اضطراب ما بعد الصدمة وعلاقته بالاکتئاب لدى طلاب الجامعة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

علم النفس، کلية البنات، جامعة عين شمس

المستخلص

الملخص :
هدف البحث الحالي التعرف على العلاقة بين اضطراب ما بعد الصدمة والاکتئاب لدى عينة من طلبة الجامعة ، وقد بلغت عينة البحث 296 طالبًا وطالبة من جميع التخصصات بجامعة بني وليد ، استخدمت الباحثة الأدوات التالية : مقياس اضطراب ما بعد الصدمة (أعداد الباحثة) ومقياس آرون بيک (ترجمة أحمد عبد الخالق) ، توصل البحث إلى الحد من النتائج العامة وهي : توجد علاقة دالة إحصائيًا بين اضطراب ما بعد الصدمة والاکتئاب لدى طلبة الجامعة بليبيا عينة البحث وکانت قيمتها (3.17) غند مستوى دلالة 0.01 ، توجد فروق ذات دلالة إحصائيًا عند مستوى 0.01 في اتجاه الإناث ، لا توجد فروق ذات دلالة إحصائيًا في اضطراب ما بعد الصدمة لدى عينة من طلاب الجامعة بليبيا تبعًا لمتغير الفرق الدراسية حيث کانت جميع قيم (ف) غير دالة إحصائيًا.
Abstract :
Research Title: PTSD and its relation to depression in a sample of university students in Libya
The objective of the current study aimed to identify the relationship between PTSD and depression in a sample of university students. The sample of the study consisted of (296) female and male students from all disciplines in Bani Walid University. The researcher used the following tools: PTSD scale (prepared by the researcher), Aron Beck Depression Scale (Translated by: Ahmad Abdul Khaleq). The research found several important results: There is a statistically significant correlation between post-traumatic stress disorder and depression among university students in Libya, and its value (3.17), at a level of significance (0.01). There are statistically significant differences among the average score of  male and female university students in Libya on PTSD scale , and its value (0.88), at a level of significant (0.01), in favour of female students. There were no statistically significant differences in PTSD among the study sample of university students in Libya according to study level, where all (F) values ​​were statistically insignificant.

الموضوعات الرئيسية


المقدمة :

تشهد بعض المناطق العدید من أشکال الحروب والصراعات التی تترک أثارها التی تختلف على الأفراد الذین یعیشون فیها ، وتعتبر الصدمات والأزمات والکوارث مکون أساسی من مکونات الوجود الأنسانی بقدر ماتعتبر أحداثًا متوقعة فی فترات مختلفة على مدى حیاة الإنسان ، ومن تاریخ المجتمعات والشعوب ، فمنهم من یکون تأثیر الأحداث الصادمة علیه ضمن مستوى التحمل فی حین یتأثر البعض الآخر بشکل واضح وتظهر علیهم أعراض اضطراب مابعد الصدمة نتیجة لما تعرضوا له من مشاهد ومواقف هددت حیاتهم بشکل مباشر أو غیر مباشر.

ویزداد تعرض الناس للصدمات النفسیة عالمیًا ومحلیًا یوم بعد یوم ,وتختلف هذه الصدمات النفسیة الکثیر من ضحایا اضطراب مابعد الصدمة (DTSP) الذی اصبحوا عالة على المحیطین بهم , وهدا مأکدته الدراسات بخصوص شیوع اضطراب مابعد الصدمة عالمیًا ومحلیًا والارتفاع المتزاید فی نسبة الإصابة بین السکان نتیجة لزیادة ضغوط الحیاة علیهم وتعرضهم لأنواع مختلفة من الصدمات النفسیة وبأحجام مختلفة من الشدة (APA, 2013) .

یظهر اضطراب مابعد الصدمة کرد فعل متأخر لأحداث صادمة وخطیرة ومفاجئة تحمل صفة التهدید وتسبب العدید من الأعراض النفسیة کالخوف والقلق والانسحاب وتختلف من فرد لآخر بحسب السمات الشخصیة لکل فرد وتؤثر هذه الأحداث الصادمة على الشخص بمفرده کالتعرض للعنف أو المجتمع ککل کالزلازل والأعاصیر والاجتیاحات والحروب (أحمد عکاشه ، 1992 ، 156  ، (Valli, 2006, 65.

کما أن الإصابة باضطراب ضغوط ما بعد الصدمة یؤثر على التکیف النفسی والاجتماعی، فکلما ارتفعت حدة الاضطراب انخفض مستوى التکیف النفسی (Gold et al., 2007: 75 ).

ویجتر شباب لیبیا نفسیًا ویلات وأثار الحرب ، ویعانی معظم اللیبین أنواع الخوف والرعب نتیجة لانتشار الجماعات المسلحة وانعدام الأمن وغیاب الأمان متزامنًا مع غیاب الدولة والحکومة الرشیدة ، أصوات الرصاص والانفجارات واتساع رقعة الاغتیالات فی بعض مدن لیبیا یؤثر سلبًا على التوازن النفسی مما ینتج عنه أرق مزمن وأحباط واکتئاب ومشاعر مرتبطة بالغضب والقلق والألم الجسدی والنفسی والحزن بشکل عام مرتطباً بالفقد والوجع.

لان الشباب هم الرکیزة المهمة فی المجتمع ، لذلک کان من الأهمیة دراسة اضطراب ما بعد الصدمة وما ینتج عنه من شعور بالعزلة وقلق واکتئاب باعتبارهم من أهم المشاکل التی تواجه الشباب بالمجتمع اللیبی

أولاً : مشکلة البحث

أکد إلبیدور (Elbedour et al., 2007:721) فی دراسته أن 68.9% من المراهقین الذین یعانون من اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة بالدراسة، لدیهم مستوى عال من الاکتئاب والقلق.

وارجعت دیجانک بلاسک وآخرون (Dijanić Plasć et al., 2007: 150 ) علی أن هناک عدة عوامل سابقة تسهم فی الإصابة باضطراب ضغوط ما بعد الصدمة مثل: الضغوط  الحیاتیة المستمرة ، والتاریخ النفسی، والنوع (أنثى، ذکر)، والإساءة فی فترة الطفولة، والطبقة الاقتصادیة الدنیا، وتدنی المستوى التعلیمی، وتدنی الذکاء، وقصور الدعم الاجتماعی، والانتماء إلى أقلیات عرقیة وعنصریة، والوراثة النفسیة، والتاریخ المدرک من أحداث الحیاة المهددة.

وأن الصدمات النفسیة التی تحدث فی مرحلة الطفولة تؤثر فی تکیف الأطفال النفسی والاجتماعی فی المراحل اللاحقة من حیاتهم، کما تزید من درجة الاکتئاب والعزلة لدیهم وتراجع الثقة بأنفسهم (Winkelman, 2007:688).

اتفق دمیان وآخرون (Damian et al., 2011: 135) مع غیرهم من الباحثین أن اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة یحوی معاناة نفسیة شدیدة، ویؤدی إلى ضعف کبیر فی المجال الاجتماعی والعمل، وإلى نتائج سلبیة على العاطفة ویصیب جمیع قطاعات الحیاة ویسیر جنباً إلى جنب مع خطر استمرار بعض التعقیدات حتى مرحلة البلوغ.

کما أکد  (McLean et al., 2013: 676 )  أن اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة ینطوی على تأثیرات ضارة على تأدیة الوظائف الاجتماعیة عند المراهقین والمرتبطة بانخفاض الکفاءة الاجتماعیة.

          وکشفت دراسة شیفیرد ووایلد (Shepherd & Wild, 2014: 362) عن الصلة بین أعراض اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة (PTSD) وصعوبة تنظیم المشاعر السلبیة، وبالتالی صعوبة تنظیم المشاعر قد تکون سمة من سمات الأفراد الذین تعرضوا للصدمة مع أعراض اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة.

وهنا یأتی البحث الحالی لیجیب عن الاسئلة التالیة         :

ومن خلال ما جاء سابقًا تتحدد مشکلة البحث فی الأسئلة الآتیة :

  1. ما العلاقة بین اضطراب ما بعد الصدمة والاکتئاب لدى طلاب الجامعة بلیبیا عینة البحث؟
  2. ما الفروق فی اضطراب مابعد الصدمة لدی الدکور والانات عینة البحت ؟
  3.  هل یختلف مستوی اضطراب مابعد الصدمة باختلاف الفرقة الدراسیة للطلاب عینة البحت ؟

 

ثانیًا : أهداف البحث

یهدف البحث الحالی إلى :

1- التعرف على مستوى اضطراب ما بعد الصدمه لدى عینة من طلاب الجامعة بلیبیا عینة البحث.

2- التعرف على العلاقة بین اضطراب ما بعد الصدمة والاکتئاب لدى عینة من طلبة الجامعة عینة البحث.

4- التعرف على الفروق بین اضطراب مابعد الصدمة وبعض المتغیرات الدیموجرافیة (النوع ، العمر ، التخصص، السنة الدراسیة). 

ثالثًا : أهمیة البحث

الأهمیة النظریة : تکمن أهمیة الدراسة فی

  1. دراسة خبرة اضطراب مابعد الصدمة وإلقاء الضوء على مصاحباته السلبیة وانتشاره لدى شریحة هامة فی المجتمع اللیبی وهم الشباب الجامعی.
  2. إلقاء الضوء على بعض المتغیرات النفسیة التی قد تکون مرتبطة باضطراب مابعد الصدمة المتمثله فی الاکتئاب.
  3. تصمیم أدوات ومقاییس البحث المطلوبة المتمثله فی اضطراب مابعد الصدمة والاکتئاب.

الأهمیة التطبیقیة :

1- یمکن الاستفادة من نتائج البحث فی إعداد برامج إرشادیة للتخفیف من الاضطراب والتصدی للمتغیرات السلبیة المصاحبة والحد منها.

2-    تشجیع باحثین آخرین لإجرء بحوث على عینات أخرى واضافة متغیرات جدیدة.

3-    یمکن الاستفادة من نتائج البحث فی التوصیات التی ستقدمها الباحثة للهیئات التعلیمیة والمجتمعیة للتخفیف من الاضطراب وغیره من الاضطرابات النفسیة المصاحبة.


رابعًا : مصطلحات ومفاهیم البحث

1- اضطراب مابعد الصدمة Post Trauma Stress Disorder

تعریف رابطة الطب النفسی الأمریکیة

یعرف اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة باعتباره أحد اضطرابات القلق، یطوره الفرد بعد تعرضه لحادث صدمی أو أذى جسدی أو تهدید، وتظهر لدى الفرد ذکریات اقتحامیة، وإعادة معایشة الحدث مجدداً، والأفکار المخیفة الثابتة، واضطرابات النوم، والتفکک العاطفی. (National Center for PTSD, 2010).

هی أحداث خطیرة ومربکة ومفاجئة، تتسم بقوتها الشدیدة أو المتطرفة وتسبب القلق والخوف والانسحاب والتجنب، والأحداث الصدمیة تکون شدیدة وغیر متوقعة وغیر متکررة وتختلف من حادة إلى مزمنة، وهناک أحداث صدمیة تؤثر فی الفرد بمفرده کحادث سیارة أو جریمة من جرائم العنف، وقد تؤثر فی المجتمع بکامله کزلزال أو الإعصار وتحدث الاستجابة للضغوط عندما یتعرض الفرد إلى حادث صدمی فاجع ومؤلم، وقد تکون الاستجابة للضغوط الصدمیة فوریة أو مؤجلة (أحمد عبد الخالق، 257: 2016).

