.    سهل بنغازى: یمتد هذا السهل فى شمال شرق لیبیا تحدیداً من توکرة فى الشرق حتى الزویتینة فى الغرب ، ویأتى فى المرتبة الثانیة من حیث الترکز السکانى، ویقطع هذا السهل مجموعة من الأودیة الجافة القصیرة منها وادى السلالیب، کما تظهر به أراضى تغطیها تربة صلصالیة مالحة تنتشر فى مناطق السبخات المجاورة للساحل منها سبخة قاریونس ([5])، کذلک تغطى أراضیه تربة فیضیة حمراء توجد فى المنخفضات وعند مصبات الأودیة تنتشر فیها زراعة بعض أنواع الأشجار المثمرة کالتفاح والخوخ، کما تسود فى بعض أراضیها  التربة الرملیة المختلطة بالتربة الطینیة الحمراء ، وهى ملائمة لزراعة أنواع مختلفة من الأشجار المثمرة .

‌د.       المنطقة الممتدة من توکره فى الغرب حتى الحدود المصریة فى الشرق: وبالإتجاه إلى الشرق من توکره یلاحظ اختفاء السهل الساحلى فیها، إذ تبدأ حافة الجبل الأخضر بالاشراف على البحر مباشرة، وبالوصول إلى درنة یعود السهل الساحلى للظهور من جدید، ثم یرجع ویضیق السهل مرة أخرى حتى یکاد یختفى مع الحدود المصریة فى الشرق.

بالإضافة إلى هذه السهول توجد سهول داخلیة تمتد لتبتعد عن ساحل البحر متمثلة فیما یلی:

‌ه.       سهل المرج: یعتبر سهل المرج من أخصب مناطق لیبیا للانتاج الزراعى عموماً، نظراً لوقوعه على سفوح الجبل الأخضر بارتفاع یتراوح بین (250 : 300م) وبمساحة تقدر بنحو "250" کم2 فضلاً عن تمیز سطحه بالاستواء ، وتوفر المیاه اللازمة للزراعة به، مما ساعد على زراعة الأشجار المثمرة فى هذا السهل  کالزیتون، اللوز، الخوخ، التفاح وغیرها.

‌و.      سهل الأبیار: وهو أقل ارتفاعاً من سهل المرج ، حیث یصل ارتفاعه إلى نحو 200م فوق مستوى سطح البحر وتنتشر به زراعة أشجار التفاح ، الخوخ ، المشمش ، وبعض الحمضیات .

2)    نطاق المرتفعات الشمالیة:

تمتد هذه المرتفعات من الغرب إلى الشرق وذلک علی النحو التالی:

‌أ-       الجبل الغربى: یمتد علی شکل نطاق یبلغ طوله 500 کیلو متر من الغرب إلى الشرق، أی من الحدود التونسیة غرباً حتی مدینة الخمس شرقا ، أقصى ارتفاع له نحو 884م فوق سطح البحر، تنتشر فوق سطحه وعلى جوانبه شبکة من الأودیة منها وادی سوف الجین، وادى میمون ، وادى المجنین .

‌ب-  الجبل الأخضر: یقع فى الجزء الشمالى الشرقى من البلاد، ویتکون من ثلاث مدرجات متمیزة ([6])، یبلغ ارتفاع المدرج الأول ما بین (250 : 300م) فوق سطح البحر، ویضم أکبر وأغنى أراضى زراعة الأشجار المثمرة متمثلة فى سهل المرج والابیار، ثم المدرج الثانی بارتفاع ما بین (450 : 600م) ، أما المدرج الثالث فیظهر فى أعلى أجزاء الجبل الأخضر بمنطقة سیدى الحمرى ، ویبلغ ارتفاعه 880 م ([7]) ، تنتشر علی سطحه مجموعة من الأودیة منها وادى القطارة ، وادى السلالیب ([8]) ، ویعتبر الجبل الأخضر من أغنى مناطق لیبیا بنباتاته الطبیعیة  والأشجار الدائمة الخضرة .

‌ج-    هضبة البطنان والدفنة: تمتد هضبة البطنان من جنوب شرق خلیج بمبة وحتى مدینة طبرق شرقاً، ومن ثم تمتد هضبة الدفنه من طبرق وحتى السلوم عند الحدود الشرقیة للیبیا مع جمهوریة مصر العربیة ، وأقصى ارتفاع لهذه الهضبة لا یزید عن 200 متر ([9]) فوق سطح البحر.

3)    مناطق الانتقال ما بین الجبال والصحراء:

إلى الجنوب من المرتفعات الشمالیة تمتد منطقتان ینخفض سطحها انخفاضاً نسبیاً عن سطح الصحراء الممتدة إلى الجنوب منهما، وتعرف هاتان المنطقتان باسم "القبلة" جنوب الجبل الغربى و"البلط" جنوب الجبل الأخضر.

4)     الصحــــراء:

تمثل الصحراء أکثر من 90% من مساحة لیبیا، وتمتد من جنوب المرتفعات الشمالیة وخلیج سرت فى الشمال حتى الحدود اللیبیة الجنوبیة ([10]) مع تشاد والنیجر.

وتقسم الصحراء فى لیبیا إلى المظاهر التضاریسیة الآتیة:

‌أ.        المنخفضات وتقسم إلى:

-   المنخفضات الشمالیة: تمتد فى شمال غرب وشمال لیبیا سلسلة من المنخفضات التى نشأت فیها بعض الواحات وهى من الشرق إلى الغرب ، منخفض الجغبوب ثم المنخفض الکبیر، یلیه منخفض مرادة ، ثم منخفض غدامس .

-   المنخفضات الجنوبیة: تتمثل فى منخفض الکفرة ثم  منخفض الزیغن ، یلیه حوض فزان . وقد أنشأت المشاریع الزراعیة فى بعض هذه المنخفضات فی واحتها کزراعة اشجار النخیل والزیتون والعنب وغیرها .

‌ب.    الهضبة الصخریة:

تتکون الصحراء اللیبیة من هضبة مترامیة الأطراف ، متوسطة الارتفاع ، وتقسم إلى مظاهر طبیعیة مختلفة، منها علی شکل هضاب صخریة تغطیها صخور جیریة (الحمادة) منها الحمادة الحمراء وحمادة مرزق ، وجزء تغطیه التکوینات الحصویة مثل سریر کالانشیو، کما یغطى أجزاء کبیرة منها الکثبان الرملیة مثل بحر الرمال العظیم ، وادهان مرزق ([11]).

‌ج.    المرتفعات الصحراویة:

تمتد على الحافات الجنوبیة والجنوبیة الشرقیة لصحراء لیبیا، مجموعات جبلیة منها  جبال تیبستى بارتفاع أعلاه  حوالى 3400م فوق مستوى سطح البحر( قمة جبل امیکوزى)، والى الشمال الشرقى منها کتلة جبل ایغى ، والى الجنوب الشرقى من کتلة تیبستى توجد مرتفعات انیدى واردى البالغ ارتفاعها حوالى 2000م فوق مستوى سطح البحر، أما فى شرق لیبیا فتوجد جبال خسو 1726م، والعوینات فى الطرف الجنوبى الشرقى للبلاد بارتفاع 1934م ([12])، ثم جبل ارکنو 1433م، وإلى الغرب من مرتفعات تیبستى توجد سلسلة من التلال تعرف باسم مرتفعات تمو ویبلغ ارتفاعها 780م ([13]) ، کما تظهر إلى الشمال والشمال الشرقى من منخفض فزان مرتفعات الهروج الأبیض والهروج الأسود وأکثرها ارتفاعاً الهروج الأسود تصل إلى 1200م فوق مستوى سطح البحر.

