نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
علم النفس، کلية البنات ، جامعة عين شمس
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
مقدمـة البحث:
التسامح مفهوم یعنی العفو عند المقدرة، وعدم ردّ الإساءة بالإساءة، والترفّع عن الصّغائر، والسُّموّ بالنّفس البشریّة إلى مرتبة أخلاقیّة عالیة، والتسامح کمفهوم أخلاقیّ اجتماعیّ دعا إلیه کافه الرسل والأنبیاء والمصلحین؛ لما له من دور وأهمیّة کبرى فی تحقیق وحدة، وتضامن، وتماسک المجتمعات، والقضاء على الخلافات والصّراعات بین الأفراد والجماعات، والتسامح یعنی احترام ثقافة وعقیدة وقیم الآخرین، وهو رکیزة أساسیّة لحقوق الإنسان، والدیمقراطیة والعدل، والحریات الإنسانیّة العامّة. ولیس التسامح فقط من أجل الآخرین، ولکن من أجل أنفسنا وللتخلّص من الأخطاء التی قمنا بها، والإحساس بالخزی والذنب الذی قد نکون لا زلنا نحتفظ به داخلنا، التسامح فی معناه العمیق هو أن نسامح أنفسنا.
وتتمثل أهمیة التسامح فی کونه ذا بُعد وجودی، أی ضروری لاستمرار حرکة الحیاة، وذلک لا یتم بمنأى عن التربیة لما لها من قوة التأثیر فی توجیه مسارات لفرد وتفکیره وسلوکه نحو اتجاهات معینة، ولکونها عملیة اجتماعیة هادفة قادرة على أن تسهم فی إقامة علاقات یسودها التسامح (نادیة جمال الدین: 1998، 23- 24).
وهو الأمر الذی أکده التربویون بضرورة الاهتمام بذلک المفهوم فی المرحلة الثانویة، لأن الطلاب فی تلک الفترة ینمون قدرتهم على تطبیق المبادئ المجردة للمواقف الصعبة على المواقف المحسوسة، ویکون لدیهم فضول نحو القضایا الدولیة الهامة بوصفهم أعضاء فی المجتمع العالمی یعملون ویتعاملون مع الآخرین ویتأثرون بهم ویؤثرون فیهم (علی جودة ، 2008 ، 259).
وفی هذا الإطار تُعد المناهج الدراسیة الأداة التی یتحقق بها ترجمة الفلسفة التربویة إلى أسالیب تدریس وإجراءات تأخذ طریقها لتنشئة وتکوین المواطن الصالح، ومناهج التاریخ نظراًً لطبیعتها یُمکن أن تُسهم فی تشکیل وعی الفرد وتوجهاته على نحو قد یُنمی التعصب ویغذیه أو لتشکیل فرد متزن مُبصر قادر على النهوض بنفسه وبمجتمعه یتصف بالتسامح والاعتدال فی کافة شئون الحیاة (علی الجمل: 2000، 73).
کما توجه نظر المتعلم إلى أن العالم یُمثل وحدة واحدة متکاملة الأجزاء ینبغی أن تتعاون مع بعضها البعض لما فیه فائدة للمجتمع وصالح للبشریة (رضا هندی: 1989، 4).
وهناک العدید من اللدراسات التی أهتمت بالتسامح ؛ ومن هذه الدراسات دراسة بروکس Brooks (2008) حیث تناولت تعلیم التسامح من خلال تدریس مقرر السیاسات المقارنة وأثر ذلک فی التفاعل الاجتماعی والسیاسی مع البلدان الأخرى والتسامح معهم. وأکدت نتائج البحث على أن دراسة السیاسات المقارنة للبلدان المختلفة یؤدی إلى ارتباط معرفی موجب بهذه البلاد. وترتبط نتائج هذه البحث مع نتائج البحث التی قام بها بروکس Brooks (2005) حیث بینت دراسته أن إلقاء الضوء علی التاریخ والثقافات والمجتمعات حول العالم له تأثیر علی تنمیة قیمة التسامح بین المجتمعات من خلال فهم السیاسات والثقافات الخاصة بکل مجتمع.
وسعت دراسة بازیت وآخرون Bassett, et al. (2008) إلى استخدام لعب الدور لدى طلاب الجامعة فی تنمیة التسامح وذلک من خلال تقدیم سیناریو للفرد الضحیة Victim المساء إلیه والفرد المسیء- المهین Offender، وبینت نتائج البحث فعالیة لعب الدور فی تنمیة التسامح.
وأسفرت نتائج دراسة جاکسون وآخرون Jackson, et al (2005) عن فعالیة استراتیجیات المواجهة المعرفیة لدى طلاب الجامعة والتی تضمنت تجاهل الموقف المؤلم، وتغییر التفکیر عن الموقف المؤلم ومواجهة الذات فی خفض الشعور بالألم والقدرة علی التحمل للمواقف الضاغطة والمؤلمة مما یؤدی إلى تنمیة التسامح.
وأظهرت دراسة ساهین Sahin (2004) لدى طلاب الجامعة الحاجة الملحة علی تنمیة التسامح فی المجتمع المدنی الحدیث، وذلک لوجود الاختلافات بین الأفراد فی الأطر الخلقیة والأیدیولوجیة، مما أدى إلى وجود صراعات وضغوط بین الأفراد تحتاج إلی تنمیة التسامح بین الأفراد، وتتفق هذه الدراسة مع دراسة لانجوی Languay (2002) التی بینت أن أسلوب الحیاة الحدیثة والمدنیة الحدیثة بما تحمله من تکنولوجیا أدت إلى انخفاض التسامح بین الناس عما کان فی الحیاة الکلاسیکیة.
وتوصلت نتائج دراسة دیفلی Devilly (2004) إلى فعالیة العلاج المعرفی السلوکی وفنیة إعادة البناء المعرفی فی تنمیة التسامح وخفض اضطرابات ما بعد الصدمة، وخفض مشاعر الضیق والألم لدى طلاب الجامعة.