التعریف الإجرائی لاضطراب ما بعد الصدمة:

هو تعرض الفرد لأحدات صدمیة شدیده کالحرب تظهر لدى الفرد اضطرابات جسمیة وانفعالیة واجتماعیة وشعورا بتکرار الحدث والتفکیر بالصدمة .ویتحدد بالدرجة التی یحصل علیها الطالب فی مقیاس اضطراب مابعد الصدمة.

2- الاکتئاب Depression

یؤکد بیک Beck على أن الإکتئاب هو حالة تتضمن تغیرًا بالمزاج ، ویتبعه شعور بالحزن والوحدة واللامبالاة ، والمفهوم السالب عن الذات وتحقیر الذات ورغبة الشخص فی عقاب ذاته ولومها ورغبة فی الموت ونقص النشاط ، وصعوبة النوم ، وفقدان المرء شهیته للطعام (غریب عبد الفتاح ، 1988 ، 8).

التعریف الإجرائی للاکتئاب :

حالة انفعالیة تظهر فیها مشاعر الحزن والضیق والهم وتصاحب هذه الحالة العدید من الأعراض المتصلة بالجوانب المعرفیة المزاجیة والسلوکیة منها اضطرابات فی النوم وفقدان الشهیة وسرعة التعب وضعف الترکیز.  ویتحدد بالدرجة التی یحصل  علیها الطالب فی مقیاس الاکتئاب.

الإطــــــار النظــــری

عرضت الباحثة فی هذا الجزء المتغیرین الرئیسین بهذا البحث وهما :

أولاً: اضطراب ما بعد الصدمة

          جاء الإصدار الخامس للدلیل التشخیصی والإحصائی (DSM-V) الذی صدر فی عام 2013م جاء بتغییر فی تصنیف اضطرابات القلق بحیث نقلت (PTSD) من مجموعة (اضطرابات القلق Anxiety Disorders) إلى مجموعة (الاضطرابات الناجمة عن الصدمة Trauma-and Stressor related Disorders) بینما أبقت على المعاییر التشخیصیة السابقة نفسها، ولم تضیف على معاییر تشخیص (PTSD) معاییر تشخیصیة خاصة بالأطفال فی سن السادسة وأصغره. (APA, 2013: 265).

وتعرف الصدمة من (صُدَمَ)، والصدْم: ضرب الشیء الصلب بشیء مثله، وصدمته صدمة: ضربه بجسده، وصادمة فتصادما واصطدما، وصدمه یصدمه صدمًا، وصدمهم أمر: أصابهم، وتصادم: التزاحم، وصدمة نازله فلانـًا فاجئته، والرجلان یعدوان فیتصادمان، أی یصدم هذا ذاک وذاک هذا، وفی الحدیث النبوی الشریف: «الصبر عند الصدمة الأولى»، أی عند فورة المصیبة وحموتها، (محمد بن أبى بکر الرازی (2006 :389).

کما عرف (National Center for PTSD, 2010 ، Shelphy, et al., 2008: 168) هو اضطراب قلق ینتج من تعرض الفرد لحادث صدمی أو تهدید بالموت أو اصابة بالغة للشخص وتظهر لدى الفرد ذکریات اقتحامیة ، واستثارة عالیة عند معایشة الحدث مجددًا وتجنب المثیرات المرتبطة بالخبرات الصادمة ، والأفکار المخیفة واضطرابات النوم والتفکک العاطفی.

واعتبره کل من(Suvak & Barrett, 2011: 33 , Giacco et al., 2013:6) اضطراب نفسی معقد یتضمن مجموعة من الأعراض النفسیة والعقلیة یحدث نتیجة لتعرض الفرد لأحداث صادمة خلال مرحلة سابقة ینتج عنه مجموعة من الأعراض النفسیة والعقلیة.

          ویصنف (APA, 2013) اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة باعتباره أحد اضطرابات القلق وینشأ بعد التعرض لحادث أو مجموعة من الحوادث تشتمل على التهدید بالموت أو جرح خطیر، حقیقی أو مهدد، أو تهدید للسلامة الجسمانیة للشخص أو لأشخاص آخرین. وتشتمل على استجابة الشخص لهذا الحدث بالخوف أو العجز أو الذعر الشدید، ومن أعراضه معایشة الشخص الحدث الصادم باستمرار بطرق مختلفة، ومحاولة تجنب المثیرات المرتبطة بالصدمة، بالإضافة إلى وجود أعراض زیادة الاستثارة.

ویعرض الاضطراب على انه أحد الاختلالات النفسیة الناتجة عن التعرض لحدث صادم ، ویمکن أن تؤثر فی شخص بمفرده کحادث سیارة أو جریمة عنف وقد تؤثر بالمجتمع کما هو الحال فی الزلازل والأعاصیر ، وتنتج عنها أعراض عدیدة أهمها الخوف والتوتر والتیقظ وردود الفعل الحادة عند الراشدین ، أما الأطفال فتکون ردود أفعالهم إزاء هذه الأحداث غیر مستقرة (الیونیسیف، 1995 : 78 ، أحمد عبد الخالق، 2003 :45 ، Montgomery & Foldspang, 2006: 68).

تعرف منظمة الصحة العالمیة (WHO) اضطراب ما بعد الصدمة (PSTD) فی التصنیف الدولی العاشر (ICD-10) بأنه استجابة مرجأة أو ممتدة لحدث أو موقف ضاغط (مستمر) لفترة قصیرة أو طویلة، ویتصف بأنه ذو طبیعة مهددة أو فاجعة، ویحتمل أن یتسبب فی حدوث ضیق وأسى شدیدین غالبًا لدى أی فرد یتعرض له ، مثل الکوارث الطبیعیة أو التی من صنع الإنسان، أو المعارک، أو الحوادث الخطرة، أو مشاهدة الموت لأشخاص آخرین أو أن یکون الفرد ضحیة التهدید أو الإرهاب أو الاغتصاب أو غیر ذلک من الجرائم (نعیمة عمر، 2016 : 50).

أسباب اضطرابات ما بعد الصدمة

یحدث اضطراب ما بعد الصدمة نتیجة المعارک الحربیة أو الانتهاکات الشخصیة القائمة على العنف کالاعتداء الجنسی أو الاعتداء الجسمی أو السرقة أو التعرض لهجوم إرهابی، وکذلک نتیجة للتعذیب أو الاعتقال لسجین حرب، أو نتیجة التعرض للکوارث الطبیعیة والبشریة کحوادث السیارات الشدیدة أو مشاهدة أحداث مفجعة، أو العلم بها وقعت لأشخاص آخرین أو نتیجة الإصابة بمرض (زاهدة أبو عیشة، تیسیر عبد الله، 2012 : 18 ،19).

وهناک عدة عوامل قد تؤثر فی ازدیاد نسبة الإصابة بـ(PTSD) لأنها تعمل کمهیئات  تهیئ الفرد للإصابة بهذا الاضطراب مثل:

1- المشکلات الأسریة والنفسیة فی مرحلة الطفولة:

          إن وجود تاریخ للعنف الجنسی أو الجسدی فی مرحلة الطفولة، والمشکلات النفسیة السابقة کالقلق، والاکتئاب، أو من لدیهم تاریخ عائلی للأمراض النفسیة. کل هذا یساهم بشکل کبیر فی زیادة أعراض اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة. (Lee, et al., 2007: 711  ، Regal, & Joseph, 2010: 25).

2- نوع الفرد وعمره ومستواه الاقتصادی والاجتماعی:

          اشارت الأدبیات لاضطراب ضغوط ما بعد الصدمة أن الإناث أکثر قابلیة واستعداداً من الذکور للإصابة باضطراب ضغوط ما بعد الصدمة، کما أن الأفراد فی الأعمار المتوسطة أکثر عرضة للإصابة باضطراب ضغوط ما بعد الصدمة من غیرهم، والأفراد ذوی المستوى الاقتصادی والاجتماعی المنخفض أکثر استعداداً للإصابة باضطراب ضغوط ما بعد الصدمة وتطوراته، من الأفراد فی المستویات العلیا.

ویشیر بیترسون وآخرون (Peterson et al., 2011: 165 ) إلى أن اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة هو أحد الاضطرابات النفسیة القلیلة التی یکون السبب فیها معروفاً، فإذا تعرض الشخص للحدث الصدمی أو شاهده، فقد یطور اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة، ویجب أن ننتبه إلى مجموعة من العوامل قبل التعرض للحدث الصدمی وبعد التعرض، تؤثر على شدة الأعراض ومدتها، وهی: نوع الصدمة وشدتها، والعوامل الفردیة، مثل: الجنس، والعمر، والحالة الاجتماعیة والاقتصادیة، والتعلیم، والذکاء، والعرق، والتاریخ النفسی، والتعرض السابق للصدمة، والعوامل البیئیة مثل الدعم الاجتماعی وضغوط الحیاة بعد التعرض للصدمة.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

یشترط استمرار الاضطراب مدة تتراوح من شهر إلى ستة أشهر منذ بدء الصدمة (زاهدة أبو عیشة، تیسیر عبد الله، 2012 : 40).

أشار دوروسارو وآخرون (Durosaro et al., 2012: 188) إلى أن هناک ثلاث فئات من أعراض اضطراب ضغوط ما بعد للصدمة، وهی:

1-   إعادة معایشة الحدث الصادم: وتبدو السمة الرئیسیة لاضطراب ضغوط ما بعد الصدمة. وتعد الکوابیس المتکررة، واقتحام ذکریات التجارب المؤلمة مثل: الاغتصاب، أو رؤیة شخص یقتل، أو تعذیب أحد أفراد الأسرة، أو الاختطاف.

2-   التخدر العاطفی: الذی یبدأ بعد ووع الحادث بوقت قریب، فیتجنب الفرد الأصدقاء وأفراد الأسرة والأنشطة والأماکن والأفکار والمشاعر التی تذکره بالصدم، مما یؤثر على عمله، وقد یدخل فی حالات تفکک مستمر من بضع دقائق إلى أیام عدة، یعتقد خلالها أنه یعیش فی الحادث الصدمی، ویتصرف کما لو أنه یحدث مرة أخرى، وقد تشمل حالات التفکک فقدان الذاکرة

3-   زیادة الاستثارة: وتتضمن التغیر فی أنماط النوم وزیادة الیقظة، وکذلک التهیج الملحوظ، ونوبات الغضب وصعوبة الترکیز، والذهول.

الأعراض المصاحبة للاضطراب:

توجد هذه الأعراض بشکل شائع مع الاضطراب ولکنها لا تشکل جزءًا من المحکات التشخیصیة لهذا الاضطراب، ولکن لا بد من إلقاء الضوء علیها لأنها تساعد فی فهم معاناة المریض من ناحیة، وعلى وضع الخطة العلاجیة المناسبة من ناحیة أخرى، ومن أهم هذه الأعراض ما یلی:

أ- الاکتئاب Depression:

هو أحد الملامح المرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة.