من خلال العرض السابق یتضح أن التنوع فى مظاهر السطح فى البلاد، نتج عنه تنوع فى زراعة الأشجار المثمرة، حیث وجد ترکز لمختلف أنواع الأشجار المثمرة من نخیل وزیتون وعنب وحمضیات فى مناطق السهول الساحلیة التى تتصف باستواء سطحها ، بینما وجد أیضاً ترکز زراعة أنواع معینة من الأشجار على المرتفعات کالتفاح فى الجبل الأخضر، فى شمال شرق البلاد ، وترکز زراعة أشجار الخوخ والمشمش والثمار ذات النواة الصلبة فى الجبل الغربى اضافة إلى أشجار الزیتون وغیرها من الأنواع الأخرى ، أما فى الجنوب حیث الأراضى الصحراویة وما تشمله من مرتفعات ومنخفضات  تتنوع فیها زراعة الأشجار المثمرة بمختلف أنواعها فى الاراضى المستصلحة "المشاریع الزراعیة" جنوب شرق وغرب البلاد .

 

رابعاًُ : التـربة:

التربة هى الطبقة السطحیة القلیلة السمک التى یثبت فیها النبات جذوره ویمتص الماء والغذاء منها ، وتتأثر التربة فى تکوینها بمجموعة من العوامل الطبیعیة ، مثل المناخ ، والکائنات العضویة النباتیة والحیوانیة ، وانحدار السطح ، والمواد الصخریة الأصلیة التى تشتق منها التربة وعامل الزمن([14]) .

أنواع التربة اللیبیة:

 یمکن توضیحها فى مجموعتین هما :

(1)  تربة الشریط الساحلى:

یمتد هذا النطاق على شکل شریط یمتد بمحاذاة البحر المتوسط من الحدود اللیبیة التونسیة غرباً حتى الحدود اللیبیة المصریة  شرقاً ، وتظهر فیه التربة الآتیة([15]) :

-   التربة البنیة الجافة : تنتشر فى مساحات محدودة من المنطقة الشمالیة الشرقیة ، بینما تشغل نسبة 60% من أراضى المنطقة الشمالیة والوسطى ، وتتصف بانخفاض انتاجیتها الزراعیة ، وغناها ببعض العناصر النادرة کالبوتاسیوم والبورن والمنجنیز، وتعانى من مشکلة التعریة الهوائیة بصورة عامة ([16]) وتنمو فی هذه التربة اشجار الزیتون والنخیل والعنب واللوز.

-   التربة البنیة المحمرة : وهى تربة واسعة الانتشار فى شمال غرب البلاد (سهل الجفارة) ، وفى بعض أجزاء الاقلیم الشمالى الشرقى ، واصلها یعود إلى الرمال الصحراویة مع أثر محدود للطمى إلى جانب الکربونات مع نسبة من الأملاح ورغم ذلک فإنها جیدة الخصوبة ، بسبب احتوائها على کمیات کافیة بها من العناصر النادرة وتصلح هذه التربة لزراعة مختلف انواع الاشجار المثمرة کالنخیل والزیتون والعنب والموالح والرمان والتین واللوزیات.

-   التربة الحدیدیة السلیکاتیة الحمراء : تغطى مساحات شاسعة من الأراضى الزراعیة فى شمال شرق البلاد "سهل المرج" وتعرف بالتربة الحمراء Terrarossa"، قوامها طینى، تمیل للقلویة، وقدرتها على الاحتفاظ بالمیاه عالیة ([17])، وتعد من أهم الأراضى الصالحة للزراعة بعد استصلاحها، واضافة المخصبات لتعویض العناصر الغذائیة الناقصة التى تحتاجها الأشجار والنبات عموماً، وتزرع فی هذه التربة اشجار التفاح والزیتون والعنب واللوزیات.

 

المصدر :  یسرى الجوهرى ، جغرافیة المغرب العربى ، مؤسسة شباب الجامعة ، الأسکندریة ، 2001 ، ص 230

-         التربة السلیکاتیة القرفیة: یغلب وجودها فى الإقلیم الشمالى الغربى خاصة المناطق الجبلیة، فى حین یقتصر وجودها فى اقلیم الجبل الأخضر على مدینة الفائدیة ، وتتصف بارتفاع نسبة الأملاح إلى جانب افتقارها للعناصر الغذائیة لضحالة سمکها ([18])وتصلح لزراعة اشجار الزیتون واللوزیات والرمان.

-   التربة الجیریة الضحلة :  تغطى مساحات شاسعة من شمال شرق البلاد ، وهى تربة جیدة لنمو الغابات وبعض أنواع الأشجار المثمرة کالتفاح واللوزیات والعنب والتین نظراً لقوامها الطینى ، قلیلة العناصر الغذائیة وتمیل للقلویة ([19]) .

-   تربة الودیان الرسوبیة : تنتشر هذه التربة فى کافة الأودیة فى معظم أنحاء البلاد ، تفتقر إلى المواد العضویة والعناصر الغذائیة ، تحتوى على کمیات کافیة من البوتاسیوم وقلیل من الفسفور الصالح لنمو النباتات ، وتستغل فى الزراعة المرویة کذلک الزراعة البعلیة مثل زراعة اشجار النخیل والزیتون.

-   التربة الملحیة وتربة السبخات : تنتشر هذه التربة فى مناطق واسعة سواء فى الإقلیم الساحلى أو الإقلیم الصحراوى ، تتصف بقوامها الرملى وتکثر بها الأملاح بجمیع أنواعها، الأمر الذى یحدد انخفاض انتاجیتها التى تقتصر على رعى الابل، أما النوع الآخر من الترب الملحیة فیسود فى المنخفضات، وفى القیعان الغدقة حیث مستوى الماء الأرضى قریب من سطح الأرض کما فى واحات منخفض الجفرة وزلة، وقوام هذه التربة رملیة طینیة وتحتوى على قشرة ملحیة سطحیة، وهذا النوع من التربة غیر صالحة للزراعة ([20]).

-   التربة الحجریة الضحلة: تغطى مناطق شاسعة ومتفرقة فى اقلیم القبلة ، کما تسود جنوب الحمادة الحمراء ، وفی أجزاء من سهل بنغازى ، وتغطى معظم الحافة الجنوبیة للجبل الأخضر ، تتصف بقوامها الطمى الخفیف ، فقیرة فى العناصر الغذائیة ، لذا لا تستغل إلا کمراعى نتیجة صعوبة استصلاحها ([21]).

-   التربة ذات القشور السطحیة الصلبة : تتوزع فى مناطق متفرقة على ساحل الجبل الأخضر والمنطقة الوسطى والجبل الغربى ،  تربة ضحلة القطاع ، ذات خصوبة منخفضة لقلة العناصر الغذائیة ، تتعرض لمشاکل التعریة والانجراف ، تستثمر فى زراعة الأعلاف وتنمو بها بعض أشجار الغابات إذ توفرت لها المیاه ([22]).

(2) تربة النطاق الصحراوى وتشمل ما یلى:

النوع الأول: الرمال والکثبان الرملیة تنتشر فى معظم أجزاء لیبیا ، تتصف بارتفاع نسبة الملوحة، تباین قوامها بین الرملى والرمل الطینى ، فقیرة فى العناصر الغذائیة ، لا یمکن استغلالها زراعیاً إلا بعد استصلاحهاوهی التربة المنتشرة علی السواحل .