فقضیة التسامح من القضایا المهمة التی تتعلق بالمجتمع بصفة عامة والشباب بصفة خاصة الذین هم مستقبل وأمل أی مجتمع فنحن جمیعاً نهدف إلى إقامة بلد قوی محصن بالقیم والمثل العلیا، وکل هذا لا یتحقق بدون قیم قویة تسانده بعیداً عن الصراعات النفسیة حتى تساعد الفرد على الاعتماد على نفسه وتقویم شخصیته الذاتیة.
کما یعتبر التسامح لدى طلاب الجامعة على درجة کبیرة من الأهمیة لما لها من آثار مباشرة على المنظومة الاجتماعیة والأمن القومی، فالفرد فی أشد الحاجة إلى غیره من الناس بالشعور بأنه ینتمی إلى جماعة وفی حاجة إلى أن یحب غیره ویشعر أنه محبوب من غیره ، فمن الحاجات الهامة أنه ینتمی إلى أسرة أو جماعة من الأصدقاء أو جماعة مهنیة أو مدرسة معینة أو وطن معین وأن بانتمائه لهذه الجماعات وان تعتز الجماعة بحبه وانتمائه إلیها.
ومن خلال استقراء الدراسات السابقة ، فإنه لاتوجد دراسة فی المجتمع الکویتی –فی حدود اطلاع الباحث- قد تناولت تنمیة التسامح لدى طلاب الجامعة ، حیث أن تنمیة التسامح لدى طالب الجامعة الکویتی هو مطلب سیکولوجی تتطلبه حیاته النفسیة، فإن الاهتمام بالتربیة السیکولوجیة یرفع من درجة التسامح لدى الطلاب ویمنحهم آفاق واسعة للتفکیر وممارسات إیجابیة فی حیاتهم .
مشکلة البحث وأسئلته
فی ضوء ما سبق ؛ یسعی البحث الحالی إلى الإجابة عن الأسئلة التالیة:
3- أهداف البحث :
یهدف البحث الحالی إلى تنمیة التسامح وأبعاده (التسامح مع الذات – التسامح مع الاخرین – التسامح مع المواقف غیر المتحکم فیها) والدرجة الکلیة ببرنامج معرفی سلوکی لطلاب الجامعة بکلیة التربیة بالکویت بالفرقة الثانیة والثالثة شعبة التاریخ اللغة العربیة واللغة الانجلیزیة.
4- أهمیة البحث : تتمثل أهمیة هذا البحث فی جانبین:
أولا: الأهمیة النظریة:
1- تزوید المکتبة العربیة بدراسة هامة عن تنمیة التسامح لطلاب الجامعة.
2- تکمن أهمیة البحث فی کونها من الدراسات الهامة التی تتناول التسامح فی المجتمع الکویتی حیث لم تتناول الدراسات السابقة فی المجتمع الکویتی فی حدود إطلاع الباحث.
4- إعداد مقیاس للتسامح لدى لطلاب الجامعة بالکویت کإضافة هامة لمکتبة القیاس النفسی.
ثانیا: الأهمیة التطبیقیة:
1- تکمن أهمیة الجانب التطبیقی للدراسة فی مدى استفادة العاملین فی مجال التنمیة البشریة والإرشاد النفسی والصحة النفسیة فی تنمیة وتطویر التسامح لطلاب الجامعة.
2- کما تکمن أهمیة الجانب العملی فی بناء برنامج لتنمیة التسامح على أسس نفسیة تربویة ، بفنیات متنوعة سلوکیة ونفسیة ومعرفیة یمکن استخدامه مع مجموعات أخرى من طلاب الجامعة.
3- إعداد برنامج معرفی سلوکی بهدف تنمیة التسامح لدى لطلاب الجامعة بالکویت وقد یسمح بإعادة محاولة تطبیق هذا البرنامج على عینات أخرى من طلاب المرحلة الثانویة.
5 - المصطلحات الإجرائیة للدراسة:
* التسامح
یعرف الباحث إجرائیاً التسامح بأنه "مکون معرفی وجدانی سلوکی، یتضح فی توافق الطالب مع ذاته واحترامه، وتحمل وقبول، واحترام اختلافات الآخرین عنه، وتجنب الغضب والعنف، والعفو عمن یسیء إلیه" . ویتحدد بالدرجة التی یحصل علیها الطالب على المقیاس المستخدم فی البحث.
ویضم ثلاثة أبعاد:
البعد الأول: التسامح مع الذات: ویعبر عن تساهل الطالب مع ذاته من خلال تحملها والصبر علیها ومقاومة نزعاته السالبة والعفو عن هفواتها ، ویتحدد بالدرجة التی یحصل علیها الطالب على المقیاس المستخدم فی البحث
البعد الثانی: التسامح مع الأخرین: ویعبر عن تساهل الطالب مع الأخرین من خلال تحملهم والتحاور معهم والتغاضی عن أخطائهم غیر الفادحة ، ویتحدد بالدرجة التی یحصل علیها الطالب على المقیاس المستخدم فی البحث
البعد الثالث: التسامح مع المواقف: ویعبر عن تساهل الطالب مع المواقف الصعبة التی یمر بها ومحاولة امتصاص تلک المواقف ومواجهاتها ، ویتحدد بالدرجة التی یحصل علیها الطالب على المقیاس المستخدم فی البحث
- الدراسات والبحوث السابقة
وتکونت عینة الدراسة من: (498) طالباً وطالبة وآبائهم وأمهاتهم.
تمثلت أدوات الدراسة فی: مقیاس التسامح الأسری ومقیاس ضبط الذات.
وأسفرت نتائج الدراسة عن:
" العلاقة بین التسامح الأسری والتعاطف وبین احترام الذات المتضخم والاکتئاب".
هدفت هذه الدراسة إلى بحث العلاقة بین التسامح الأسری والتعاطف وبین درجات أو مستویات النرجسیة والغرور (احترام الذات المتضخم) والاکتئاب.
وتکونت عینة الدراسة من (232) طالبا من طلاب الجامعة (78) طالب و(153) طالبة.
وتمثلت أدوات الدراسة فی:
ولقد أسفرت الدراسة عن النتائج التالیة:
وکذلک دراسة (Ali Akbar, Bagher Ghobary 2010): بعنوان: " العلاقة بین التسامح الإلهی وسلوکیات الوسواس القهری لدى طلاب الجامعات".