ب- القلق Anxiety:

یعتبر القلق مظهر من مظاهر اضطراب ما بعد الصدمة وهو أحد الأعراض فی هذا الاضطراب، حیث ذکر هورویتز (Horowitz) أن 75% من مرضى هذا الاضطراب لدیهم الشعور بالتوتر والعصبیة، رعشة داخلیة، هزة، شعور بالخوف، وأن أکثر من 50% منهم لدیهم: سرعة دقات القلب، وأن یصبح الشخص مرتاعًا مفزوعًا فجأة وبدون سبب وقد ظهرت استجابات القلق لدى المجموعات المصابة بأعراض اضطراب ما بعد الصدمة مثل الرهائن، وضحایا الکوارث الطبیعیــة، وضحایــا الکوارث التی یصنعها البشر والناجون من معسکرات الاعتقال (أحمد عبد الخالق، 1998 : 139).

جـ- قلق الموت:

معظم الناجیین من التعذیب والکوارث یعتقدون بأن حیاتهم فی خطر دائم وأنهم لن یعیشوا طویلاً وأنهم یعیشون فی حالة رعب مستمر، حیث أطلق لیفتون (Lifion: 1982) على هذه المعاناة بصمة الموت.

وعرف (أحمد عبد الخالق،1998 : 140) بصمة الموت بأنها: تلک الآثار الثابتة الملتصقة بالذاکرة عن الموت وأن هذه البصمة لا سبیل لمحوها من الملامح الأساسیة للباقین على قید الحیاة بعد الکوارث أو الصدمات، وأوضح أیضًا أن قلق الموت أو بصمة الموت تتضمن قلق الموت الفعلی والقلق المتصل بمکافآت الموت، أی کل ما یؤدی إلى الهلاک وبخاصة ما یتعلق منه بتفکک النفس أو تفسخها، وینتج عن قلق الملوت (رعب داخلی دائم) ویدخل فی ذلک المفهوم الخوف من أن الصدمة ستتکرر.

وقد لوحظ أن أعراض عصاب الصدمة یمکن أن تُقمع عن طریق استخدام الکحول وأن تعاطی الکحول یکون فعَّالاً فی جلب النوم وخفض القلق وتلیین توتر العضلات والتقلیل من نوم حرکات العین السریعة والذی یرتبط به حدوث کثیر من الکوابیس التالیة للصدمة  (أحمد عبد الخالق،1998 : 140).

د- الاضطرابات النفسیة الجسمیة:

تتخذ الأمراض النفسیة الجسمیة فی اضطراب ما بعد الصدمة صورًا متعددة منها: توتر شدید، ألم مزمن فی العضلات الإجهاد وسرعة التعب وألم المفاصل وأعراض شبیهة بالروماتیزم، الصداع، قرحة المعدة والغثیان والتهاب القولون والأعراض التنفسیة والقلبیة والوعائیة ومشاکل فی الرئتین وألم فی الظهر والکتفین والشعور بالضعف فی مختلف أجزاء الجسم ونوبات من البرود والسخونة وغصة فی الحلق وثقل الأطراف (سامی العماری، 2016: 22).

هـ- اختلال الشعور بالزمن:

وردت فی الدلیل التشخیصی الثالث المعدل ضمن المحکات التشخیصیة لاضطراب ما بعد الصدمة، حیث لوحظ أن المصابین بهذا الاضطراب لدیهم تشوهات فی الإحساس بالزمن بعد تعرضهم للصدمات، وذلک کما یلی:

1- اختلاف فی إدراک دوام الفترات الزمنیة: بعض المرضى المصابین باضطراب ما بعد الصدمة یرون بطئ خلال الأحداث الصدمیة القصیرة، أو بسرعة خلال الصدمات الممتدة.

2- الاختلال الشامل للسیاق: حیث تختلط ذکریات الحادث الصدمی بالنسبة إلى سیاق الزمن ویحدث هذا للأطفال.

3- التواء الزمن: الاختلال فی الشعور بالزمن بحیث توضع الأحداث التی حدثت خلال الصدمة قبلها.

4- الإحساس بالتنبؤ: یختل الشعور بالزمن فی هذا الاضطراب بحیث یحس الفرد بأن الأحلام یمکن أن تتنبأ بالمستقبل (سامی العماری، 2016 :22 ، 23).

5- الاضطرابات الجنسیة: الضعف الجنسی التنفسی، اضطرابات فی العادة الشهریة لدى المرأة.

6- الاضطرابات التعلیمیة: توتر واضطراب فی الترکیز ورفاهة فی الحس، وهذا یمنع الفرد انتظام قدرته الاستیعابیة التی تستلزم حدًا من الاستقرار النفسی والبدنی.

7- التغیر فی وظائف الأنا: کالضبط الزائد لتفادی ذکریات المشاعر الصادقة والنکوص وانهیار دفاعات الفرد، والمحافظة النفسیة لانسحاب الفرد من التحدیات الجدیدة (زاهدة أبو عیشة، تیسیر عبد الله، 2012 : 18 ،19).


تشخیص اضطراب ما بعد الصدمة :

          حددت معاییر للـ(PTSD) التی تنص على أن الأعراض من تنقل وتناوب وإبطال للمزاج والمعرفة، وفرط النشاط یجب أن تنتهی بأکثر من شهر واحد، تسمح للطبیب لیحدد إذا ما کانت الأعراض تحدث قبل المرحلة الدراسیة الطفولیة أو مع أعراض فصامیة بالنسبة للمرضى الذین تحدث لدیهم الأعراض فی أقل من شهر التشخیص المناسب قد یکون اضطراب ضغط حاد (DSM-5, 2013: 265)

ویمکن عرض مؤشرات (PTSD) فی الجدول التالی:

جدول (1)

مؤشرات (PTSD)

A1الشخص الذی یواجه أو یمر بتجربة حدث صادم یتضمن موت حقیقی أو مهدد للخطر أو جروح خطیرة لنفسه أو للآخرین.

A2استجابة  الشخص تتضمن خوف شدید، رعب، وعجز.

D فرط الاستثارة

C التجنب/ الذهول

B الذکریات المفاجئة

1-صعوبة النوم أو البقاء مستیقظاً.

2-الصعوبة بالترکیز

3-التهیج أو العنف أو الغضب.

4-فرط الیقظة.

5-الإجفال المبالغ فیه

1-بذل الجهود لتجنب الأفکار، المشاعر، أو المحادثات المتعلقة بالحدث.

2-بذل الجهود لتجنب النشاطات أو الأماکن والناس التی تؤدی إلى تذکر الحدث.

3-عدم القدرة على استعادة مظهر مهم من الحدث.

4-تقلیل الاهتمام أو المشارکة فی النشاطات الهامة بشکل ملحوظ.

5-الشعور بالانفصال أو الابتعاد عن الآخرین.

6-مدى محدود من التأثیرات "عدم القدرة على الحب".

7-الشعور بالتقصیر بالمستقبل "عدم توقع رؤیة طبیعیة للحیاة".

1-تذکر الحوادث المؤلمة بشکل متکرر ویتضمن صور، أفکار، أو إدراک.

2-تکرر الأحلام المؤلمة عن الحدث.

3-أفعال ومشاعر فی حال کان الحدث یحدث باستمرار.

4-اضطراب نفسی شدید عند التعرض لأسباب داخلیة أو خارجیة تشابه أو ترمز لمظهر الحدث.

Eدوام الأعراض "A B C" لأکثر من شهر.

Fالأعراض تسبب علامات توتر سریریة واضحة أو ضعف فی المجتمع أو فی المهن أو فی الوظائف الهامة.

(Kaplan & Sadocks, 2015: 436)

وحسب الدلیل التشخیصی الخامس للاضطرابات النفسیة (DSM-5)، فإن مصطلح اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة یشیر إلى اضطراب نفسی ذی دلالة إکلینیکیة ویستمر لأکثر من شهر، والذی ینشأ عن تعرض الشخص لحادث عنیف وصادم.

وتتمثل معاییر اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة حسب الدلیل الإحصائی التشخیصی للاضطرابات النفسیة الخامس (DSM-V-TR, 2013: 265-275) فیما یلی:

أ-    أن یمر الفرد یحادث غیر مألوف للطبیعة البشریة، ومؤلم جداً للفرد یصطحبه التهدید الشدید، أو إلحاق الأذى والخطر بأحد أفراد العائلة مثل الأبناء والزوجة، أو التدمیر أو الحری المفاجئ للمنزل.

ب- تکرار معایشة الحدث الصادم باستمرار بطریقة واحدة أو أکثر مما یلی:

1-       عودة الذکریات المؤلمة للحدث الصادم باستمرار وتظهر له بشکل صور فاجعة وأفکار أو إدراکات حسیة مرتبطة بالحدث.

2-   أحلام وکوابیس مزعجة مرتبطة بالحادث المسبب للصدمة وقد تکون هذه الکوابیس بصور أخرى ولکنها تعطی وتعبر عن نفس الحدث الصادم مثل أن یحلم الفرد الذی تعرض لحادث سیر مؤلم أنه یقع من مکان مرتفع بشکل عنیف.

3-   یتصرف الفرد بطریقة یشعر فیها أن الحدث الصادم قد عاد مرة أخرى مثل الهلاوس والأوهام وإحساس بإعادة ظروف الحادث.

4-   ضیق نفس شدید عند التعرض لحدث أقل بکثیر من الحدث الصادم، التجنب الدائم للمثیرات والظروف المرتبطة بالصدمة ویکون الشخص الجدید یعانی من تبلد فی الاستجابات بشکل عام وهذا لم یکن موجوداً قبل الصدمة.

ج – کما تبین ضرورة توفر اثنین أو أکثر مما یلی:

1-       محاولات لتجنب الأفکار والمشاعر أو الحدیث المرتبط بالصدمة.

2-       محاولات لتجنب ممارسة الأنشطة السابقة أو التواجد بالأماکن أو أی أشخاص مرتبطین بالصدمة.

3-       نسیان جوانب مهمة من الصدمة أو الحادث المسبب للصدمة.

4-       تدنی الدافعیة فی المشارکة فی الأنشطة المختلفة أو الاهتمام بها.

5-       الإحساس بالانعزال عن الآخرین.

6-       العجز عن تبادل الأحاسیس فی المجال العاطفی.

7-       عدم التفکیر والتخطیط للمستقبل.

کما یوجد أعراض دائمة من زیادة الاستثارة، وتعطینا مؤشر على اضطراب ضغوط ما بعد  الصدمة ویوجد على الأقل اثنان منها:

1-       عدم الانتظام فی أوات النوم وعدم القدرة على الاستمرار فی النوم.

2-       نوبات من الغضب والتهیج بشکل متکرر.

3-       صعوبة الترکیز أو إکمال مهمة ما.

4-       الحذر الزائد والیقظة الزائدة.

5-       المبالغة الزائدة فی استجابات الخوف المفاجئ.

6-       ردود فعل فسیولوجیة عند التعرض لأحداث مشابهة للحدث الرئیسی مثل تزاید ضربات القلب وارتجاف الیدین.