النوع الثانی: تربة الرمال القاریة وتغطی مساحات شاسعة فی الأقالیم الجنوبیة وتشمل تربة الحمادة ، والرق ، والسریر ، کما تشمل نمط التربة الارسابیة فی المناطق المنخفضة کالواحات والأودیة الجنوبیة ، أما عن علاقة التربة بزراعة الأشجار المثمرة فإنه کلما کانت التربة جیدة وملاءمة للزراعة کلما انعکس ذلک على کمیة ونوعیة الانتاج ، حیث وجد أن تربة الأجزاء الشمالیة الغربیة والشرقیة أکثر ملاءمة لزراعة الکثیر من أنواع الأشجار المثمرة کالزیتون ، والنخیل ، والتین ، والعنب وغیرها ، بعکس الأجزاء الجنوبیة التى تنتشر فیها التربة التى تحتاج للاستصلاح حتى یمکن إقامة المشاریع الزراعیة بها ، ومن ضمنها زراعة بعض أنواع الأشجار المثمرة کالنخیل والزیتون واللوز والمانجو وغیرها .

 

خامساً : المنــاخ

یعد المناخ من أهم العوامل الطبیعیة المؤثرة فى زراعة الأشجار المثمرة حیث أن کل محصول زراعى یحتاج إلى خصائص معینة فی العناصر المناخیة التى تسمح بالنمو والازدهار ، ولمعرفة وتحدید المناخ السائد والمؤثر فى زراعة الأشجار المثمرة لابد من دراسة العناصر المناخیة الآتیة :

1-    الحـرارة:

تعد درجة الحرارة من العناصر المناخیة المهمة والمؤثرة فى زراعة الأشجار المثمرة حیث انه لکل محصول شجرى حدود حراریة دنیا ومثلى وعظمى یحتاجها وتؤثر فى مراحل نموه المختلفة ([23]). ویوضح الجدول رقم (1) والشکل رقم (6) المعدلات الشهریة والسنویة لدرجة الحرارة (5 م) فی بعض المحطات المناخیة فی لیبیا للفترة " 1960 : 2010

جدول رقم (1) المعدلات الشهریة والسنویة لدرجة الحرارة (5 م) فی بعض المحطات المناخیة فی لیبیا للفترة " 1960 : 2010 "

المحطة

زوارة

طرابلس

سرت

اجدابیا

شحات

طبرق

جالو

غریان

سبها

الکفرة

ینایر

12

13.3

13.4

12.3

9.1

12.9

13

8.7

11.5

12.8

فبرایر

13.5

14.1

14.6

13.9

9.7

13.6

14.8

10.4

14.4

15.3

مارس

15.3

16.3

16.1

16

11.4

15.5

17.9

12.3

19.5

19.4

أبریل

17.6

18.4

18.8

19.8

14.7

18.5

22.3

15.7

23.8

23.9

مایو

20.6

21.6

21.2

23.2

18.4

20.4

26.3

20.6

27.6

28.4

یونیو

24.8

27.6

24.2

26.3

21.8

23.4

29.6

24.7

33.8

30.8

یولیو

25.5

27.6

25.3

25

22.7

20.8

29.4

26.2

31.3

31.5

أغسطس

26.6

27.4

26.5

26.3

23.1

25.6

29.4

25.2

31.3

31.3

سبتمبر

25.7

22.5

28.4

25.3

21.3

24.5

27.4

23.5

29.5

28.1

أکتوبر

22.3

22.8

23.2

22.5

18.5

21.2

23.6

19.6

25.1

24.1

نوفمبر

17.7

17.8

18.9

18

14.8

17.2

18.3

14.3

17

18.2

دیسمبر

13.4

14.4

14.9

14

10.9

15

14.3

9.9

12.9

14.2

المعدل السنوی

19.5

20.3

20.4

20.3

16.3

19.1

22.2

17.5

23.1

23.1

المصدر : من إعداد الطالبة استناداً الی بیانات مصلحة الارصاد الجویة , طرابلس .

ومن خلال الجدول رقم (1) و الشکل رقم (6) یلاحظ الآتی :

أ -  یعدشهر ینایر ابرد شهور السنة فی درجة الحرارة فی کافة انحاء لیبیا مع وجود بعض الاختلافات فی المعدل لهذا الشهر بین المدن , بسبب تاثیر القرب والبعد عن البحر, کذلک بسبب عامل الارتفاع ای انها عوامل محلیة, ففی مدینة زوارة الواقعة على الساحل الغربی اللیبی , بلغ المعدل الشهری فیها 12 ْم, فی حین سجل فی مدینة شحات الواقعة على الجبل الأخضر 9.1 ْم , بسبب قرب الاولى من البحر الذی یجلب الدفء للمناطق الساحلیة , فی حین الثانیة تقع على قمة الجبل الاخضر مما یساهم فی انخفاض معدلات الحرارة بها , کذلک الحال فی مدینة سرت التى بلغ المعدل الشهری للحرارة فیها 13.4 ْم فی حین سجلت فی نفس الشهر فی مدینة غریان الواقعة على الجبل الغربی 8.7 ْم لنفس السبب .

 

 

 

 

المصدر : من إعداد الطالبة إعتماداً على بیانات الجدول (1) . باستخدام الحاسب الآلى برنامج (Arc map10.2) .

 

ب – یعد شهری یولیو وأغسطس أکثر شهور السنة ارتفاعاً فی درجة الحرارة مع وجود بعض الاختلاف بین المدن فی المتوسط , ففی مدینة طرابلس على الساحل الغربی یبلغ معدل درجة الحرارة فی شهر یولیو 27.6 ْم فی حین یبلغ فی مدینة الکفرة فی الجنوب فی نفس الشهر 31.5 ْم  یسجل فی شحات الواقعة على الجبل الاخضر22.7 ْم ومن هذا نلاحظ الاختلاف بین هذه المدن الثلاثة فی الحرارة , فالأولى ساعد قربها من البحر فی إنخفاض درجة حرارتها مقارنة بالکفرة نظراً لوقوعها جنوباً وبعدها عن تأثیر البحر, وعلى العکس مدینة شحات وجودها على قمة الجبل الاخضر ساهم فی انخفاض الحرارة بها نسبیاً مقارنة بمدینتی طرابلس والکفرة .

ج –  اختلاف المعدل السنوی لدرجة الحرارة اختلافاً کبیراً بین مختلف المدن , ففی مدینة شحات یبلغ نحو 16.3 ْم , وفی الکفرة 23.1 ْم أی بفارق یبلغ حوالى 6 درجات مئویة , وهذا یعد مدى حراری مرتفع , وبالتالی فان هذا یظهر مدى تطرف درجة الحرارة بالمناخ فی لیبیا عموماً .

من خلال العرض السابق للمعدل الشهرى والسنوى لدرجات الحرارة فى بعض المدن اللیبیة، یتبین أنها تعد من العوامل المهمة التى ینتج عنها نجاح زراعة أی صنف من أصناف الأشجار المثمرة، فمن خلالها یمکن تقسیم أنواع الأشجار المثمرة التى تزرع فى البلاد حسب حاجاته لدرجات الحرارة إلى الآتی:

-       مجموعة أشجار المناخ المعتدل الدافئ وتشمل:

(الزیتون ، العنب ، اللوز ، الحمضیات ، الخوخ ، المشمش ، التفاح) .

-       مجموعة أشجار المناخ المدارى وتشمل : النخیل ، اضافة إلى زراعة أنواع أخرى من الأشجار المداریة ، غیر أنها بأعداد قلیلة (کالموز ، المانجو ، الجوافة) .