هدفت هذه الدراسة إلى تحقیق فی العلاقة بین التسامح الإلهی (تسامح الله) وسلوکیات الوسواس القهری لدى طلاب الجامعة.
تکونت عینة الدراسة من : (464) طالبا من جامعات العلوم الطبیة الإیرانیة.
وتمثلت أدوات الدراسة فی: مقیاس الوسواس القهری واستخدام مقیاس (Lawrence, 1997) لحصر الصور عن الله.
وکشفت النتائج عن:
هدفت هذه الدراسة إلى النظر فی العلاقة بین جودة الحیاة والتسامح الدینی والصحة العامة لدى طلاب جامعة یابو للعلوم الطبیة.
وتکونت عینة الدراسة من (155) طالب تم اختیارهم بطریقة العینة الطبقیة من جامعة یابو للعلوم الطبیة.
وتمثلت أدوات الدراسة فی استبیان الصحة العامة (CHQ) أو استبیان جودة الحیاة لمنظمة الصحة العالمیة، واستبیان التوجه والتسامح الدینی.
وأشارت النتائج إلى:
بعنوان: " التسامح الدینی للطلاب الذین یعانون من اضطرابات الصحة النفسیة".
هدفت هذه الدراسة إلى بحث التسامح الدینی للطلاب الذین یعانون من اضطرابات الصحة النفسیة فی جامعة أزاد الإسلامیة بالأهواز.
شملت العینة (300) طالب وطالبة (150 بنین، 150 بنات) تم اختبارهم بشکل عشوائی.
وتمثلت الأدوات فی: استبیان التسامح الدینی، استبیان الصحة العامة (GHQ-28).
أکدت النتائج وجود علاقة سلبیة ذات دلالة بین التسامح الدینی واضطراب الصحة النفسیة.
واستخلص الباحث من عرض الدراسات السابقة :
- فروض البحث و تتمثل فروض البحث على النحو التالی:
1- تختلف متوسطات درجات المجموعة التجریبیة فی القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس التسامح.
2- تختلف متوسطات درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة فی القیاس البعدی على مقیاس التسامح.
3- تختلف متوسطات درجات المجموعة التجریبیة فی القیاسین البعدی والتتبعی على مقیاس التسامح.
- منهج البحث: یعتمد البحث الحالی على المنهج التجریبی. وفی ضوء الهدف من هذه الدراسة الذی یتحدد فی"فعالیة برنامج معرفی سلوکی لتنمیة التسامح لدى طلاب الجامعة بالکویت"، فقد تم استخدام طریقة المجموعتین المتکافئتین، حیث یتعرض أفراد المجموعة التجریبیة للمتغیر التجریبی (البرنامج المستخدم فی الدراسة)، فی حین لا یتعرض أفراد المجموعة الضابطة للبرنامج، وتتم المقارنة بین نتائج المجموعتین على أساس القیاس القبلی والبعدی لکل مجموعة ثم القیاس التتبعی للمجموعة التجریبیة.
- عینـة البحث
حیث تم التحقق من التکافؤ بین أفراد المجموعتین فی القیاس القبلی فی مقاییس التسامح وعلى المتغیرات الوسیطة (العمر الزمنی، والمستوى الاجتماعی، الثقافی):
جدول (1) الفروق بین متوسطی رتب درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة فی القیاس القبلی على مقیاس التسامح وعلى المتغیرات الوسیطة (العمر الزمنی، والمستوى الاجتماعی، والثقافی)
المقیاس |
المجموعة |
ن |
متوسط الرتب |
مجموع الرتب |
معامل مان ویتنى U |
قیمة Z |
مستوى الدلالة |
|
|
العمر الزمنی بالأشهر |
التجریبیة |
10 |
10.75 |
107.50 |
47.5 |
0.196 |
غیرداله |
الضابطة |
10 |
10.25 |
102.50 |
|||||
المستوى.الاجتماعی الاقتصادی |
التجریبیة |
10 |
10.10 |
101.00 |
46 |
0.317 |
غیرداله |
|
الضابطة |
10 |
10.90 |
109.00 |
|||||
التسامح |
التجریبیة |
10 |
10.10 |
101.00 |
43 |
0.479 |
غیرداله |
|
الضابطة |
10 |
10.90 |
109.00 |
یتضح من الجدول (1) عدم وجود فرق دال إحصائیا بین متوسطی رتب درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة فی القیاس القبلی على مقیاس التسامح وعلى المتغیرات الوسیطة (العمر الزمنی، والمستوى الاجتماعی، الثقافی).
- أدوات البحث:للتحقق من فروض البحث استخدم الباحث الادوات التالیة :
وفیما یلی یتناول الباحث بالتفصیل کلا من هذه الأدوات:
1- مقیاس التسامح لدى طلاب وطالبات الجامعة: (إعداد/الباحث)
لتصمیم مقیاس التسامح لدى طلاب وطالبات الجامعة قام الباحث بالخطوات الآتیة:
الخطوة الأولى: استقراء التراث النظری بمفهوم التسامح:
من استعراض التراث النظری الخاص بمفهوم التسامح بصفة عامة یمکننا ان نلاحظ أن هناک اتفاق فی وجهات نظر الباحثین فیما یتعلق بتعریف التسامح، على انه "أنه مکون معرفی وجدانی وسلوکی، یتضمن المعارف والمعتقدات والمبادئ والمشاعر والسلوکیات. واتفقت جمیع التعریفات علی توظیف التسامح فی اتجاه ایجابی یشجع علی التعایش والتکیف مع الحیاة والآخرین من حوله. ویکون التسامح مع الذات، ومع الآخرین. ویتضمن التسامح تحمل الألم، وتحمل وقبول اختلافات الآخرین واحترامها، التحکم فی انفعالات الغضب وتجنب العنف، وعفو الفرد عمن یسیء إلیه کما جاء فی تعریف (زینب شقیر 2010).