ویمکن أن یصف هذا الاضطراب بأنه اضطراب مزمن إذا استمر لمدة تتراوح ما بین شهر إلى ستة شهور أو ظهور الأعراض بعد مضی ستة شهور من الصدمة. وتظهر بعض المؤشرات الإکلینیکیة مثل خلل أو إعاقة فی التواصل الاجتماعی والتفاعل أو خلل فی المهمات المهنیة.

          وتعد الأعراض السابقة أعراض أساسیة لتشخیص اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة، وقد یصاحبها أعراض ثانویة مثل القلق والاکتئاب والخوف من الموت وتعاطی الکحول والمخدرات والاضطرابات السیکوباثیة، ویعتمد انتشار اضطراب ما بعد الصدمة وتطوره بعد التعرض للصدمة على عدة عوامل أهمها:

1-       شدة الحادث الصادم وحدته.

2-       التأثیر المعرفی للحادث على الشخص المصاب.

3-       مدى قرب الشخص من الحادث.

4-       حجم وکیفیة ردة فعل الشخص للحدث.

5-       مدى وحجم ونوعیة الدعم الذی یحصل علیه الفرد بعد الحدث.

6-       الصفات الشخصیة کالذکاء والمهارات المکتسبة والموجودة والاعتقادات والوضع الاجتماعی والاقتصادی والدینی.

إضافة إلى معاییر تشخیص اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة هناک أعراض یتم التعرف علیها من قبل طبیب الرعایة الأولیة، وهذه الأعراض غیر محددة مثل خفقان القلب، وضیق التنفس، والغثیان، والأرق، والآلام غیر المبررة، وتقلب المزاج، فضلاً عن عدم الخضوع لأنواع معینة من الاختیارات وسلوک عدم التقید بالعلاج، والذی یکون مظهراً من مظاهر التجنب، والتی تشکل أعراضاً محددة لاضطراب ضغط ما بعد الصدمة. (Smith et al., 2008: 92 )

یکمن تشخیص الاضطراب فی تحدید الأعراض العامة، وغالبًا ما یتعرض التشخیص للفشل لأن المریض لا یدلی بالمعلومات بطریقة مبینة عن الحادث الصدمی، على الرغم من ضرورة استجوابه وأن التشخیص یتطلب ما هو أکثر من مجرد فحص لمریض والتأکد من مجموعة الأعراض، وهو غالبًا ما یتطلب طریقة لا حکمیة (دینامیة) وتغییرات أو عبارات متعاطفة ومثیرة للاهتمام (Muller, M., 2004, P.18).

  وهناک محکات تشخیصیة على ضوءها یمکن تحدید الاضطراب وهی:

أ- معایشة الحدث الصدمی مباشرة.

ب- مشاهدة الحادث الصدمی شخصیًا.

جـ- یکون الحادث الصدمی قد حدث لأحد أفراد الأسرة أو لصدیق حمیم، وأن یکون هذا الحادیث عنیف.

د- المرور بخبرة التعرض المتکرر أو الشدید لتفاصیل بغیضة للحادث أو الحوادث الصدمیة مثل دم أو بقایا بشرة، وتعرض ضباط الشرطة لتفاصیل الإساءة للأطفال بشکل متکرر، على أن لا یکون هذا التعرض عن طریق الإعلام أو التلیفزیون أو السینما أو الصور.

و- وجود عرض أو أکثر من الأعراض الاقتحامیة المرتبطة بالحادث الصدمی، کالأحلام المتکررة والمسببة للضیق المرتبطة بالحادث الصدمی، وحدوث ضیق أو کرب نفسی عمیق عند التعرض لعلامات داخلیة أو خارجیة ترمز للحادث الصدمی أو تشبه أحد جوانبه، وجود إرجاع تفکیکیة مثل استعادة الخبرة السابقة حیث یتصرف الفرد کأن الحدث الصدمی یعود ثانیة، وحدوث حالة ضیق بشکل متکرر ولاإرادی ومقتحم بسبب الذکریات المسیطرة على الفرد، وإرجاع فسیولوجیة ظاهرة للعلامات الداخلیة أو الخارجیة التی ترمز لأحد جوانب الحدث الصدمی.

هـ- التجنب المستمر للمنبهات المرتبطة بالحادث الصدمی کالذکریات المزعجة أو الأفکار أو المشاعر المرتبطة بالحادث الصدمی، وتجنب الأماکن والأشخاص والمحادثات والنشاطات التی تذکر الشخص بالحادث الصدمی.

ز- تغییرات سلبیة فی الجوانب المعرفیة والمزاج کالعجز عن تذکر جانب مهم من الحادث الصدمی ولیرى نتیجة إصابات عضویة أو تعاطی کحول أو عقاقیر مؤثرة نفسیًا، توقعات سلبیة عن النفس أو الآخرین أو العالم مثال أنا سیء، ولا تستطیع أن تثق فی أی شخص، والعالم خطیر جدًا، وجهازی العصبی مدمرًا تمامًا، حالة انفعالیة سیئة (مثل الخوف أو الرعب أو الغضب أو الشعور بالذنب أو الخزی)، وجود معارف مشوهة عن سبب الحادث الصدمی وعواقبه بحیث یلوم الفرد نفسه والآخرین، الانفصال والاغتراب عن الآخرین وعدم مشارکتهم فی النشاطات المهمة، وعدم القدرة على المرور بخبرة الانفعالات الإیجابیة مثل مشاعر الحب والعجز عن الشعور بالسعادة أو الرضا.

ر- تغییرات واضحة فی الاستجابة ورد الفعل تبدأ أو تسوء بعد الحادث الصدمی، کحدوث انفجارات غضب من دون استنفار أو استفزاز قلیل یعبر عنه فی شکل عدوان لفظی أو بدنی، سلوک طائش أو متهور أو مدمر للذات، تیقظ زائد، مشکلات فی الترکیز والانتباه، اضطرابات فی النوم.

ح- أن یسبب کربًا إکلینیکیًا شدیدًا أو عجزًا فی الجوانب الاجتماعیة أو المهنیة.

ط- ألا یرجع الاضطراب إلى آثار فسیولوجیة لتعاطی مادة علاج طبی أو کحول أو حالة طبیة أخرى.

ى- أن نحدد ما إذا کان الاضطراب مع أغراض تفکیکیة عند الاستجابة للحادث الضاغط یخبر الشیء أو یمر بأعراض دائمة أو معاودة لواحد مما یلی:

أ- اختلال الآنیة: خبرات مستمرة من الشعور بالانفصال کما لو کان الشخص فی موقع المشاهد الخارجی أو خارج عملیاته العقلیة.

ب- عدم الواقعیة: المرور بخبرات واضحة أو معاودة فی عدم واقعیة المحیطین کأن یخبر الفرد العالم المحیط به على أنه غیر واقعی أو تشبیه بالحلم یکون بعیدًا أو مشوه (أحمد عبد الخالق، 2016 : 279-283).

جـ- نحدد ما إذا کان التعبیر متأخرًا عن الأعراض، إذا لم تتحقق المحکات التشخیصیة الکاملة حتى ستة أشهر على الأقل بعد الحادث (APA, 2013, PP271-272).

التوجهات النظریة التی تفسر اضطراب ما بعد الصدمة

تعددت النماذج النظریة التی تفسر طبیعة حدوث الاضطراب وتمیل إلى التداخل بدرجة کبیرة فهی معقدة وهذه النظریات هی : التحلیل النفسی والنظریة الاجتماعیة والنظریة البیولوجیة ونظریة التعلق والنظریة السلوکیة ولکن الباحثة اقتصرت فی عرضها على نظریات التحلیل النفسی والنظریة البیولوجیة والنظریة الاجتماعیة لاعتمادها علیهم فی تفسیر النتائج وذلک کما یلی:

1- نظریة التحلیل النفسی Psychoanalytic Theory:

اهتمت هذه النظریة بالخبرات المؤلمة وبالذکریات المحزنة السابقة التی تعرض لها الفرد فی طفولته على اعتبارها دافعًا قویًا لمعاناته عندما یکبر ویتعرض لخبرات أو ذکریات مماثلة وشبیهة بما کان یعانی منه فی طفولته، وتظهر بدایة اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) بعد أشهر أو سنوات من تعرض الفرد للحادث الصدمی؛ لأن فروید کان قد عد صدمة الولادة وما یصاحبها من إحساس الولید بالاختناق بأنها تجربة القلق الأولى فی حیاة الإنسان (سامی العماری، 2016:27).

وترى کارین هورنی أن الخبرات الفعلیة غیر الملائمة وشعور الطفل بعدم الحب فی داخل أسرته یجعله یشعر بالعجز والعزلة وأحیانًا العدوانیة مما قد یضعف الأنا ویشعر الفرد بالقلق الشدید، حیث إنه یوجد تفاعل کبیر وارتباط قوی بین خبرات الطفولة السلبیة المبکرة والأحداث والمواقف الحالیة التی یمر بها الفرد والتی تحمل خبرات سلبیة مشابهة لأنه سیرجع الماضی ویربطه بالحاضر ویعیش فی المأساة المشابهة، وهذه تعتبر من أهم أعراض اضطرابات التالیة للصدمة (نعیمة عمر، 2016 : 54 ، 55).

3- النظریة البیولوجیة Biological Theory:

یعتبر کل من کولب وماک بوف (1990, 1987) أن تأثیر التعرض للعوامل المسببة للضغوط على الجهاز العصبی المرکزی، مما قد یسبب تلفًا أو تغییرًا فی المسار العصبی، فالتنبیهات الحادة التی یخبرها الشخص فی الأحداث الصادمة قد تسبب تدمیرًا أو تغییرًا فی المسار العصبی، وأید ماک جوف (1990) هذا والعدید من البحوث الأخرى مفادها أن فکرة الصدمة تؤدی إلى تغییر المخ العصبی الکیماوی کمساهم فی أعراض ضغوط ما بعد الصدمة (نعیمة عمر، 2016 : 61 ، 62).

ویقوم الاتجاه البیولوجی على افتراض وجود عوامل وراثیة تؤدی إلى حدوث اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة. وقد تم التحقق من هذا الاستنتاج بإجراء العدید من الدراسات على التوائم، حیث بینت هذه الدراسات أن نسبة إصابة التوائم المتطابقة باضطراب الضغوط التالیة للصدمة أکبر منها لدى التوائم الأخویة (Tilly et al., 2010: 30).

2- النظریة الاجتماعیة: Social Theory:

یؤکد أصحاب هذه النظریة بأنه کلما کانت العوامل الاجتماعیة أکثرًا ضغطًا على الفرد کان تطویره لأعراض PTSD أکثر، وکلما تماسکت الشبکة الاجتماعیة التی ینتمی إلیها الفرد من الأسرة والأصدقاء کلما زاد دعم ومساندة الفرد لتجاوز الصدمة (سعید جاسم، عطاری محمد، 2014 : 209-210).