2-    الضغط الجـوى والریـاح:

یتأثر مناخ لیبیا بتوزیع الضغط الجوى فى فصلى الصیف والشتاء على کل من الیابس والماء ، ففى فصل الشتاء یتکون على البحر المتوسط نطاق من الضغط المنخفض بسبب دفء میاهه مقارنة بالیابس الذى یقع تحت تأثیر الضغط المرتفع ، فتهب ریاح جنوبیة وجنوبیة غربیة جافة من الضغط المرتفع على الیابس باتجاه الضغط المنخفض الواقع على البحر، وکذلک تتأثر بالمنخفضات الجویة القادمة من المحیط الأطلسى إلى البحر المتوسط، حیث تهب معها ریاح شمالیة غربیة تتسبب فى سقوط رخات من المطر ، شکل رقم (7) .

 

 

المصدر : کامل حنا سلیمان ، مناخ جمهوریة مصر العربیة ، الهیئة العامة للأرصاد الجویة ، القاهرة ، 1978 ، ص 9 .

وفى فصل الربیع تستمر الانخفاضات الجویة، غیر أن عددها یبدأ فى التناقص التدریجى مع مرور الوقت ، وهذه الانخفاضات تتکون فوق الیابس وتعد السبب فى هبوب ریاح جنوبیة وجنوبیة غربیة شدیدة الجفاف ، إذ تصل درجة حرارتها إلى أکثر من 40 ْم ([24])، وکثیراً ما تکون محملة بالأتربة مما یسبب أضراراً بالغة الخطورة على الأشجار المثمرة فى منطقة الدراسة ، أما فى فصل الصیف فترتفع درجة الحرارة على الصحراء الکبرى بسبب تعامد الشمس على مدار السرطان ، حیث ینخفض الضغط تبعاً لذلک فى حین یکون البحر واقع تحت تأثیر الضغط المرتفع الأزورى الذى تهب منه الریاح الشمالیة والشمالیة الشرقیة الجافة التى تتسبب فى تلطیف درجة الحرارة خصوصاً بالمناطق الساحلیة، وفى هذه الفترة یندر ظهور المنخفضات الجویة إلى نهایة الصیف ، شکل رقم (8) ، وفى فصل الخریف تظهر الانخفاضات الجویة مرة أخرى بدرجة أکثر من فصل الصیف، وکثیراً ما تتسبب فى هبوب ریاح قویة تؤدى إلى ظهور السحب، وسقوط الامطار فى بعض الأحیان ([25]).

 

 

المصدر : کامل حنا سلیمان ،مرجع سبق ذکره ، القاهرة ، ص 10 .

ومن العرض السابق یتضح أن المنخفضات الجویة التى تتعرض لها البلاد ینتج عنها عدة إتجاهات وأنواع من الریاح أهمها: الریاح الشمالیة والشمالیة الغربیة الشتویة ، الریاح الشرقیة والشمالیة الشرقیة الصیفیة الجافة ، الریاح المحلیة "القبلی".

 

 

ومن خلال الجدولین رقم (2و3) یتضح أن :-

 

جدول رقم (2) المعدلات الشهریة والسنویة لسرعة الریاح "متر/ ثانیة " فی بعض المحطات المناخیة فی لیبیا للفترة " 1960 -2010"

المعدل

 السنوی

دیسمبر

نوفمبر

اکتوبر

سبتمبر

أغسطس

یولیو

یونیو

مایو

أبریل

مارس

فبرایر

ینایر

الشهر

المحطة

4.4

3.9

3.7

4.1

4.5

4.4

4.3

4.9

5.1

5.4

5.0

4.1

4.2

زوارة

4.5

4.2

4.1

3.9

5.5

4.0

4.2

4.9

5.2

5.2

5.0

4.3

4.5

طرابلس

4.5

4.9

4.4

4.3

4.1

3.8

3.7

4.3

4.9

5.3

5.4

4.8

4.9

سرت

3.1

2.3

2.6

2.6

2.7

3.0

3.3

3.4

3.6

3.9

3.7

3.2

2.6

اجدابیا

4.8

6.5

5.3

4.0

3.3

3.1

3.1

4.6

4.5

5.7

5.9

6.5

6.0

شحات

5.3

5.2

4.4

4.5

4.7

5.9

6.4

5.9

5.6

6.1

5.9

5.5

5.0

طبرق

3.5

3.3

2.7

2.9

3.0

3.6

3.9

3.9

4.1

4.5

4.3

3.7

3.4

جالو

4.7

5.2

5.2

4.8

4.7

4.0

4.5

4.4

4.5

5.0

4.7

5.8

4.2

غریان

3.9

3.1

3.2

3.9

4.1

4.1

4.3

4.5

4.3

4.7

4.1

3.7

3.1

الکفرة

4.6

3.5

4.1

4.5

4.7

4.7

5.0

5.4

5.7

5.5

5.1

9.1

3.9

سبها

المصدر: اعداد الطالبة استناداً الى بیانات مصلحة الارصاد الجویة , طرابلس.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جدول رقم (3) المعدلات الفصلیة والسنویة لسرعة الریاح "متر/ ثانیة " فی بعض المحطات المناخیة فی لیبیا للفترة " 1960 -2010"

المتوسط السنوى

الخریف

الصیف

الربیع

الشتاء

المتوسط الفصلی

4.4

4.1

4.5

5.1

4.0

زوارة

4.5

4.5

4.3

5.1

4.4

طرابلس

4.5

4.2

3.9

5.2

4.8

سرت

3.1

3.5

3.2

3.7

2.7

اجدابیا

4.8

3.9

3.6

5.3

6.4

شحات

5.3

4.5

6.0

5.8

5.2

طبرق

3.5

2.8

3.8

4.3

3.4

جالو

4.7

4.9

4.3

4.7

5.0

غریان

3.9

3.7

4.3

4.3

3.3

الکفرة

4.6

4.4

5.0

5.4

3.8

سبها

المصدر: اعداد الطالبة استناداً الى بیانات مصلحة الارصاد الجویة , طرابلس.

 

تعد سرعة الریاح معتدلة طوال العام حیث لا تتعدى " 4.5 متر/ثانیة " فی طرابلس غرباً کذلک الحال فی محطة سرت بنفس السرعة فی وسط البلاد, بینما تزداد شرقاً حیث تسجل فى شحات " 4.8 متر/ثانیة " لامتدادها على الجبل الاخضر.

فی حین تتناقص سرعة الریاح فی جالو لنحو " 3.5 متر/ثانیة " لامتداد المحطة فی وسط المنخفض الصحراوی, مما یساهم فی تناقص سرعة الریاح , بینما تزداد فی مدینة غریان لتصل الى " 4.7 متر/ثانیة " لوقوعها على الجبل الغربی, وتسجل فی سبها " 4.6 متر/ثانیة " لامتداد المدینة عموماً فی الصحراء المفتوحة مما یساعد على سرعة حرکة الریاح فیها ، کما یلاحظ ان الریاح تنشط وتزداد سرعتها أکثر خلال فصلى الربیع والصیف بسبب هبوب الریاح الجنوبیة المعروفة محلیاً بریاح القبلی ، بلغت سرعتها فی طبرق " 5.8, 6.0 متر/ثانیة "خلال الفصلین , بینما تتناقص فی الجنوب حتى تصل فی الکفرة الى " 4.3 متر/ثانیة " فی کلا الفصلین , وتزداد فی سبها فی الجنوب الى نحو " 5.0,5.4 متر /ثانیة "، فی حین تسجل أقل سرعة لها فی فصل الخریف وتظهر فی غریان بنحو " 4.9 متر/ثانیة " کأقصی سرعة لها , بینما تسجل أقل سرعة فی جالو نحو الى "2.8 متر/ثانیة"فی نفس الفصل.