الخطوة الثانیة: الإطلاع على بعض المقاییس ذات الصلة بالموضوع وهی على النحو التالی:
1- مقیاس التسامح: قام بإعداد هذا المقیاس (فهد بن عبدالله ، 2016) بهدف التعرف على إحساس طلاب المرحلة الثانویة بالتسامح ویتکون من (28) عبارة موزعة على أربع أبعاد فرعیة
2- مقیاس التسامح للمراهقین: قام بإعداد هذا المقیاس (حسن السعید ، 2011) بهدف التعرف على إحساس المراهقین بالتسامح ویتکون من (21) عبارة موزعة على ثلاث أبعاد
3- مقیاس التسامح الأسری: قام بإعداد هذا المقیاس (سعد الزیات، 2013) بهدف التعرف على إحساس المراهقین بالتسامح إلى أسرته الصغیرة (أب – أم – أخوة) وضم (30) عبارة موزعة على (3) أبعاد فرعیة
4- مقیاس التسامح الدینی: أعد هذا المقیاس (سلیمان علی ، 2007) لتحدید درجة تسامح المراهق الدینی ویتکون من (20) عبارة کدرجة کلیة.
استناداً على الخطوتین الأولى والثانیة یوضح الباحث منطق قیامها بتصمیم مقیاس التسامح لدى طلاب وطالبات الجامعة: یعتقد الباحث أن لکل دراسة طبیعتها الخاصة التی تفرضها علیها عینة الدراسة وخصائصها ولذلک فضل الباحث أن تنبع أدوات هذه الدراسة من خلال استجابات أفراد العینة ذاتهم والتی تتوصل إلیها من خلال نتائج الدراسة الاستطلاعیة حیث تمثل عبارات المقیاس تمثیلاً حیاً لمفرداتهم وتعبیراتهم التی یستخدمونها وانعکاساً لمواقفهم الحیاتیة. فمعظم الاختبارات التی اطلع علیها الباحث تطبق على مراحل الطفولة – المراهقة ومن المسلم به أن لکل مرحلة من مراحل العمر خصائصها الممیزة التی یجب مراعاتها عند تصمیم أی مقیاس للتعامل معها.
الخطوة الثالثة: القیام بمقابلات مفتوحة (الدراسة الاستطلاعیة مع مجموعة من طلبة الجامعة):
قام الباحث بطرح بعض الأسئلة المفتوحة على (50) طالباً وطالبة من جامعة الکویت بالفرقة ، وقد جاءت هذه المجموعة مماثلة إلى حد ما لعینة البحث الأساسیة ولها نفس ملامحها تقریباً. وقد کانت الأسئلة الموجهة إلیهم کالآتی:
وتم تحلیل استجابات الطلبة على هذه الأسئلة وتبین الآتی:
الخطوة الرابعة: إعداد المقیاس فی صورته الأولیة
من خلال الاطلاع النظری والدراسات السابقة والمقاییس الخاصة بمقیاس التسامح ونتائج المقابلات المفتوحة أمکن للباحثة وضع صورة أولیة لمقیاس التسامح لدى طلبة الجامعة بحیث یتضمن ثلاثة أبعاد هی (التسامح مع الذات- التسامح مع الأخرین – التسامح مع المواقف) ولقد تمکن الباحث من صیاغة عبارات المقیاس الحالی من خلال الاستعانة باستجابات أفراد العینة الاستطلاعیة أثناء المقابلات المفتوحة وذلک حرصاً على أن تکون عبارات المقیاس نابعة من بیئة أفراد العینة وإطارهم الثقافی ومن أفکارهم ومشاعرهم ومصطلحاتهم بقدر المستطاع وفیما یلی التعریف الإجرائی لمفهوم التسامح وکذلک تعریفاً إجرائیاً لأبعاد المقیاس الفرعیة:
التسامح: هو "مکون معرفی وجدانی سلوکی، یتضح فی تساهل الطالب مع ذاته واحترامه، وتحمل وقبول، واحترام اختلافات الآخرین عنه، وتجنب الغضب والعنف، والعفو عمن یسیء إلیه" . ویتحدد بالدرجة التی یحصل علیها الطالب على المقیاس المستخدم فی الدراسة.
وفیما یلی وصف المقیاس فی صورته الأولیة: تکون المقیاس من (36) عبارة موزعة على ثلاثة أبعاد، هی:
1- التســــــامح للــــــذات Forgiveness of self ویتکـون مـن (12) عبارة.
2- التسـامح مـع الأخـرین Forgiveness of others ویتکـون مـن (12) عبارة.
3- التســامح للمواقـف غیــر المــتحکم فیها ویتکـون مـن (12) عبارة.
طریقة الإجابة على المقیاس: حیث یقوم المفحوص باختبار من ثلاثة بدائل للإجابة هی (أوافق – أوافق أحیاناً – لا أوافق) وقد راعى الباحث أن تکون فئات الإجابة منحصرة بین ثلاث اختیارات حیث أن تعدد الاختیارات قد یشتت ذهن الطالب أثناء استجابتها کما أن الاقتصار على فئتین فقط للإجابة (نعم / لا) من شأنه أن یقید المفحوص بإجابة محددة قد لا تکون معبرة عنه.
طرقة تصحیح المقیاس: تأخذ کل عبارة درجة تتراوح ما بین (3 – 2 – 1) علماً بأن فقرات المقیاس تصحح فی اتجاه موجب ولا توجد فقرات تصحح فی الاتجاه العکسی وهذا یعنی أن الدرجة المرتفعة على المقیاس تشیر إلى امتلاک الفرد قدر عالی من التسامح بینما تشیر الدرجة المنخفضة إلى امتلاک الفرد قدر ضئیل من التسامح وهکذا تتراوح درجات المقیاس ما بین (36-108) درجة وفقاً لهذا المقیاس المکون من (36) عبارة مقسمة إلى ثلاثة أبعاد بالتساوی .