مناقشة النظریات :

لاتوجد نطریة واحده کاملة شاملة فی تفسیر الاضطراب ولکن کل نطریة تکمل الاخری ادا قد تفسر نطریة جزء من الاضطراب وتفسر اخری جزءا اخر منطلقة من الاطر المستندة علیها ادا لایمکننا ان نضع فنیات علاجیة ادا لم نتعرف علی دکریات الفرد وخبراته السابقة وهدا متاکدة نطریة التحلیل النفسی وکلما تماسکت الشبکة الاجتماعیة التی ینتمی الیها الفرد من اسرة واصدقاء کلما زاد دعم ومساندة الفرد لتجاوز الاضطراب وهدا ما توکده النطریة الاجتماعیة ,اما النطریة البیولوجیا فهی تساعدنا علی السیطرة علی المراحل الحیویة التی تزید من تضخم اعراض الحدث الصادم

ثانیًا : الاکتئاب

أصدر الاتحاد العالمی للصحة النفسیة عام 2012م منشوراً بعنوان "الاکتئاب: أزمة عالمیة"، وشمل هذا العدد سلسلة من الموضوعات التی تسلط الضوء على الاکتئاب، بوصفه اضطراب واسع الانتشار قابل للعلاج، یصیب الأفراد وأسرهم وأقرانهم. (Wan, 2012: 2)

نسبة انتشار اضطراب الاکتئاب

          یعد الاکتئاب من أکثر الاضطرابات النفسیة انتشاراً، فهو یحتل المرتبة الثانیة بین الاضطرابات النفسیة بعد القلق من حیث الانتشار، وهو یتجاوز حاجز العمر حیث یصیب الأفراد من مختلف الأعمار، کما أنه لا یمیز بین الجنسین بالرغم من اختلاف نسبة انتشاره بینهما.

          کما وجدت الإحصاءات فی أمریکا عام (2012) أن أکثر من خُمس طلبة الجامعة یعانون من الاکتئاب (Wilson et. al., 2012: 371).

ففی دراسة أجریت على (2136) طالباً لمعرفة مدى انتشار الاکتئاب، أشارت نتائجها إلى أن 9% منهم لدیه الأعراض الاکتئابیة بدرجة متوسطة أو شدیدة (Lynn et. al., 2013: 144).

          وأشارت أیضا نتائج دراسة هدفت إلى فحص مدى انتشار الاکتئاب بین الطلبة قبل دخول الجامعة إلى أن 79.2% منهم یعانی من الاکتئاب المتوسط، کما بینت أن انتشاره وشدته تزداد مع العمر. (Naushad et al., 2014: 156)

تعریف الاکتئاب

عرفت الکآبة منذ أقدم العصور وما تزال حتى الیوم تجربة نفسیة عامة الوجود على مختلف الإجناس والثقافات وأن نسبة کبیرة ممن یعانون شعور الاکتئاب یخفون هذا الشعور ولا یبوحون به وأن الکآبة لا یمکن اعتبارها حالة غیر عادیة إلا إذا تجاوزت نطاق النقطة التی یبدأ عندها أغلب الناس باستعادة وضعهم الطبیعی.

یحتل الاکتئاب المرحلة الرابعة بین أسباب الإعاقة والموت المبکر حسب ما جاء فی دراسة الأمراض التی أجرتها کلیة هارفارد للصحة العامة ومنظمة الصحة العالمیة والبنک الدولی وأشارت هذه الدراسة إلى أنه فی العام 2020 یمکن أن یصبح الاکتئاب ثانی أخطر مرض فی العالم بعد مرض القلب ، وأن 90% من حالات الانتحار سببها الاکتئاب (محمود کاظم ، 2015 : 162 ، 163)

وعرفه بیک (Beak, 1967) بأنه "أحد الاضطرابات الوجدانیة" الذی یتسم بخمسة عناصر أساسیة:

  • التقلب المزاجی : یشمل الحزن ، والشعور بالوحدة والذنب.
  • مفاهیم خاطئة عن الذات : تشمل لوم الذات ، انخفاض تقدیر الذات.
  • رغبات عدوانیة وعقابیة للذات : تشمل الرغبة فی العزلة والموت.
  • تغیر فی مستوى النشاط : یشمل القصور والبطء.

عرف إهرت سوبیراج (Ehret, Sbieraj, 2014: 255) الاکتئاب على أنه الانقباض فی المزاج، واجترار الأفکار السوداء، والهبوط فی الوظائف الفسیولوجیة قد یصاحبه بعض الإرجاع العقلی المرضی، وقد یکون أحد طوارئ ذهان الهوس. وقد یحدث نتیجة التعرض لمشقة من قبیل الاستجابة المرضیة لها.

عرفه هوفمان وآخرون (Hoveman et al., 2012: 68) على أنه نتاج استراتیجیات المجابهة اللاتکیفیة للضغوط، مع وجهة النظر السلبیة عن الذات وعن العالم وعن المستقبل، والترکیز الإنتباهی الشدید على المظاهر السلبیة للمثیر.

أعراض اضطراب الاکتئاب:

توجد أعراض عامة للاکتئاب یمکن أن تظهر فی أی مرحلة من مراحل العمر ، وهذه الأعراض قد تظهر تدریجیًا على مدار سنین أو تظهر فجأة وتتمثل الأعراض الاکتئابیة فی الشعور بالحزن، الشعور بالتشاؤم، تدنی تقدیر الذات، الغضب، کراهیة الذات، لوم الذات، التفکیر فی الانتحار، الرغبة فی البکاء، صعوبة التذکر، الشعور بالوحدة، صعوبة الترکیز، إهمال الواجبات المنزلیة، اضطرابات النوم، الشعور بالإرهاق، اضطرابات الشهیة، الشعور بالآلام الجسدیة، عدم الشعور بالمتعة، ضعف المشارکات المدرسیة، سوء الأداء الدراسی، الشعور بکراهیة الآخرین، الشعور بعدم القیمة. (Kovacs, 2011, 72)

ومن أهم هذه الأعراض الحزن معظم الوقت ، والبکاء أحیانًا ، الخوف والذهول أو عدم الاتزان ، لوم الذات والاحساس بالذنب عدم تقبل أی نقد ، انخفاض تقدیر الذات ، الأرق ، فقدان الشهیة ، ظهور بعض الهلاوس فی الحالات الشدیدة.

ویمکن أن تصنف أعراض الاکتئاب حسب نوع وشدة الاکتئاب:

أعراض الاکتئاب البسیط:

  • اضطرابات النوم وفقدان الشهیة.
  • عدم الثقة بالنفس والیأس والاحساس بالاسى.
  • الانسحاب من الحیاة العملیة والاجتماعیة وصعوبة تکوین علاقات اجتماعیة.
  • عدم الإقبال على متسع الحیاة ومباهجها.
  • نقص الترکیز وانخفاض فی مستوى التفکیر.
  • الحزن والیأس.

أعراض الاکتئاب المتوسط :

نفس الأعراض السابقة ویزداد علیها :

  • اللا مبالاة وعدم الاکثرات بأی شیء.
  • انعدام الأمل فی المستقبل.

أعراض الاکتئاب الشدید والحاد

  • اضطراب شدید فی النوم ، فإما أن یظل المریض یقظًا لا یستطیع النوم ، أو أنه ینام لمدة طویلة دون حاجة حقیقیة للنوم وعندما یستیقظ یشکو من التعب والاجهاد.
  • اضطراب فی التفکیر وصعوبة فی اتخاذ القرارات البسیطة.
  • الاحساس بالجمود وبطء الحرکة.
  • اضطراب حاد فی الطعام ، الأکل بشراهة أو الامتناع عن الطعام.
  • فقدان الطاقة الحیویة والإحساس بالإجهاد طول الوقت رغم أنه لا یعمل شیئًا.
  • التفکیر فی الانتحار والکثیر منهم یقدم على التنفیذ.
  • انعدام الثقة فی الذات والشعور بعدم القیمة (علا عبد الباقی ، 2009 : 37 ، 38)

أنواع اضطراب الاکتئاب

الاکتئاب التفاعلی (الموقف) Reactive and Situational Depression

          هو عبارة عن تفاعل مفرط لمثیر محبط، تم نتیجة لموقف فاشل أو حدث فاشل، وهذا التفاعل المفرط لیس دفاعاً عصابیاً بالضرورة، وإن کانت الحیل قد تسهم جزئیاً فی إحداثه. ویمکن اعتباره أیضا رد فعل قوی لصدمة عنیفة ومؤثرة نتیجة لموقف صعب، أو عقب مصیبة کفقدان ثروة، أو فشل اجتماعی أو أسری أو عاطفی. وهو قصیر المدى لا یبقى طویلاً، ومن الممکن شفاؤه، ولا یعود للظهور إلا بعودة وضع مشابه، أو خبرة مماثلة للوضع، او الموقف الذی سبب الاکتئاب.

الاکتئاب الشرطی: وهو اکتئاب یرجع إلى خبرة صادمة یعود إلى الظهور بظهور وضع مشابه أو خبرة مماثلة للوضع أو لخبرة سابقة.

أسباب الاکتئاب: هناک أسباب تجعل الفرد قابل للإصابة بالاکتئاب وهی :

أ - أسباب عضویة : وهی التغیرات فی بعض کیمیائیات المخ من أهمها مادة السیروتونین ومادة النورادرینالین اللتان یلعبان دورًا هامًا فی حدوث الاکتئاب النفسی عند نقصها.

ب - عوامل بیئة : متمثلة فی کثرة الضغوط الخارجیة على الإنسان دون وجود متنفس لها والتعرض للاعتداء النفسی أو الجسدی المتعرض للتحرش الجنسی (علا عبد الباقی ، 2009 : 23).

ج - الجنس : تصاب النساء أکثر من الرجال بالاکتئاب ، یفسر الاختصاصیون هذا الواقع باعتراف النساء أکثر من الرجال بحالات الاکتئاب التی تصیبهن ، ولکن لابد من الإشارة إلى أن النساء یتعرضن لضغوط اجتماعیة لایواجهها الرجال ، هذه الضغوطات تجعلهن أکثر عرضه للاکتئاب کالبقاء وحیدات فی المنزل إضافة إلى التغیرات الهرمونیة التی تحدث للنساء أثناء الدورة الشهریة وفی فترة الحمل والولادة وانقطاع الطمث.

د – الشخصیة : الاستحواذیین والجازمین والقساه والذین یخفون مشاعرهم بالإضافة إلى الأشخاص الذین یقلقون بسرعة أکثر عرضة من غیرهم لخطر الإصابة بالاکتئاب.

هـ - الأمراض طویلة الأمد: الافتقاد إلى الراحة والاستقلالیة والإمان وعدم القدرة على الحرکة جمیعها أسباب تدفع بالانسان إلى الاکتئاب ، بقاء الإنسان فی وضع معین بسبب المرض یؤدی به حکرًا إلى الاکتئاب (کوام مکنزی ، 2013 : 25 ، 28).

النظریات المفسرة للاضطراب الاکتئاب

تتعدد النظریات المفسرة للاکتئاب مثل النظریة المعرفیة ونظریة التحلیل النفسی والنظریة المعرفیة الانفعالیة والنظریة البیولوجیة ولکن الباحثة ستقتصر على النظریات وثیقة الصلة التی توجه البحث الحالی وهی کالآتی:


النظریة المعرفیة الانفعالیة /الوجدانیة

          تشیر نظریة إلیس فی العلاج العقلی الانفعالی إلى أن الناس یشعرون بالانزعاج عندما یسعون إلى تحقیق أهداف معینة وتعترضهم أحداث أو عوائق تمنعهم من تحقیق أهدافهم. ویحمل الناس معتقدات حول هذه الأحدث تؤثر على مشاعرهم وسلوکیاتهم، وبناء علیه، فإن الأحداث بحد ذاتها لا تخلق المشاعر، وإنما المعتقدات والقناعات حول هذه الأحداث هی التی تسهم فی تشکل المشاعر الناتجة عن الأحداث (Corey, 2010: 319).