ومن خلال العرض السابق یتبین أن للریاح تأثیراً کبیراً على الزراعة عموماً ، للریاح آثار مفیدة وأخرى ضارة على الأشجار المثمرة ، فمن الآثار المفیدة جلبها للسحب المؤدیة إلى سقوط الأمطار اضافة إلى حملها لحبوب اللقاح بین الأشجار ، ومن الآثار الضارة لها أن سرعتها الکبیرة تؤدى إلى سقوط الثمار وأحیاناً اقتلاع الأشجار، وکسر أفرعها ([26])، و الریاح فى منطقة الدراسة معتدلة السرعة وبالتالى فهى ملاءمة لزراعة مختلف أنواع الأشجار المثمرة ، بإستثناء الأیام التى تهب فیها ریاح القبلى وما تحمله معها من حرارة وأتربة تضر الاشجار والثمار.

3-    الامطـــار:

تعد الأمطارمن أهم عناصر المناخ المؤثرة والمحددة للانتاج الزراعى وخاصة البعلى([27])، ومن الجدول رقم (4) والشکلین رقم (9)و(10) یتبین : أن الأجزاء الشمالیة من البلاد هى أکثر الأجزاء أمطاراً بسبب هبوب الریاح الشمالیة الغربیة المحملة ببخار الماء ، اذ تستقبل ما بین 300-600 ملم کما  فى مدینة شحات على قمة الجبل الاخضر یهطل علیها ما یعادل "548" ملم سنویا ، ثم تأتى السهول الساحلیة التى تستقبل هى الآخرى کمیة من الأمطار تتراوح بین 300-400 ملم ، وتقل الأمطار على سواحل خلیج سرت فى الوسط وخلیج البومبة فى الشرق ؛ ویرجع سبب تناقصها فى الأولى إلى تراجع خط الساحل على هیئة قوس نحو الداخل وموازاته للریاح ، أما الثانیة فیرجع إلى وقوع الخلیج فى منطقة ظل الجبل الأخضر، وبالاتجاه جنوباً  یتناقص المطر حیث تظهر الصحراء التى تتصف بأمطارها الفجائیة والاعصاریة ، وتتراوح کمیاتها ما بین 50-10 ملم ([28]) سنویا

 

 

جدول رقم (4) المعدلات الشهریة والسنویة للمطر " ملم " فی بعض المحطات المناحیة فی لیبیا للفترة " 1960- 2010 "

المحطة

ینایر

فبرایر

مارس

ابریل

مایو

یونیو

یولیو

أغسطس

سبتمبر

اکتوبر

نوفمبر

دیسمبر

المعدل السنوی

زوارة

38.0

19.9

17.7

12.6

6.1

0.9

0.1

0.3

13.5

44.5

41.1

43.5

238

سرت

34.1

19.1

14.0

4.3

2.5

0.7

0.0

0.0

10.6

24.4

26.3

41.7

178

طبرق

35.5

20.5

10.2

3.7

1.8

0.0

0.0

0.0

0.3

12.8

14.6

29.6

129

المرج

99.1

58.0

42.0

16.3

4.3

0.5

0.0

0.1

2.8

30.0

36.3

77.6

367

شحات

133.7

90.7

65.7

23.0

8.0

3.1

0.6

1.1

11.5

60.4

60.1

125.4

548

جالو

1.3

1.1

1.1

0.8

0.7

0.0

0.0

0.0

0.1

1.4

1.2

1.2

9

غریان

67.7

50.7

54.0

37.0

11.1

3.3

0.0

0.3

17.3

45.7

37.2

45.8

370

الکفرة

0.4

0.3

0.05

0.1

0.2

0.0

0.0

0.2

0.1

0.06

0.03

0.07

2

سبها

1.3

0.9

0.5

0.5

1.1

0.3

0.0

0.0

0.2

0.3

1.1

1.0

8

غات

1.0

0.2

0.9

0.5

0.5

1.2

0.0

0.1

0.4

0.2

0.5

0.7

6

المصدر :أعداد الطالبة استناداً الى بیانات مصلحة الأرصاد الجویة ,  طرابس.

ومن خلال هذا العرض یلاحظ أن الأجزاء الشمالیة من البلاد أکثر أمطاراً مما یساعد علی ترکز زراعة ونمو الأشجار المثمرة بها ، ویقل تواجدها فى الأجزاء الجنوبیة لقلة أمطارها وتذبذبها من عام لآخر باستثناء المشاریع التى أقیمت فى الجنوب لاعتمادها على الرى من آبار المیاه الجوفیة.

4_الرطوبة النسبیة:

تعد الرطوبة النسبیة من العناصر المناخیة المؤثرة على زراعة الأشجار المثمرة، إذ أن ارتفاع نسبتها یساعد على نمو الأشجار جیداً ، ومن قراءة الجدول رقم (5) والشکل (11) یلاحظ : أن المناطق الساحلیة ترتفع فیها الرطوبة فى فصل الشتاء مقارنة بباقى المناطق خاصة الجنوبیة لابتعادها عن تأثیر البحر، ففى مدینة سرت على ساحل البحر سجلت متوسط سنوى بلغ 73.1"%" ، کذلک مدینة الخمس الواقعة على نفس الساحل سجلت "68.7%"، ویلاحظ التناقص فى الرطوبة النسبیة تدریجیاً ففى یفرن الواقعة على الجبل الغربى ومقارنة بالمنطقتین السابقتین الواقعتین على الساحل سجلت فیها 54.8% ، وتتناقص أکثر لتسجل فىغدامس 36.8% ، وفى غات تزداد فى التناقص لتصل إلى متوسط سنوى بلغ 21.8% ، نظراً لامتداد هذه المنطقة جنوباً وابتعادها عن مؤثرات البحر أکثر .

ومن خلال هذا العرض السابق یتضح أن ارتفاع نسبة الرطوبة فى نطاق الساحل یؤثر بالإیجاب علی نمو الأشجار المثمرة نمواً جیداً فى المناطق الساحلیة ، على العکس من الأجزاء الجنوبیة التى تنخفض بها معدلات الرطوبة مما ینتج عنه اختلال فى التوازن المائى للأشجار ، وبالتالى یؤدی إلى تناقص أعدادها مقارنة بالمناطق الشمالیة

 

المصدر : من إعداد الطالبة إعتماداً على بیانات الجدول (4) . باستخدام الحاسب الآلى برنامج (Arc map10.2)

 

شکل (10 ) المتوسط الشهرى لکمیة الأمطار المتساقطة فى لیبیا خلال الفترة (1960: 2010م)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: اعداد الطالبة اعتماداً علی بیانات الجدول (4).

 

جدول رقم (5) المعدلات الشهریة والسنوبة

 للرطوبة النسبیة " 0/0 " فی بعض المحطات المناخیة فی لیبیا للفترة " 1960 – 2010 "

المحطة

ینایر

فبرایر

مارس

ابریل

مایو

یونیو

یولیو

أغسطس

سبتمبر

اکتوبر

نوفمبر

دیسمبر

المعدل

 السنوی

زوارة

70

68

72

71

74

69

77

76

75

73

69

69

71.9

طرابلس

66

63

63

62

62

63

65

66

67

73

65

66

65.0

سرت

69

67

67

66

69

72

76

74

73

72

68

68

70.0

اجدابیا

71

65

59

52

50

50

61

63

60

62

65

70

60.6

شحات

78

74

71

61

56

55

66

70

70

72

73

76

68.5

جالو

56

49

45

38

35

34

39

41

42

49

53

57

44.8

غریان

62

58

54

48

42

35

35

37

46

53

57

65

49.3

الکفرة

41

32

26

20

19

19

21

22

26

30

38

41

27.9

سبها

48

39

33

27

24

22

25

27

30

35

43

47

33.3

غات

30

30

20

21

15

24

19

20

17

23

33

36

24.0

المصدر :  إعداد الطالبة استناداً الی بیانات مصلحة الارصاد الجویة , طراب

 

المصدر : من إعداد الطالبة إعتماداً على بیانات الجدول (5) . باستخدام الحاسب الآلى برنامج (Arc map10.2) .