الخطوة الخامسة: التحقق من الکفاءة السیکومتریة لمقیاس التسامح:
للتحقق من الکفاءة السیکومتریة لمقیاس التسامح لدى طلاب وطالبات الجامعة قام الباحث بحساب معاملات وصدق المقیاس، حیث تم تطبیق المقیاس وذلک على مجموعة قوامها (50) طالب وطالبة من طلاب الجامعة بکلیة التربیة بالکویت بالفرقة الثانیة والثالثة شعبة المواد الاجتماعیة والبیولوجی بنفس مواصفات العینة الأساسیة وفیما یلی عرضا للطرق التی اعتمد علیها الباحث للتأکد من ثبات وصدق المقیاس.
[أ]- صدق المقیاس :
- صدق المحکمین:
تم استخدام صدق المحکمین وذلک بعرض المقیاس فی صورته الأولیة المکونة من (36) عبارة على (10) محکمین من الخبراء والمتخصصین فی علم النفس والصحة النفسیة بالجامعات المصریة ،وقد أخذ الباحث العبارات التی کان علیها نسبة اتفاق 80% فأعلى. هذا وقد اقترح المحکمون تبسیط صیاغة (3) عبارات من المقیاس.
- صدق المحک الخارجی:
تم حساب معامل الارتباط بین المقیاس الحالی ، التسامح إعداد/ فهد عبدالله (2016) وجاء معامل الارتباط 0.79 بین المقیاسین وهو دال عند مستوى 0.01.
[ب]- ثبات الاختبار :
- حساب الثبات بطریقة التطبیق وإعادة التطبیق:
حسب الباحث معامل الثبات بطریقة التطبیق وإعادة تطبیق المقیاس على مجموعة الدراسة الاستطلاعیة بفارق زمنی (15) یوماً وذلک على مجموعة قوامها (50) طالب وطالبة من طلاب الجامعة بکلیة التربیة بالکویت بالفرقة الثانیة والثالثة شعبة المواد الاجتماعیة والبیولوجی وکان معامل الثبات مساویاً 0.78
- حساب الثبات بمعادلة ألفا کرونباخ:
باستخدام معادلة ألفا کرونباخ توصلت الباحثة إلى معامل الثبات بالمعادلة 0.79 وذلک على مجموعة قوامها (50) طالب وطالبة من طلاب الجامعة بکلیة التربیة بالکویت بالفرقة الثانیة والثالثة شعبة المواد الاجتماعیة والبیولوجی بنفس مواصفات العینة الأساسیة.
- طریقة التجزئة النصفیة:
حیث حساب ثبات المقیاس بطریقة التجزئة النصفیة وذلک على مجموعة قوامها (50) طالب وطالبة من طلاب الجامعة بکلیة التربیة بالکویت بالفرقة الثانیة والثالثة شعبة المواد الاجتماعیة والبیولوجی بنفس مواصفات العینة الأساسیة ، وجاءت قیمة الثبات (0.76).
[ج]- حساب الاتساق الداخلی: وتم من خلال:
أ- ارتباط البند مع البعد الذی ینتمی إلیه:
ویوضح الجدول (2) نتائج هذا الإجراء:
جدول (2) الاتاق الداخلی لمفردات مقیاس التسامح لطلاب الجامعة مع الدرجة الکلیة للبعد
1 |
|
2 |
|
3 |
|||
رقم البند |
معامل الارتباط |
|
رقم البند |
معامل الارتباط |
|
رقم البند |
معامل الارتباط |
(1) |
0.65 |
|
(2) |
0.68 |
|
(3) |
0.63 |
(4) |
0.31 |
|
(5) |
0.81 |
|
(6) |
0.57 |
(7) |
0.72 |
|
(8) |
0.92 |
|
(9) |
0.59 |
(10) |
0.93 |
|
(11) |
0.81 |
|
(12) |
0.79 |
(13) |
0.77 |
|
(14) |
0.77 |
|
(15) |
0.74 |
(16) |
0.61 |
|
(17) |
0.62 |
|
(18) |
0.68 |
(19) |
0.69 |
|
(20) |
0.57 |
|
(21) |
0.63 |
(22) |
0.75 |
|
(23) |
0.69 |
|
(24) |
0.78 |
(25) |
0.77 |
|
(26) |
0.62 |
|
(27) |
0.75 |
(28) |
0.75 |
|
(29) |
0.76 |
|
(30) |
0.79 |
(31) |
0.88 |
|
(32) |
0.74 |
|
(33) |
0.81 |
(34) |
0.61 |
|
(35) |
0.65 |
|
(36) |
0.82 |
- ارتباط العبارة مع الدرجة الکلیة للمقیاس: ، ویوضح الجدول التالی نتائج هذا الإجراء:
جدول (3) الاتساق الداخلی لمفردات مقیاس التسامح لطلاب الجامعة مع الدرجة الکلیة للمقیاس
رقم البند |
معامل الارتباط |
|
رقم البند |
معامل الارتباط |
|
رقم البند |
معامل الارتباط |
|
رقم البند |
معامل الارتباط |
(1) |
0.67 |
|
(2) |
0.78 |
|
(3) |
0.75 |
|
(4) |
0.63 |
(5) |
0.59 |
|
(6) |
0.68 |
|
(7) |
0.62 |
|
(8) |
0.71 |
(9) |
0.63 |
|
(10) |
0.65 |
|
(11) |
0.77 |
|
(12) |
0.81 |
(13) |
0.57 |
|
(14) |
0.78 |
|
(15) |
0.57 |
|
(16) |
0.65 |
(17) |
0.59 |
|
(18) |
0.88 |
|
(19) |
0.68 |
|
(20) |
0.78 |
(21) |
0.79 |
|
(22) |
0.67 |
|
(23) |
0.81 |
|
(24) |
0.72 |
(25) |
0.74 |
|
(26) |
0.77 |
|
(27) |
0.92 |
|
(28) |
0.93 |
(29) |
0.68 |
|
(30) |
0.63 |
|
(31) |
0.81 |
|
(32) |
0.77 |
(33) |
0.63 |
|
(34) |
0.88 |
|
(35) |
0.77 |
|
(36) |
0.61 |
- اتساق البعد مع الابعاد الآخری ومع الدرجة الکلیة للمقیاس:
ویوضح الجدول التالی نتائج هذا الإجراء:
جدول (4) الاتساق الداخلی لابعاد مقیاس التسامح لطلاب الجامعة مع الدرجة الکلیة
المقیاس |
1 1 |
2 |
3 |
مج |
التســــــامح للــــــذات |
- |
- |
- |
- |
التسـامح مـع الأخـرین |
0.83 |
- |
- |
- |
التســامح للمواقـف غیــر المــتحکم فیها |
0.66 |
0.77 |
- |
- |
الدرجة الکلیة |
0.74 |
0.84 |
0.91 |
- |
یتضح من الجدول أن المقیاس یتمتع ثابت حیث جاءت جمیع القیم دالة عند مستوى 0,01.