          وتوجد العدید من الدلائل البحثیة التی تؤکد على أهمیة معتقدات الفرد وأفکاره اللاعقلانیة فی إدراک وتفسیر المواقف على أنها ضاغطة والتی تؤثر بدورها على مستوى الصحة النفسیة والتعرض للمشاعر الاکتئابیة (Benjamin et al., 2005: 674).

نظریة التحلیل النفسی :

تعتبر نظریة التحلیل النفسی من أوائل النظریات النفسیة التی شغلت تفسیر الاکتئاب والبحث عن أسبابه ، وتؤکد هذه النظریة على أن الخبرات الضاغطة الصدمیة التی یواجهها الفرد فی السنوات المبکرة من عمره مثل الانفصال عن أحد الوالدین أو فقده قد تجعل الأطفال مستهدفین بشکل أساسی للاکتئاب ، ومن ثم إذا واجه الفرد بعد ذلک ضغوطًا مشابهة کالتی تعرض لها فی الطفولة فإنه تظهر علیه أعراض الاکتئاب ، ومن هنا یواصل الطفل مسیرة نموه حاملاً بین جنباته هذه الحصیلة الاکتئابیة التی قد تظهر عند حدوث أی أحداث مؤلمة أو ضغوط. (صمویل تامر ، 2007 : 25 ، 29).

النظریة البیولوجیة :

معظم العلماء یتفقوا على أن العامل الوراثی له أهمیة کبیرة فی حدوث المرض ولکن هذا لا یمنع من تأثیر العوامل البیئیة ، وإذا تفاعلت العوامل الوراثیة مع العوامل البیئیة ساهم ذلک فی حدوث المرض.

أن العوامل الکیمیائیة لها دور کبیر فی إحداث الاکتئاب ، وأن الناقلات العصبیة Neuro-transmitters مسئولة عن إحداث التوازن الکیمیائی داخل الجسم ، وحدوث خلل فی الناقلات العصبیة یؤدی إلى اختلال التوازن الکیمیائی Disturbance neuro transmitters وبالتالی إلى إحداث الاضطرابات النفسیة عامة ، والاکتئاب خاصة ، وزیادة أو نقص کیمیاء الناقلات العصبیة یؤدی إلى اضطراب الوظائف النفسیة محدثة الاکتئاب.

دراسات سابقة : عرضت الباحثة الدراسات السابقة التی حصلت علیها من خلال المحاور الآتیة:

المحور الأول : دراسات اهتمت باضطراب ما بعد الصدمة

دراسة عساف وأبو الحسن (2007)

هدفت إلى معرفة آثار الضغوط النفسیة الصدمیة المترتبة على فعل الاجتیاحات العسکریة الإسرائیلیة لمخیم حنین ، وقد تکونت عینة الدراسة من (135) طالبًا وطالبة، استخدم الباحثان مقیاس الضغوط الصدمیة. أوضحت النتائج أن 25.2% من الطلاب یعانون من الضغوط الصدمیة / کما أوضحت النتائج أیضًا عدم وجود فروق دالة إحصائیًا تعزی لمتغیر النوع (الذکور والإناث) ، ومستوى الدخل ، والمرحلة الدراسیة.

دراسة الکبیسی وآخرون (2009)

هدفت إلى الکشف عن اضطراب ما بعد ضغوط الصدمیة لدى منتسبی جامعة بغداد .  تکونت العینة من (284) طالبًا وموظفًا ، استخدم الباحثون مقیاس اضطراب ما بعد الضغوط الصدمیة. أوضحت النتائج أن 69% من أفراد العینة تعرضوا لنوع أو أکثر من نوع من الحوادث الصدمیة ، وإصابة 174 فرد ، منهم 167 أنثى و7 ذکور من أفراد العینة بضغوط ما بعد الصدمة بشکل عام.


دارسة ماثیو (Matthew, 2012)

هدفت إلى معرفة العلاقة بین اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة والأعراض النفسیة الجسمیة والاستجابة للعلاج وذلک لدى عینة من الذین یعانون من هذه الاضطرابات.  استخدم الباحث مقیاس اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة ، ومقیاس الأعراض النفسیة الجسمیة.

أوضحت نتائج الدراسة أن : أفراد العینة الذین یعانون من اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة یعانون من الأعراض النفسیة الجسمیة مثل مشاکل فی القلب ، وارتفاع ضغط الدم ، والسکری ، وارتفاع نسبة الکولسترول فی الدم ، صعوبة فی الترکیز ، ویعانون من قلق المستقبل حیث أنهم لا یتوقعون استمرار حیاتهم أو القدرة على العمل أو الزواج وإنجاب الأطفال، کما أن لدیهم توقعات بانتهاء حیاتهم فی أی وقت.

دراسة عایدة کساب (2013)

هدفت الدراسة للتعرف على العلاقة بین اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة وبعض سمات الشخصیة لدى طلاب الجامعات الفلسطینیة بقطاع غزة ، وعلاقة ذلک ببعض المتغیرات الدیموغرافیة الأخرى ، وتکونت العینة من (374) طالب وطالبة (42.2% ذکور) و (57% إناث) تتراوح أعمارهم ما بین (19 - 22) عامًا ، واستخدمت عدة أدوات وهی (اختبار الخبرة الصادمة - اختبار اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة - اختبار أیزنک للشخصیة) وقد دلت النتائج على أن 98.1% تعرضوا لخبرة سماع القصف ، 94.1% شاهدوا صور الجرحى والجثث فی التلفاز ، 92.5% سمعوا صوت الطائرات، 90.1% سمعوا صوت الزنانات ، 2.10% أصیبوا بشظایا نتیجة القصف ، کما دلت النتائج أن الذکور أکثر تعرضًا للمستوى الشدید للخبرة الصادمة ، والإناث لدیهن ارتفاع فی المعاناة فی اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة للإناث مقارنة بالذکور ، بالنسبة للاستعادة وبعد الیقظة الزائدة.

المحور الثانی : دراسات اهتمت باضطراب ما بعد الصدمة وعلاقته بالاکتئاب

دراسة الخواجة (1995)

هدفت إلى معرفة العلاقة بین الصدمات الحیاتیة وسمة القلق والاکتئاب لدى عینة من طلاب جامعة الکویت ، تکونت العینة من (388) طالبًا وطالبة ، استخدم الباحث مقیاس اضطرابات ضغوط ما بعد الصدمة ، ومقیاس الاکتئاب ، ومقیاس سمة القلق.

أوضحت النتائج أن ارتفاع نسبة القلق والاکتئاب واضطراب ما بعد الصدمة لدى الإناث أعلى عنها لدى الذکور.

دراسة ثابت وخضر (2007)

هدفت إلى التعرف على مستوى الخبرات الصادمة وأنواعها التی تنشأ لدى طلبة الجامعات الفلسطینیة فی قطاع غزة وعلاقتها ببعض المتغیرات النفسیة مثل : کرب ما بعد الصدمة ، والقلق، والاکتئاب.  وقد تکونت عینة الدراسة من (360) طالبًا وطالبة. استخدم الباحثان مقیاس کرب ما بعد الصدمة، ومقیاس أعراض القلق والاکتئاب.

أوضحت النتائج أن هناک فروق دالة إحصائیًا فی مستوى الخبرات الصادمة تعزی للنوع ، فی اتجاه الذکور ، بینما توجد فروق فی مستوى استعادة الخبرة الصادمة والقلق والاکتئاب فی اتجاه الإناث.

دراسة سلمان وآخرون (2007)

تهدف الدراسة إلى التعرف على اضطراب الضغوط التالیة للصدمة والاکتئاب والقلق لدى المراهقین من قطاع غزه ، تکونت عینة الدراسة من 229 مراهقًا ، کشفت النتائج أن 68.9% منهم یعانون من اضطراب مابعد الصدمة و 40% لدیهم معدلات معتدلة وشدیدة من الاکتئاب و 94.9% یعانون من معدلات القلق و 69.9% لدهیم استجابات مواجهة غیر مرغوبة.

دراسة عبد الفتاح محمد الخواجة (2012م)

استهدفت هذه الدراسة التعرف إلى علاقة اضطراب ضغط ما بعد الصدمة بالاکتئاب لدى عینة من (296) طالباً وطالبة من طلبة البکالوریوس فی کلیة الآداب فی جامعة السلطان قابوس منهم (142) من الذکور و (154) من الإناث تم اختیارهم عشوائیاً.

وجود علاقة طردیة بین الزیادة فی المشاعر الاکتئابیة والزیادة فی  مشاعر اضطراب ما بعد الصدمة ، لا توجد فروق بین الذکور والإناث فی مستوى مشاعر اضطراب ضغط ما بعد الصدمة ، الإناث أکثر اکتئابا من الذکور فی مستوى المشاعر الاکتئابیة، وأن هذا المستوى أعلى لدى الإناث.

دراسة لورین روتر وآخرون (2013) Rutter, Lauren et al.,

هدفت الدراسة إلى تناول العلاقة بین أعراض اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة، وزیادة أعراض الاکتئاب، وضعف الصحة نظراً لقلة ممارسة الریاضة، وذلک على عینة قوامها (200) طالباً وطالبة بالمرحلة الجامعیة، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة بین أعراض اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة وأعراض الاکتئاب.

نتائج الدراسات السابقة :

توصلت معظم الدراسات السابقة إلى نتائج مفاداها أنه توجد علاقة ارتباطیة ما بین اضطراب ما بعد الصدمة والاکتئاب وهذه النتائج ساعدت على صیاغة الفروض على النحو التالی:

فروض الدراسة :

1- توجد علاقة دالة إحصائیًا بین اضطراب مابعد الصدمة والاکتئاب لدى طلاب الجامعة عینة البحث.

2- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی اضطراب مابعد الصدمة بین الذکور والإناث عینة البحث.

3- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی اضطراب مابعد الصدمة لدى طلاب الجامعة عینة البحث تبعا باختلاف الفرق الدراسیة.

 وإجراءات البحث

اعتمد البحث الحالی على المنهج الوصفی الذی یهدف إلى جمع الحقائق والبیانات عن الظاهرة ومحاولة تفسیرها تفسیرًا علمیًا.

ثانیًا : مجتمع البحث : یتکون المجتمع الأصلی للدراسة من طلاب جامعة بنی ولید ، کلیة الآداب.

ثالثًا : عینة البحث : تتمثل عینة البحث فی :

أ-      العینة الاستطلاعیة (50) طالبًا وطالبة من المجتمع الاصلی لحساب الخصائص السیکومتریة لإدوات البحت .