ومن خلال دراسة عناصر المناخ المختلفة یتضح أنه یؤدى دوراً کبیراً ومؤثراً فى ترکز زراعة الأشجار المثمرة فى مناطق دون الأخرى، و تنوعها ما بین أشجار المناخ المعتدل الدافئ "الأجزاء الشمالیة"مثل اشجار(الزیتون،الموالح،العنب،الرمان،التین،اللوزیات،التفاح)،وأشجار المناخ المدارى" الأجزاء الوسطى والجنوبیة من البلاد"مثل اشجار(النخیل،انواع اخری ولکن باعداد قلیلة کالموز،المانجو،الجوافه).

 

سادساً: الموارد المائیة:

یعدالماء العامل الاساسی للزراعة،ویمکن حصر أهم مصادر المیاه فی لیبیا فیما یلی:

(1)  المیاه السطحیة:

 تمثل المیاه السطحیة سوى نسبة صغیرة حوالی 3% ([29]) من اجمالى الموارد المائیة، ونظراً لعدم وجود مجارى مائیة دائمة فى البلاد، فإن المیاه السطحیة تقتصر على تلک المیاه التى تسیل فی الأودیة عقب تساقط الأمطار ، ویقدر متوسط الجریان السطحى السنوى بحوالى 260 ملیون متر مکعب ، منها 100 ملیون میاه تحملها الأودیة المنحدرة شمالاً من  الجبل الغربی ، مقابل 20 ملیون م3  تسیل نحو الجنوب والجنوب الشرقى ، أما معدلات الجریان السطحى بودیان المنطقة الوسطى فتقدر بـ 60 ملیون م3 فى السنة مقابل 80 ملیون م3  بودیان منطقة الجبل الأخضر ([30]) ، کما توجد بعض الینابیع والعیون التى تجد میاهها سبیلاً إلى السطح لسبب جیولوجى أو آخر، الجدول رقم (6).

 

جدول (6) أهم العیون الرئیسیة ومتوسط انتاجها لتر/ثانیة فى لیبیا

اسم العین

الموقع

متوسط الانتاج (لتر/ثانیة)

تاورغاء

تاورغاء

2000

کعام

کعام

361

الزیانة

بنغازى

3580

بومنصور

جنوب درنة

190

الدبوسیة

شمال القبة

177

البلاد

وادى درنة

100

المصدر: الهیئة العامة للمعلومات، مرجع سابق، 2003، ص 54.

وقد تم اقامة العدید من السدود علی معظم الأودیة التی تسمح تکویناتها الجیولوجیة بذلک ، جدول رقم (7) .

 

 

 

 

 

 

 

 

جدول (7) أهم الودیان وموقعها وسعتها التخزینیة ومتوسط التخزین السنوى لها

السد

الموقع

السعة التخزینیة

"ملیون متر مکعب"

متوسط التخزین السنوى

"ملیون متر مکعب"

وادى القطارة

بنغازى

1.35

12

وادى مرقص

بنغازى

0.15

0.15

وادى زازا

راس الهلال

2

0.80

وادى درنة

العقودیة

1.15

1.0

وادى بومنصور

درنة

22.3

2.0

وادى جازف

سرت

2.40

0.30

وادى الزهاویة

سرت

2.80

0.70

وادى الزبد

سرت

2.60

0.50

وادى بنجواد

بن جواد

0.34

0.30

وادى المجنین

بن غشیر

58

10.0

وادى غان

شمال غریان

30

11.0

وادى زارت

الرابطة

8.6

4.5

وادى کعام

زلیطن

111

13

وادى لیدة

الخمس

5.2

3.4

وادى تبریت

زلیطن

1.6

0.50

وادى الذکر

زلیطن

1.6

0.50

المصدر: الهیئة العامة للمعلومات، 2003، مرجع سبق ذکره ، ص 54 .

 

(2) المیـاه الجوفیــة:

یقصد بالمیاه الجوفیة تلک المیاه المخزونة فى باطن الأرض على شکل خزانات مائیة فى بعض الطبقات الصخریة، ومصدر هذه المیاه هو تسرب میاه الأمطار القدیمة من عصر البلایستوسین من خلال حبیبات التربة وشقوق الصخور. والمیاه الجوفیة تعد من أهم الموارد المائیة المستغلة فى لیبیا وذلک نظراً لعدم وجود مجار مائیة دائمة بها من ناحیة، وقلة أمطارها من ناحیة اخرى . وتقسم الخزانات المائیة الجوفیة فى لیبیا إلى خمسة أحواض مائیة کالأتی:

أ‌-       حوض سهل الجفارة/ کمیة المیاه المتاحة للاستغلال250ملیون م3/سنة

ب‌-   حوض الحمادة الحمراء/کمیة المیاه المتاحة للاستغلال400ملیون م3/سنة

ج- حوض الجبل الاخضر/ کمیة المیاه المتاحة للاستغلال250ملیون م3/سنة

د- حوض مرزق/ کمیة المیاه المتاحة للاستغلال 1800 ملیون م3/سنة

ه-حوض الکفرة والسریر/کمیة المیاه المتاحة للاستغلال1800ملیون م3/سنة([31]

 

 

 

 

 

المصدر: إعداد الطالبة استناداً إلى الهادی أبو لقمة، الجماهیریة دراسة فی الجغرافیا، مرجع سابق، ص 215.

(2) المیاه المعاد استخدامها "میاه التنقیة":

مع زیادة عدد سکان المدن تزداد کمیة المیاه المستعملة وبمعالجة هذه المیاه وتنقیتها، یمکن أن تستعمل مرة أخرى فى الأغراض الزراعیة "رى الأشجار المثمرة" .

وقد تم انشاء العدید من محطات تنقیة میاه الصرف الصحى فى مختلف أنحاء البلاد، حیث بلغ عددها 20 محطة بطاقة تصمیمیة تقدر بنحو 125.03 ألف م3/ یومیاً أی حوالى 45.84 ملیون م3/سنة([32]) ورغم أن هذه النوع من المیاه یعطى للمزارع مجاناً، إلا أن الإقبال على استعمالها بسیط جداً، نظراً لأن محاصیل الأشجار المرویة بهذه المیاه لا تجد اقبالاً على شرائها من قبل المواطنین، ویرى الباحث ان هذه المیاه یجب ان تستخدم لری الحدائق العامة ورش الطرق والاستخدام فی محطات البنزین لغسیل السیارات حیث ان بها ضرر علی صحة الانسان.

  • ·        مشروع النهر الصناعى:

یعد مشروع النهر الصناعى ، ذو أهمیة کبیرة نظراً لدوره فى تخفیف الضغط على المیاه الجوفیة سواء فى الاستعمالات المنزلیة أو للأغراض الزراعیة ، فهذا المشروع أقیمت علیه الکثیر من مشاریع زراعة الأشجار المثمرة ، ویهدف إلى نقل کمیات من المیاه الهائلة المدفونة فى باطن الصحراء فى جنوب البلاد من مناطق السریر وتازربو والکفرة فى الجنوب الشرقى، وجبل الحساونة فى الجنوب الغربى إلى المناطق الساحلیة المأهولة بالسکان ، وبدأ العمل فى تنفیذ هذا المشروع عام 1984، الشکل رقم (14) یوضح مراحل مشروع النهر الصناعی.