وعلى ذلک یکون الباحث قد تأکد من صدق وثبات والاتساق الداخلی للمقیاس بطرق متنوعة مما یجعل استخدامه مناسباً وملائماً.
- برنامج معرفی سلوکی لتنمیة التسامح لدى طلاب الجامعة بالکویت (إعداد الباحث) :
یقع البرنامج تحت مظلة البرامج المعرفیة السلوکیة وأهم ما یمیز هذه البرامج أنها خبرة حیة ومعاشه بالفعل من خلال التفاعل الدینامی بین القائم على التدریب والمتدربین ویهدف هذا التفاعل على تعدیل وإعادة ترتیب المنظومة المعرفیة لدى المتدرب لیکون له تأثیر فعال فی سلوکه بعد المرور بخبرة البرنامج. فهذه البرامج تهدف بصورة عامة إلى إتاحة فرصة مرکزة للنمو فی جانب من جوانب الشخصیة أو فی مهارة ما أو فی إستراتیجیة ما.
ویتضمن البرنامج خمس مراحل أساسیة نستعرضها فیما یلی:
أولا: المرحلة التمهیدیة: وفیما یتم التعرف على أفراد المجموعة التجریبیة، وإقامة علاقة إرشادیة تعاونیة معهم، وإرساء قواعد هذه العلاقة، والعمل على نشر روح لتعاون والألفة فیما بینهم، یلی ذلک التعریف بالبرنامج وإعطاء فکرة مبسطة عن أهدافه وأهمیته ومحتویاته، وبالإضافة إلى إلقاء الضوء على نظام الجلسات، وخطة العمل التی یتم إتباعها خلال کل جلسة، والمدة الزمنیة التی یستعرضها تطبیق هذا البرنامج، فضلا عن شرح منطلق الإرشاد لأفراد المجموعة التجریبیة، وإقناعهم بضرورة الالتزام به وتنفیذه، وأداء ما یطلب منهم من مهام مختلفة، ومن واجبات منزلیة کممارسة عملیة لما یتم التدریب علیه خلال البرنامج الإرشادی.
ثانیا: المرحلة الانتقالیة: ومنها یتم الترکیز على المشکلة الرئیسیة التی ترغب فی تعدیلها وهی کیفیة تنمیة بعض التسامح لخفض أحادیة الرؤیة لدى طلبة الجامعة.
ثالثا: مرحلة البناء: وهدفها أن تکتسب المجموعة التجریبیة أسالیب، وفنیات جدیدة معرفیة وانفعالیة وسلوکیة لتنمیة التسامح.
رابعا: مرحلة الإنهاء او الإقفال: وتتم فی هذه المرحلة بلورة الأهداف المکتسبة، وتهیئة الطلاب لإنهاء البرنامج، وعمل تقییم لجلسات البرنامج ومحتواها من وجهة نظر الطلاب.
خامسا: مرحلة التقییم: تضمن تقییم البرنامج من خلال المقاییس المستخدما قبلیا وبعدیا وتتبعیاً
المدة الزمنیة لتطبیق البرنامج: سوف یتم تقدیم جلسات هذا البرنامج بواقع 3 جلسات أسبوعیا أی ما یقارب (12) أسبوعاً، وتطبق کل جلسة فی مدة زمنیة تتراوح ما بین (35-40)- دقیقة تبعا لطبیعة کل جلسة، ویمکن أن تتخلل هذه المدة بعض الراحة حتى لا یمل الطلاب أو یشعروا بالتعب.
الأسلوب الإرشادی المستخدم: یعتمد هذا البرنامج على الأسلوب الإرشادی المعرفی السلوکی وهو إرشاد عدد من العملاء الذی یحسن أن تتشابه مشکلاتهم واضطراباتهم معا فی جماعات صغیرة، کما یحدث فی جماعة إرشادیة أو فی فصل، ویعتبر الإرشاد الجماعی عملیة تربویة، إذا انه یقوم أساسا على موقف تربوی. (حامد عبد السلام زهران، 2002، ص321)
- خطوات البحث: مرت البحث بالخُطوات الآتیة:
- نتائج البحث ومناقشتها
- الفرض الأول ونتائجه:
ینص الفرض على أنه: " تختلف متوسطات رتب المجموعة التجریبیة فی القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس التسامح لصالح القیاس البعدی".
ولاختبار الفرض قام الباحث بحساب متوسطی رتب القیاسین القبلى والبعدى للبرنامج التدریبی المستخدم فی تنمیة التسامح لدى أفراد المجموعة التجریبیة ، وقد تم استخدام اختبار ویلکوکسون للتحقق من وجود فرق بین متوسطی رتب القیاسین القبلى والبعدى لنفس أفراد المجموعة ، ویتضح ذلک فى الجدول (5):
جدول (5) الفروق بین متوسطی رتب القیاسین القبلى والبعدى لدى أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس التسامح
المقیاس |
الرتب السالبة (-) |
الرتب الموجبة (+) |
قیمة Z |
مستوى الدلالة |
|||
المتوسط |
المجموع |
المتوسط |
المجموع |
||||
التسامح |
التسامح مع الذات |
0 |
0 |
5.5 |
55 |
2.812 |
0.01 |
التسامح مع الآخرین |
1 |
1 |
5.5 |
44 |
2.558 |
0.01 |
|
التسامح للمواقف غیر المتحکم فیها |
0 |
0 |
5.5 |
55 |
2.840 |
0.01 |
|
الدرجة الکلیة |
0 |
0 |
5.5 |
55 |
2.805 |
0.01 |
یتضح من الجدول (5) وجود فرق دال إحصائیا بین متوسطی رتب القیاسین القبلی والبعدى للبرنامج التدریبی المستخدم فی تنمیة التسامح وأبعاده لدى طلاب الجامعة من أفراد المجموعة التجریبیة ، حیث کانت الفرق دال عند مستوى (0.01) على أبعاد التسامح (التسامح مع الذات – التسامح مع الأخرین - التسامح للمواقف غیر المتحکم فیها) والدرجة الکلیة لصالح القیاس البعدی.