ب-    عینة البحث الأساسیة : تتکون من (296) طالب وطالبة من طلاب جامعة بنی ولید تتراوح أعمارهم من بین (20-23) تم اختیارهم بطریقة عشوائیة من مجتمع البحث الأصلی جمیع السنوات الدراسیة بالأقسام المختلفة.

خصائص العینة : تم مراعاة الشروط التالیة فی اخیتار العینة الأساسیة:

1- ان تشتمل العینة علی الطلبه والطالبات بکلیة بنی ولید.

2- تراوحت أعمارهم من بین (20-23 سنة).

3- أقام أفراد العینة  داخل مدینة بنی ولید.

4- عایش أفراد العینة أحداث الحرب فی مدینة بنی ولید.


رابعًا : أدوات البحث : استخدمت الباحثة فی البحث الأدوات التالیة:

(1) مقیاس اضطراب ما بعد الصدمة (إعداد الباحثة)

أعد هذا المقیاس بهدف توفیر أداة سیکومتریة لتناسب عینة البحث أهداف الدراسة ، وقد مر أعداد المقیاس بعدة خطوات :

أ- الاطلاع على الأطر النظریة للدراسات السابقة العربیة والأجنبیة المتعلقة باضطراب ما بعد الصدمة من أجل التعرف علیه والوقوف على أهم الأبعاد المدروسة واستخلاص مجالات ومکونات المقیاس وهذه الخطوة تعد أحد مصادر المعرفة المهمة فی أعداد المقیاس.

ب- الإطلاع على المقاییس والاختبارات النفسیة المرتبطة بالموضوع ، الأمر الذی یتیح لنا الوقوف على مکونات کل اختبار ، والمفردات التی تتصل بکل مکون ، وهذا یعد المدخل العلمی لتحدید مکونات هذا المقیاس وفیما یلی عرض للمقاییس التی تم الإطلاع علیها.

جدول (2)

المقاییس التی استفادت منها الباحثة فی بناء مقیاس اضطراب ما بعد الصدمة

اسم المقیاس

المؤلف

السنة

عدد العبارات

المکونات

1. مقیاس أثر الصدمة

هارفارد

ترجمة عبد الرحمن ابو دوم

1995

40

انفعالیة - معرفیة - سلوکیة - دینیة - نفسیة

2. مقیاس اضطراب ما بعد الصدمة

دافیسون

ترجمة عبد العزیز ثابت

1998

17

استعادة الخبرة الصادمة - تجنب الخبرة الصادمة - تجنب الاستثارة

3. مقیاس اضطراب ما بعد الصدمة

عبد الفتاح الخواجة والبحرانی

2011

69

الاعراض الوجدانیة - الأعراض المعرفیة - الأعراض السلوکیة

4. اضطراب ما بعد الصدمة

وحیدة محمد مراد

2015

30

أعراض استعادة الذکریات - أعراض فرط الاثارة - الأعراض التجنبیة

ج- من خلال تحلیل الدراسات العربیة والأجنبیة والمقاییس سالفة الذکر ، أصبح من الممکن تحدید مکونات المقیاس وصیاغة مفرداته فی صورته الأولیة کما یلی:

المکون الأول : الشعور بتکرار الحدث : هو شعور الفرد بالخوف والقلق بأن ما حدث سیحدث مرة أخرى وعدد عباراته (5) عبارات.

المکون الثانی : تجنب التفکیر بالصدمة : تجنب الفرد جمیع الأماکن والأشیاء والأشخاص الذین لدیهم علاقة بالحدث المؤلم أو الصادم ، وعدد عبارات المکون (6) عبارات.

المکون الثالث : الأعراض الجسمیة : یتضمن الآلام الجسمیة المتمثلة فی فقدان الشهیة وضیق فی التنفس والصداع والسرعة فی ضربات القلب ورعشة فی أعضاء الجسم وعدد عبارات المکون (5) عبارات.

المکون الرابع : الاضطرابات الانفعالیة : وهی شعور الفرد بضیق وتؤثر وتقلب فی المزاج وصعوبة فی النوم وانزعاج نتیجة مروره بخبرة مؤلمة وعدد عبارات المکون (6) عبارات.

المکون الخامس : الاضطرابات الاجتماعیة : هی الابتعاد عن الآخرین وعدم مشارکتهم والانعزال عنهم وعدد عباراته (8) عبارات.

تم عرض المقیاس بصورته المبدئیة والمکون من 30 عبارة ، تم وضع التعلیمات وبدائل الاختیار وللإجابة على عبارات المقیاس توجد خمس بدائل ابدًا ، نادرًا ، أحیانًا غالبًا ودائمًا.        

قامت الباحثة بعرضه على مجموعة من الاساتذة المتخصصین فی علم النفس البالغ عددهم (5) محکمین تم الابقاء على عبارات مقیاس اضطراب ما بعد الصدمة التی حصلت على نسبة 90% من اتفاق المحکمین وتم تعدیل وإعادة صیاغة بعض العبارات التی اتفق المحکمون على صیاغتها، والجدول الآتی یوضح ذلک.

جدول (3)

آراء المحکمین حول عبارات مقیاس ما بعد الصدمة

المکون

رقم العبارة

العبارة قبل التعدیل

العبارة بعد التعدیل

الشعور بتکرار الحدث

2

تنتابنی مشاعر من القلق والخوف بأن ما حدث سیحدث مرة ثانیة.

اشعر بالتوتر کلما اقتربت من أماکن الحرب.

 

 

 

 

اشعر بالخوف من إمکانیة حدوث ما حدث مرة أخرى.

تجنب التفکیر بالصدمة

10

اخاف من الأماکن  التی دمرتها الحرب.

احرص على عدم التواجد فی الاماکن التی دمرتها الحرب.

 

11

اتجنب کل ما یذکرنی بالصدمة أو الحرب

انسحب من الشوارع التی تذکرنی بالحرب.

الاضطرابات الانفعالیة

21

متحفز دائما واستثار لاتفه الأشیاء

متحفز دائما واستثار لاتفه الاشیاء بعد المرور بالأزمة.

وصف المقیاس فی صورته النهائیة

بعد أن عرض المقیاس على المحکمین واجراء التعدیلات المطلوبة تم تحدید الصورة النهائیة لمقیاس اضطراب مابعد الصدمة ، والتی تکون من (30) عبارة موزعة على خمسة مکونات فرعیة.  والجدول رقم (4) یبین أرقام العبارات کما وردت فی الصورة النهئایة.

جدول رقم (4)

توزیع عبارات مقیاس اضطراب ما بعد الصدمة على الابعاد الفرعیة

مکونات المقیاس

أرقام العبارات التی تضمنها کل مکون

عدد العبارات

الشعور بتکرار الحدث

1-2-3-4-5

5

تجنب التفکیر بالصدمة

6-7-8-9-10

6

الأعراض الجسمیة

12-13-14-15-16

5

الاضطرابات الانفعالیة

17-18-19-20-21

5

الاضطرابات الاجتماعیة

22-23-24-25-26-27-28-29-30

9

طریقة تصحیح مقیاس اضطراب ما بعد الصدمة :

تم اختیار التقدیر الخماسی ، بحیث یطلب من المفحوص اختیار البدیل الاکثر ملائمة له أمام ، حیث تأخذ الاستجابة فی اتجاه اضطراب ما بعد الصدمة على دائما (5) وتنطبق على غالبًا (4) وتنطبق على أحیانًا ونادرًا (2) ولا تنطبق على ابدًا (1) وتکون اعلى درجة کلیة یحصل علیها المفحوص 150 وأدنى درجة 30.

الکفاءة السیکومتریة لاضطراب ما بعد الصدمة :

أولاً : حساب الاتساق الداخلی  

تم حساب الاتساق الداخلی عن طریق حساب معامل الارتباط بین درجة کل عبارة والدرجة الکلیة للبعد بعد حذف درجة المفردة وکانت النتائج على النحو التالی:

 

جدول (5)

معاملات الارتباط بین عبارات کل بعد من أبعاد مقیاس اضطراب مابعد الصدمة والدرجة الکلیة للمقیاس ( ن = 50)

المفردة

الشعور بتکرار الحدث

المفردة

تجنب التفکیر بالصدمة

المفردة

الأعراض الجسمیة

المفردة

الاضطراب الانفعالی

المفردة

الاضطرابات الاجتماعیة

1

**0.64

6

**0.81

12

**0.68

17

**0.61

23

**0.58

2

**0.73

7

**0.73

13

**0.74

18

**0.50

24

**0.60

3

**0.67

8

**0.61

14

**0.65

19

**0.73

25

**0.66

4

**0.78

9

**0.73

15

**0.71

20

**0.58

26

**0.72

5

**0.73

10

**0.66

16

**0.68

21

**0.49

27

**0.68

 

 

11

**0.80

 

 

22

**0.58

28

**0.79

 

 

 

 

 

 

 

 

29

**0.69

 

 

 

 

 

 

 

 

30

**0.68

** دالة عند 0.01

 

یتضح من جدول (5) أن جمیع مفردات أبعاد المقیاس کلها دالة  إحصائیًا تتراوح بین ( 49-81) عند مستوى 0.01 ،  وهذا یعنی تمتع المقیاس بالاتساق الداخلی للمقیاس، کما تم حساب الاتساق الداخلی بحساب معامل الارتباط بین الأبعاد الفرعیة والدرجة الکلیة للمقیاس وکانت النتائج کما بالجدول التالی:

جدول (6)

معاملات الارتباط بین الأبعادالفرعیة و الدرجة الکلیة
لمقیاس اضطراب ما بعد الصدمة ( ن =
50 )

البعد

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

الشعور بتکرار الحدث

0.75

0.01

تجنب التفکیر بالصدمة

0.73

0.01

الأعراض الجسمیة

0.81

0.01

الاضطراب الانفعالی

0.82

0.01

الاضطرابات الاجتماعیة

0.70

0.01

 یتضح من جدول (6) أن جمیع أبعاد المقیاس مرتبطة مع الدرجة الکلیة للمقیاس عند مستوى (0.01) ، حیث تتراوح معاملات الارتباط بین: (0.70-  0.82) مما یشیر إلى أن هناک اتساقا بین جمیع أبعاد مقیاس اضطراب مابعد الصدمة.

ثانیًا : صدق مقیاس اضطراب ما بعد الصدمة :

1) صدق المحکمین

تم عرض الصورة الأولیة للمقیاس على مجموعة من أساتذة علم النفس لابداء ملاحظاتهم على بنود ومکونات المقیاس من حیث وضوحها وملائمتها للظاهرة وموضوع القیاس؟ وقد تم عرض نتائج التحیکم فیما سبق.