وبناءا على الدراسات التى أجریت على المشروع فإنه ستکون له آثار ایجابیة مباشرة، وعن عدد مزارع الأشجار المثمرة التى یمکن اقامتها حسب هذه المعلومات فتبلغ 37 ألف مزرعة فى حدود 5 هکتارات مرویة ([33]) .

ومن خلال هذا العرض یتضح أن للمیاه دوراً أساسیا فى التأثیر على زراعة الأشجار المثمرة من حیث نموها وجودة ثمارها ، کما أنها لها تأثیر على التربة ، حیث أن الرى باستمرار بالمیاه المالحة ینتج عنه تملح التربة ، وبالتالى یؤثر على الأشجار فى نموها وانتاجها ونظراً لتدنى مستویات هطول الأمطار فى معظم أنحاء البلاد باستثناء المنطقة الساحلیة، وتدهور منسوب المیاه الجوفیة نتیجة السحب المفرط لها ، فى بعض الأجزاء الشمالیة الأکثر ازدحاماً سکانیاً وملاءمة لزراعة الأشجار المثمرة فى نفس الوقت ، فإن ذلک نتج عنه أن اتجه بعض المزارعین إلى سعیهم لاختیار أنواع محددة من الأشجار المثمرة التى باستطاعتها التکیف والتأقلم مع ظروف البیئة المحلیة ، فاتجه بعض المزارعین لزراعة أشجار النخیل والزیتون والعنب والتین لمحدودیة متطلبات هذه الأشجار من الماء والغذاء على العکس بالجنوب حیث تتوفر المیاه الجوفیة لذا یلاحظ الاهتمام مؤخراً بانشاء مزارع الأشجار المثمرة فى هذا الجزء من البلاد، حیث تعتمد زراعة هذه الأشجار على الرى بالمیاه من الآبار الجوفیة ، الأمر الذى ساهم فى التوسع فى زراعة أنواع مختلفة من الأشجارالمثمرة .

 

المصدر : أطلس نظم المعلومات الجغرافیة اللیبیة .      

 

 

 

 

 

 

النتائج والتوصیات

اولا/ النتائج:

1_ سیادة التکوینات الرملیة علی مساحة کبیرة من البلاد یشکل خطراً علی زراعة الاشجار المثمرة فی وسط وجنوب منطقة الدراسة.

2_ التربة فی الاجزاء الشمالیة اکثر ملائمة لزراعة الاشجار المثمرة من الوسط والجنوب ، کذلک معدل الامطار المتساقطة یزید فی الشمال عنها فی الجنوب ،مایعلل ترکززراعة العدد الاکبر من هذه الاشجار فی الاولی اکثر من الثانیة.

3_ الاستهلاک المفرط للمیاه الجوفیة فی ری الاشجار المثمرة وغیرها من المحاصیل الزراعیة ،نجم عنه تدنی منسوب هذه المیاه فی الجنوب، وتداخلها مع میاه البحر فی الشمال.

 

 ثانیا/ التوصیات:

1_ اتخاذ التدابیر اللازمة للحد من زحف الرمال علی مزارع الاشجار المثمرة فی وسط وجنوب منطقة الدراسة،کأقامة مصدات الریاح بالقرب من سطح التربة،والاحتفاظ بالغطاء النباتی لأطول مدة ممکنة،والحد من عملیات الخدمة الزائدة فی الترب الرملیة"الحرث السطحی بامشاط عریضة مسطحة".

2_ الاهتمام بالتربة باتباع برنامج تسمیدی یعوض العناصر الغذائیة التی تستنفذها محاصیل الاشجار المثمرة مع عدم اهمال التسمید العضوی.

3_ فرض الرقابة الحازمة من جهات الاختصاص بالنسبة لحفر الابار،واتباع اسالیب الری الحدیثة والمؤفرة للمیاه کالری بالتنقیط.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



([1]) أمین المسلاتى ، التطور الجیولوجى والتکتونى ، الجماهیریة دراسة فى الجغرافیا ، تحریر الهادى بولقمة وسعد القزیزى، الدار الجماهیریة للنشر والتوزیع والإعلان ، ط1 ، طرابلس ، 1995 ، ص 63.

([2]) خالد رمضان بن محمود، الترب اللیبیة، مرجع سبق ذکره ، ص ص 136 : 137.

[3])) محمد المبروک المهدوى، جغرافیة لیبیا البشریة، منشورات جامعة قاریونس، 1998، ص 31.

([4]) فتحى احمد الهرام، التضاریس والجیومورفولوجیا ،الجماهیریة دراسة فى الجغرافیا،، تحریر الهادى أبو لقمة وسعد القریرى، الدار الجماهیریة للنشر والتوزیع والاعلان ، سرت ، 1995، ص 101.

([5]) محمد المبروک المهدوى، جغرافیة لیبیا البشریة، مرجع سبق ذکره ، ص 35.

([6]) جودة حسنین جودة ، أبحاث فى جیمورفولوجیة الأراضى اللیبیة ، منشورات الجامعة اللیبیة، کلیة الآداب ، بنغازى ، 1973، ص 43.

([7]) أبو القاسم محمد العزابى، الطرق والنقل البرى والتغیر الاجتماعى والاقتصادى فى الجماهیریة العربیة اللیبیة، طرابلس ، المنشأة التعبئة والنشر والتوزیع والاعلان والمطابع ، طرابلس ، 1981، ص 43.

([8]) سالم محمد الزوام ، الجبل الاخضر، دراسة فى الجغرافیا الطبیعیة، منشورات جامعة قاریونس ، کلیة الآداب ، بنغازى، ص 35.

([9]) حسین مجاهد مسعود ، جغرافیة لیبیا، دار الفسیفساء للطباعة والنشر ، طرابلس ، 2011 ، ص 41 .

([10]) محمد المبروک المهدوى، جغرافیة لیبیا البشریة، مرجع سبق ذکره ، ص 38 .

([11]) فتحى أحمد الهرام، الجماهیریة دراسة فى الجغرافیة، مرجع سبق ذکره ، ص 139.

([12]) محمد المبروک المهدوى، جغرافیة لیبیا البشریة، مرجع سبق ذکره ، ص 89 .

([13]) فتحى أحمد الهرام ، نفس المرجع ، ص 133.

([14]) Bridges, E.M.: "World Soil", Cambridge University Press, Great Britain, 1970, P 17.

([15]) ابریک أبوخشیم، الغطاء الحیوى، الجماهیریة دراسة فى الجغرافیا، مرجع سبق ذکره ، ص 247.

([16]) خالد رمضان بن محمود، الترب اللیبیة ، مرجع سابق ، ص ، 194.

([17]) Gefli,. Soil and water resources survey for hydro-agricultural development. Eastern zone. Council for Agricultural development. Libya. vol5. (section3: text, annexes and illustration). (AW-50) 1972 , , P27.

([18])Selkhozprem export soil studies (eastern zone and western  Zone) Tripoli. 1978 , PP 65-78.

([19]) ابریک أبوخشیم ، الغلاف الحیوى، مرجع سبق ذکره ، ص 251.

([20]) خالد رمضان بن محمود، عدنان رشید الجندیل، دراسة التربة فى الحقل، منشورات جامعة الفاتح ،طرابلس ،1984، ص 216.

([21]) ایریک أبوخشیم ، الغلاف الحیوى، نفس المرجع ، ص 254.

([22]) خالد بن محمود، عدنان الجندیل، دراسة التربة فى الحقل، مرجع سبق ذکره ، ص 223.

([23]) Grigg David: an Introduction to Agricultural Geography, Second Edition, rout ledge, London, 1995, P 19.