- الفرض الثانی ونتائجه:
ینص الفرض على أنه: " تختلف متوسطات رتب المجموعتین التجریبیة والضابطة على مقیاس التسامح فی القیاس البعدی لصالح المجموعة التجریبیة ".
ولاختبار الفرض قام الباحث بحساب متوسطی رتب المجموعة التجریبیة ورتب المجموعة الضابطة فی القیاس البعدی للبرنامج التدریبی المستخدم فی تنمیة التسامح لدى طلاب الجامعة ، وقد تم استخدام اختبار مان ویتنی للتحقق من وجود فرق بین متوسطی رتب المجموعتین ، ویتضح ذلک فى الجدول (6):
جدول (6) الفروق بین متوسطی رتب القیاس البعدى لدى أفراد المجموعتین المجموعة التجریبیة ورتب الضابطة على مقیاس التسامح
المقیاس |
المجموعة |
ن |
متوسط الرتب |
مجموع الرتب |
معامل مان ویتنى U |
قیمة Z |
مستوى الدلالة |
التسامح مع الذات |
التجریبیة |
10 |
15.50 |
155.00 |
0 |
3.421 |
0.01 |
الضابطة |
10 |
5.50 |
55.00 |
||||
التسامح مع الآخرین |
التجریبیة |
10 |
15.10 |
151.00 |
4 |
3.429 |
0.01 |
الضابطة |
10 |
5.90 |
59.00 |
||||
التسامح للمواقف غیر المتحکم فیها |
التجریبیة |
10 |
15.20 |
152.00 |
3 |
3.451 |
0.01 |
الضابطة |
10 |
5.80 |
58.00 |
||||
الدرجة الکلیة |
التجریبیة |
10 |
15.50 |
155.00 |
0 |
3.443 |
0.01 |
الضابطة |
10 |
5.50 |
55.00 |
یتضح من الجدول (6) وجود فرق دال إحصائیا بین متوسطی رتب المجموعتین التجریبیة والضابطة فی القیاس البعدى للبرنامج التدریبی المستخدم فی تنمیة التسامح لدى طلاب الجامعة ، حیث کانت الفرق دال عند مستوى (0.01) على أبعاد التسامح (التسامح مع الذات – التسامح مع الأخرین - التسامح للمواقف غیر المتحکم فیها) والدرجة الکلیة لصالح المجموعة التجریبیة.
- الفرض الثالث ونتائجه:
ینص الفرض على أنه: " تختلف متوسطات رتب المجموعة التجریبیة فی القیاسین البعدی والتتبعی على مقیاس التسامح ".
ولاختبار الفرض قام الباحث بحساب متوسطی رتب المجموعة التجریبیة فی القیاسین البعدی والتتبعی للبرنامج التدریبی المستخدم فی تنمیة التسامح لدى طلاب الجامعة ، وقد تم استخدام اختبار ویلکوکسون للتحقق من وجود فرق بین متوسطی رتب المجموعة التجریبیة فی القیاسین البعدی والتتبعی ، ویتضح ذلک فى الجدول (7):
جدول (7) اتجاه الفرق بین متوسطی رتب المجموعة التجریبیة فی القیاسین البعدی والتتبعی مقیاس التسامح
المقیاس |
الرتب السالبة (-) |
الرتب الموجبة (+) |
قیمة Z |
مستوى الدلالة |
|||
المتوسط |
المجموع |
المتوسط |
المجموع |
||||
التسامح |
التسامح مع الذات |
3 |
9 |
3 |
6 |
0.447 |
غیرداله |
التسامح مع الآخرین |
2 |
4 |
3 |
6 |
0.378 |
غیرداله |
|
التسامح للمواقف غیر المتحکم فیها |
2 |
6 |
4 |
4 |
0.378 |
غیرداله |
|
الدرجة الکلیة |
3 |
9 |
3 |
6 |
0.816 |
غیرداله |
یتضح من الجدول (7) عدم وجود فرق دال إحصائیا بین متوسطی رتب المجموعة التجریبیة فی القیاسین البعدی والتتبعی للبرنامج التدریبی المستخدم فی تنمیة التسامح لدى طلاب الجامعة ، حیث کانت الفرق غیر دال على أبعاد التسامح (التسامح مع الذات – التسامح مع الأخرین - التسامح للمواقف غیر المتحکم فیها) والدرجة الکلیة. مما یؤکد استمرار فعالیة البرنامج التدریبی لدى المجموعة التجریبیة
تفسیر النتائج:
تتفق تلک النتائج مع نتائج دراسة (Loomis, 2002) التی أسفرت عن أن أهم محاور التسامح یمکن أن تفهم من خلال المشارکة والإحساس بالمساواة، والإحساس بالبیئة. ودراسة (Wang, Yan, 2008) التی أکدت أن العلاقة الدافئة بین الآباء والأبناء تؤدی إلى رفع مستوى ضبط الذات لدى الأبناء. ودراسة (Fatmeh Mara Shalan, et. Al., 2012) أکدت النتائج وجود علاقة سلبیة ذات دلالة بین التسامح الدینی واضطراب الصحة النفسیة.
وکذلک نتائج دراسة جاکسون وآخرون Jackson, et al (2005) والتی أسفرت عن فعالیة استراتیجیات المواجهة المعرفیة والتی تضمنت تجاهل الموقف المؤلم، وتغییر التفکیر عن الموقف المؤلم ومواجهة الذات فی خفض الشعور بالألم والقدرة علی التحمل للمواقف الضاغطة والمؤلمة مما یؤدی إلى تنمیة التسامح.