([24]) سالم الحجاجى، لیبیا الجدیدة، مجمع الفاتح للجامعات، طرابلس، الطبعة الأولى، 1989، ص 99.

([25]) حسن الجدیدى، الزراعة المرویة وأثرها على استنزاف المیاه الجوفیة فى شمال غرب سهل الجفارة، الدار الجماهیریة للنشر والتوزیع والاعلان، الطبعة الأولى ، طرابلس ، 1986 ، ص 69.

([26]) محسن محارب عواد، محمد سالم ضوء، مدخل إلى الجغرافیة الزراعیة، دار شموع الثقافة، الزاویة، الطبعة الأولى، 2002، ص 67.

([27]) Chang, Jan, Climate and agricultural an Ecological survey, Chicago, Aldine publishing, 1968, P 118.

([28]) محمد المبروک المهدوى، جغرافیة لیبیا البشریة، مرجع سابق، ص ص 63 : 64.

([29]) م. ریما إبراهیم حمدان، سیاسات إدارة الموارد المائیة فی لیبیا، المنظمة اللیبیة للسیاسیات والاستراتیجیات، 2007، ص6.

([30]) على عیاد بقص، تفنیات المیاه فى الحاضر والمستقبل، تقریر الهیئة العامة للمیاه، طرابلس، لیبیا، 1998، ص 5.

([31]) الهیئة العامة للمیاه، دراسة الوضع المائی بلیبیا والإستراتیجیة الوطنیة لإدارة الموارد المائیة للفترة من 2000-2025 ، الجزء الأول ، الملخص التنفیذی، الکانون، 1999م، ص16.

([32]) الأمین المذکور الزوام , دراسة اقتصادیة للعوامل المؤثرة على انتاج واستهلاک اهم محاصیل الحبوب فى الجماهیریة اللیبیة , رسالة ماجستیر غیر منشورة , کلیة الزراعة , جامعة الاسکندریة , 2003 , ص81

([33]) محمد المبروک المهدوى، مجلة عالم المیاه، السنة السابعة، العدد 24، دیسمبر 1983، ص 34.

المراجع والمصادر
اولا:المراجع باللغة العربیة
1-  ابریک عبد العزیز بوخشیم ، الغلاف الحیوی "الجماهیریة دراسة فی الجغرافیة" ، الدار الجماهیریة للنشر والتوزیع والاعلان ، الطبعة الأولی ، 1995.
3-  الأمین المذکور الزوام , دراسة اقتصادیة للعوامل المؤثرة على انتاج واستهلاک أهم محاصیل الحبوب فى الجماهیریة اللیبیة , رسالة ماجستیر غیر منشورة , کلیة الزراعة ,  جامعة الاسکندریة , 2003 .
4-  الأمین المسلاتی ، التطور الجیولوجی والتکتونی "الجماهیریة دراسة فی الجغرافیا" ، الدار الجماهیریة للنشر والتوزیع والاعلان ، الطبعة الأولی ، 1995.
5-  أبو القاسم محمد العزابى، الطرق والنقل البرى والتغیر الاجتماعى والاقتصادى فى الجماهیریة العربیة اللیبیة، طرابلس، المنشأة للتعبئة والنشر والتوزیع والاعلان والمطابع، 1981 .
6-  جودة حسنین جودة، أبحاث فى جیومورفولوجیة الأراضى اللیبیة ، منشورات الجامعة اللیبیة ، کلیة الآداب ، بنغازى ، 1973.
7-  حسن الجدیدى، الزراعة المرویة وأثرها على استنزاف المیاه الجوفیة فى شمال غرب سهل الجفارة، الدار الجماهیریة للنشر والتوزیع والاعلان، الطبعة الأولى، 1986، ص 69.
8-     حسین مجاهد مسعود ، جغرافیة لیبیا، دار الفسیفساء للطباعة والنشر، طرابلس ، 2011
9-  خالد رمضان بن محمود، الترب اللیبیة "تکوینها، تصنیفها، خواصها، إمکانیاتها الزراعیة" ، الهیئة القومیة للبحث العلمى ، ط 1، طرابلس ، 1995.
10-خالد رمضان بن محمود ، عدنان رشید لجندیل، دراسة التربة فى الحقل، منشورات جامعة الفاتح ، طرابلس ، 1984.
11-سالم الحجاجى، لیبیا الجدیدة، مجمع الفاتح للجامعات، طرابلس، الطبعة الأولى، 1989.
12-سالم محمد الزوام ، الجبل الأخضر ، دراسة فى الجغرافیا الطبیعیة، منشورات جامعة قاریونس، کلیة الآداب ، بنغازى .
13-على عیاد بقص، تفنیات المیاه فى الحاضر والمستقبل، تقریر الهیئة العامة للمیاه، طرابلس، لیبیا، 1998 .
14-فتحى احمد الهرام، التضاریس والجیومورفولوجیا ،الجماهیریة دراسة فى الجغرافیا ، تحریر الهادى أبو لقمة وسعد القریرى، الدار الجماهیریة للنشر والتوزیع والاعلان ، طرابلس ، 1995 .
15-محسن محارب عواد، محمد سالم ضوء، مدخل إلى الجغرافیة الزراعیة، دار شموع الثقافة، الزاویة، الطبعة الأولى، 2002، ص 67.
16-محمد المبروک المهدوى ، جغرافیة لیبیا البشریة ، منشورات جامعة قاریونس ، 1998.
17- --------------، مجلة عالم المیاه، السنة السابعة، العدد 24، دیسمبر 1983.
18-یسرى الجوهرى ، جغرافیة المغرب العربى ، مؤسسة شباب الجامعة ، الأسکندریة ، 2001 ، ص 230 .
19-ریما إبراهیم حمدان، سیاسات إدارة الموارد المائیة فی لیبیا، المنظمة اللیبیة للسیاسیات والاستراتیجیات، 2007.
 
 
 
 
ثانیا:المراجع باللغة الاجنبیة
20-Bridges,em:"world soil" ,Cambridge university press ,creatbntain, 1970.
21-Chang jan, climate and agricultural an ecological survey, Chicago, aldine pubhishing,1968.
22-GEFLI,. Soil and water resources survey for hydro-agricultural development. Eastern zone. Council for Agricultural development. Libya. vol5. (section3: text, annexes and illustration). (AW-50) 1972
23-Grigg david:an introduaction to agricultural geography,second edition routledge,London, 1995.
24-Journal of African Earth Sciences ,Volume 79, March 2013, Pages 74–97 http://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S1464343X12002233
25-Selkhozprem export soil studies (eastern zone and western Zone) Tripoli, 1978 .
ثالثا: المصادر
1-    الهیئة العامة للمعلومات ،طرابلس،2003.
2-    الهیئة المصریة العامة للمساحة ،خریطة لیبیا مقیاس 1.750.000:1،اعتماداً علی المرئیات الفضائیة لاندسات 7(ETM+)، من اعداد الشرکة المصریة للاعمال المساحیة وانتاج الخرائط ،القاهرة ،عام 2005م.
3-    أمانة التخطیط ، مصلحة المساحة،الأطلس الوطنی للجماهیریة العربیة اللیبیة الشعبیة الاشتراکیة ،خرائط مقیاس10.000.000:1،عام1978.
4-    مصلحة الأرصاد الجویة ،طرابلس ،بیانات المناخ خلال الفترة (2010:1960م)
 
5-    الهیئة العامة للمیاه، دراسة الوضع المائی بلیبیا والإستراتیجیة الوطنیة لإدارة الموارد المائیة للفترة من 2000-2025 ، الجزء الأول ، الملخص التنفیذی، الکانون، 1999م.