وتوصلت نتائج دراسة دیفلی Devilly (2004) إلى فعالیة العلاج المعرفی السلوکی وفنیة إعادة البناء المعرفی فی تنمیة التسامح وخفض اضطرابات ما بعد الصدمة، وخفض مشاعر الضیق والألم.
وسعت دراسة وسینجتون Worthington (2000) إلى تنمیة التسامح من خلال استخدام ورشة التسامح التی تضمنت عرض شرائط فیدیو، وکتابة رسائل، وإجراء تمرینات استرخاء تساعد الفرد علی التسامح لدى عینة من طلاب الجامعة وأوضحت الدراسة فعالیة البرنامج التدریبی التعلیمی المتعدد الخبرات فی تنمیة التسامح.
وقد أکدت (حنان عبدالحمید العنانی ،2005،54) أن التسامح مفهوم اجتماعی أخلاقی دینی ینطوی علی الحب ولتقبل والرضا والمرونة والمعرفة والحریة والکرامة والقوة والتواصل، والتسامح سواء سمی قیمة أو مهارة، ینمی الشخصیة ویحمیها من الاضطراب والکراهیة والتعصب والعدوان.
فالتسامح مکون نفسی ومعرفی، یستدل علیه من خلال إیمان الفرد بأن تعدد الآراء أمر مشروع وأن حق التباین الفکری والعقائدی جوهری فی حیاة الناس. وأن الحریة الشخصیة مکفولة مادامت لا تتعارض مع قیم ومبادئ المجتمع والقانون.
کذلک فالتسامح من مؤشرات الصحة النفسیة، یسهم فی تحقیق الرضا عن الحیاة ویساعد فی تحسین جودة الحیاة، ویجعلک تشعر بالقیمة والقدرة والصلابة.(McCullough ; Pargament& Thoresen, 2000,5)
ویمکن القول بأن التسامح مع الذات أکثر أهمیة من التسامح مع الآخر وأکثر ارتباطًا بالتنعم التنفسی، وبالرضا عن الحیاة؛ وذلک لأنه عملیة على قدر أکبر من التعقید، حیث إنه یتضمن اقتراف المُسیء لفعل الإساءة، ووعیه الذاتی باقترافه فعل الإساءة، والشعور بالذنب أو الخزی الذاتی، (Semenec, 2008, p.6). کما یتضمن أحیانًا تعهد المُسیء بالتغیر الشخصی للأفضل لاستعادة الآخرین (Klevnick, 2008, p.29). ولهذا ییسر حدوث التسامح مع الذات إحراز التسامح مع الآخر (Fisher & Exline, 2006) ولهذا کان منطقیًا أن یکون التسامح معه الذات أکثر تنبؤًا بالرضا عن نوعیة العلاقات الاجتماعیة، وذلک بالمقارنة بالتسامح مع الآخر.
وتؤکد هذه النتائج فاعلیة البرنامج المعرفی السلوکی المستخدم فی تنمیة التسامح وأن أفراد المجموعة التجریبیة الذین اشترکوا فی البرنامج قد استفادوا من المضامین التربویة والتعلیمیة والمناشط من المضامین التربویة والتعلیمیة والمناشط والخبرات التی یحتوی علیها البرنامج الذی یتضمن المحاضرات والمناقشات المستهدفة حول متغیرات الدراسة، هذا بالإضافة إلى استخدام فنیة إعادة البناء المعرفی التی تساعد الطلاب علی تعدیل أسلوب ومحتوى معتقداتهم وأفکارهم فی الاتجاه الإیجابی، مما یساعدهم علی التعامل مع المواقف المتباینة بشکل إیجابی فعال یتسم بالسماحة.
وتتفق نتائج هذه الدراسة مع ما توصلت إلیه نتائج الدراسات والبحوث السابقة التی تؤکد فعالیة البرامج الإرشادیة والتعلیمیة والإرشادات المعرفی فی تنمیة التسامح. ومن هذه الدراسات (بروکس Brooks، 2008؛ بازیت وآخرون Bassett, et al؛ جاکسون وآخرون Jacson, et al.، 2005؛ دیفلی Devilly، 2004؛ ورسنجتون Worthington، 2000).
ویتضح من مجمل ما سبق فعالیة البرنامج الإرشادی المستخدم بما یتضمنه من فتیات فی تنمیة درجة التسامح لدى طلاب الجامعة، وتوصى الدراسة بأهمیة تدریس الثقافات الأخرى للبلاد المختلفة للتعرف علیها وکیفیة التعامل معها، وتنمیة القیم الدینیة والأخلاقیة بصفة عامة وقیمة التسامح بصفة خاصة.
ویجد الباحث أن الاحتفاظ بتأثیر البرنامج لدى المجموعة التجریبیة بعد انتهاء التدریب وبعد فترة زمنیة (45) یوماً مازال متوافر ، بما یؤکد التأثیر باقی الأثر للجلسات على طلاب الجامعة.
وحیث إن الدرجة المرتفعة علی مقیاس التسامح تعبر عن زیادة السلوک التسامحی عند الفرد وزیادة قدرة الفرد علی التفاعل البناء فی العلاقات بین الأشخاص کما تعنی هذه النتائج أن الأفراد الذین اشترکوا وانتظموا فی البرنامج الإرشادی المستخدم فی الدراسة الحالیة أصبحوا أکثر إتزانا وثباتا وأکثر قوة وقدرة فی التحکم فی استجاباتهم وردود أفعالهم نحو المواقف المختلفین فیها مع الآخر، الأمر الذی یجعلهم أکثر مرونة وأکثر قدرة علی التصرف واتخاذ قرارات تتسم بالسماحة والسلاسة بشکل بناء فعال نحو المواقف المتباینة التی یختلفون فیها مع الآخر. والبحث فی مزایا الآخرین وقبول واحترام الآخر، وتعنی هذه النتائج بشقیها تفوق أفراد المجموعة التجریبیة فی القیاس البعدی .
ثانیاً: توصیات الدراسة :
فی ضوء ما أسفرت عنه نتائج الدراسة الحالیة ، یمکن تقدیم مجموعة من التوصیات والمقترحات خلال الدراسة الحالیة ما یلی:
ثالثاً: البحث المقترحة :