2) صدق المقارنة الطرفیة (الصدق التمیزی) :

تم حساب الصدق التمیزی للمقیاس ویقصد به المقارنة بین المرتفعین ( أعلى من 50%) من أفراد العینة والمنخفضین (أقل من 50%) من أفراد العینة على المقیاس والجدول التالی یوضح هذه المقارنة:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جدول (7)

الفروق بین متوسط درجات المنخفضین ومتوسط درجات المرتفعین على مقیاس اضطراب ما بعد الصدمة )صدق المقارنة الطرفیة)

البعد

المجموعة

العدد

المتوسط الحسابى

الانحراف المعیارى

قیمة "ت"

مستوى الدلالة

الشعور بتکرار الحدث

 

الفئة الدنیا

25

11.48

2.82

7.84

دالة عند مستوى 0.01

الفئة العلیا

25

18.56

3.52

تجنب التفکیر بالصدمة

 

الفئة الدنیا

25

13.00

4.97

5.21

دالة عند مستوى 0.01

الفئة العلیا

25

19.84

4.27

الأعراض الجسمیة

 

الفئة الدنیا

25

11.04

4.17

5.49

دالة عند مستوى 0.01

الفئة العلیا

25

16.52

2.74

الاضطراب الانفعالی

 

الفئة الدنیا

25

13.48

3.40

6.38

دالة عند مستوى 0.01

الفئة العلیا

25

19.04

2.72

الاضطرابات الاجتماعیة

الفئة الدنیا

25

15.20

6.23

3.77

دالة عند مستوى 0.01

الفئة العلیا

25

21.48

5.52

الدرجة الکلیة

الفئة الدنیا

25

64.20

13.91

9.73

دالة عند مستوى 0.01

الفئة العلیا

25

95.44

8.00

          یتضح من الجدول السابق (7)  وجود فروق دالة إحصائیًا عند مستوى0.01  بین متوسطی درجات الطلاب ذوی المستوى المرتفع والطلاب ذوی المستوى المنخفض فی اتجاه المستوى المرتفع وهذا یؤکد قدرة مقیاس اضطراب ما بعد الصدمة على التمیز بین المرتفعین والمنخفضین مما یشیر إلى تمتع المقیاس بصدق تمیزی قوی.

3) صدق المحک (التلازمى )

تم حساب معامل ارتباط درجات مقیاس اضطراب ما بعد الصدمة باختبار اضطراب ما بعد الصدمة لدافیسون وذلک کما فی جدول (8) :

جدول (8)

صدق المحک (التلازمى) بین مقیاس اضطراب ما بعد الصدمة اعداد الباحثة ومقیاس دافیسون ( ن= 50 )

البعد

معامل الاتباط بمقیاس اضطراب ما بعد الصدمة من مقیاس اضطراب ما بعد الصدمة (دافیسون)

مستوى الدلالة

الشعور بتکرار الحدث

0.47

0.01

تجنب التفکیر بالصدمة

0.51

0.01

الأعراض الجسمیة

0.46

0.01

الاضطراب الانفعالی

0.44

0.01

الاضطرابات الاجتماعیة

0.58

0.01

المقیاس ککل

0.67

0.01

یتضح من الجدول السابق أن معاملات الارتباط مناسبة حیث تراوحت بین (0.44 - 0.67) وجمیعها دالة عند 0.01 مما یؤکد تمتع مقیاس اضطراب ما بعد الصدمة الذی اعدته الباحثة من صدق.

          ثالثًا : ثبات المقیاس

تم حساب ثبات المقیاس بطریقتین وذلک على عینة قوامها (50) الجدول رقم (9) یوضح معاملات الثبات بطریقتی الفا کرونباخ والتجزئة النصفیة.

جدول (9)

معاملات ثبات الأبعاد الفرعیة  لمقیاس اضطراب ما بعد الصدمة  ( ن = 50 )

 

البعد

معامل ألفا کرونباخ

التجزئة النصفیة
( سبیرمان وبراون )

الشعور بتکرار الحدث

0.75

0.85

تجنب التفکیر بالصدمة

0.81

0.77

الأعراض الجسمیة

0.72

0.67

الاضطراب الانفعالی

0.68

0.65

الاضطرابات الاجتماعیة

0.82

0.84

المقیاس ککل

0.90

0.74

یتضح من الجدول (9) أن جمیع معاملات الثبات مرتفعة حیث تراوحت معامل الف بین (0.68 - 0.90) وبطریقة التجزئة النصفیة بین (0.65 - 0.85) والذى یؤکد ثبات المقیاس ، وبذلک فإن الأداة المستخدمة تتمیز بالصدق و الثبات و یمکن استخدامها علمیاً

(2) مقیاس بیک للاکتئاب : اعداد ارون بیک وترجمة أحمد عبد الخالق

الحزن ، التشاؤم من المستقبل ، الاحساس بالفشل ، السخف وعدم الرضا ، الاحساس بالندم أو الذنب ، توقع العقاب ، کراهیة النفس ، ادانة الذات ، وجود افکار انتحاریة ، البکاء ، الاستثارة وعدم الاستقرار النفسی ، الانسحاب الاجتماعی ، التردد وعدم الحسم ، تغییر صورة الجسم والشکل ، هبوط مستوى کفاءة العمل ، اضطرابات النوم ، التعب وقابلیة الارهاق ، فقدان الشهیة ، تناقص الوزن ، تأثر الطاقة الجنسیة والانشغال على الصحة.

                   وتتکون کل فئة من أربعة عبارات ، فیکون المقیاس مشتمل على 84 عبارة ویتم حساب النقاط على مقیاس مکون من 4 نقاط (من صفر - 3) ، ویکون مجموع الدرجات للمقیاس 63 درجة.

 

الخصائص السیکومتریة لمقیاس الاکتئاب فی البحث الحالی:

 الاتساق الداخلى : تم حساب معاملات الارتباط بین العبارات  والدرجة الکلیة للمقیاس و الجدول التالى یوضح هذه المعاملات :

 

 

 

جدول (10)

یوضح معاملات الارتباط بین العبارات و الدرجة الکلیة لمقیاس الاکتئاب ( ن=50)

العبارة

معامل الارتباط بالدرجة

 الکلیة للمقیاس

العبارة

معامل الارتباط بالدرجة

الکلیة للمقیاس

1

0.60**

12

0.51**

2

0.63**

13

0.62**

3

0.58**

14

0.52**

4

0.54**

15

0.61**

5

0.68**

16

0.67**

6

0.57**

17

0.59**

7

0.67**

18

0.64**

8

0.56**

19

0.51**

9

0.66**

20

0.71**

10

0.63**

21

0.66**

11

0.64**

 

 

** دال عند 0.01

یتضح من الجدول السابق أن جمیع معاملات ارتباط المفردات  بالدرجة الکلیة للمقیاس دالة عند مستوى ( 0.01 ) مما یدل على الاتساق الداخلى لمفردات المقیاس.

 

صدق المقارنة الطرفیة ( الصدق التمیزی ) لمقیاس الاکتئاب:

          والصدق التمیزی بقصد به المقارنة بین المرتفعین (أعلى من 50%) من أفراد العینة والمنخفضین (أقل من 50%) من أفراد العینة على المقیاس والجدول التالی یوضح هذه المقارنة:


جدول (11)

الصدق التمیزی لمقیاس الاکتئاب

المجموعة

العدد

المتوسط الحسابى

الانحراف المعیارى

قیمة "ت"

مستوى الدلالة

الفئة الدنیا

25

   28.08

    6.63

10.58

دالة عند مستوى 0.01

الفئة العلیا

25

   54.64

   10.65

یتضح من الجدول السابق (11) أن قیمة "ت" دالة إحصائیاً عند مستوى 0.01 ، والذى یدل على مایتمتع به مقیاس الاکتئاب من صدق وهذا یؤکد صلاحیة المقیاس للتطبیق.

ثبات مقیاس الاکتئاب

          قامت الباحثة بحساب ثبات المقیاس بطریقتین هما : طریقة ألفا کرونباخ و طریقة التجزئة النصفیة للمقیاس و الجدول التالى یوضح معاملات الثبات :

جدول (12) یوضح معاملى الثبات لمقیاس الاکتئاب

معامل ألفا کرونباخ

التجزئة النصفیة ( سبیرمان براون )

0.86

0.81

یتضح من الجدول السابق أن معاملى الثبات مرتفعیین و الذى یؤکد ثبات المقیاس.

نتائج البحت وتفسیرها:

الفرض الأول : توجد علاقة دالة إحصائیًا بین اضطراب ما بعد الصدمة والاکتئاب لدى طلاب الجامعة بلیبیا عینة البحث

ینص هذا الفرض على (وجود العلاقة بین اضطراب ما بعد الصدمة والاکتئاب لدى طلبة الجامعة). فاللتحقق من صحة هذا الفرض استخدمت الباحثة معامل ارتباط بیرسون بین ابعاد اضطراب ما بعد الصدمة والاکتئاب ، ویمکن عرض ما توصلت إلیه الباحثة من نتائج من خلال الجدول التالی.

جدول (13) یوضح معاملات الارتباط بین أبعاد اضطراب ما بعد الصدمة والاکتئاب

اضطراب ما بعد الصدمة

معامل الارتباط بالاکتئاب

الشعور بتکرار الحدث

0.206**

تجنب التفکیر بالصدمة

0.112

الأعراض الجسمیة

0.228**

الاضطراب الانفعالی

0.388**

الاضطرابات الاجتماعیة

0.457**

الدرجة الکلیة

0.374**

                      ** دالة عند 0.01

یتضح من الجدول السابق أنه توجد علاقة ارتباطیة دالة وموجبة بین أبعاد اضطراب ما بعد الصدمة والاکتئاب ، حیث کانت معظم معاملات الارتباط دالة وموجبة عند مستوى 0.01.

تتفق نتائج الدراسة مع کل من دراسة (نجوى الیحفوفی) ودراسة (عبد الفتاح الخواجه ، 2012) ودراسة (Zinzow, Heidi et al., 2009) ودراسة (Salman et al., 2007) ودراسة (ثابت خضر ، 2009) ودراسة (الخواجه ، 1995).

ترى الباحثة بأن تعرض الفرد للعنف والقتل والتعذیب والتهدید من العوامل الرئیسة التی تساهم فی ظهور اضطراب ما بعد الصدمة ، وأن معظم الاشخاص الذین یتعرضون لها هم عرضه لظهور أعراض نفسیة أخرى من ضمن هذه الأعراض هو الاکتئاب وهو من ضمن الأعراض الثانویة الناتجة عن اضطراب ما بعد الصدمة.

وهذا ما اکدته العدید من الدراسات مثل دراسة (Elbedour et al., 2007) ، ودراسة Lauri et al. (2005)   ، على أن اضطراب ما بد الصدمة هو أحد أسباب تولد المشاعر الإکتئابیة.

نتائج التحقق من الفرض الثانی

ینص هذا الفرض على : توجد فروق ذات دلالة احصائیة بین متوسطی درجات طلاب الجامعة بلیبیا الذکور والإناث على مقیاس اضطراب ما بعد الصدمة.

          وللتحقق من هذا الفرض قامت الباحثة بحساب المتوسطات و الانحرافات المعیاریة لأبعاد اضطراب ما بعد الصدمة ، والدرجة الکلیة  لکل من الذکور والإناث ، وکذلک حساب قیم " ت " وکانت النتائج کما بالجدول التالى:

جدول (14)

یوضح الفروق بین الذکور والإناث فى أبعاد اضطراب ما بعد الصدمة

البعد

النوع

ن

م

ع

قیمة ت

مستوى الدلالة

الشعور بتکرار الحدث

 

ذکور

53

13.62

3.90

2.37

دالة عند 0.01

إناث

140

15.39

4.83

تجنب التفکیر بالصدمة

 

ذکور

53

15.53

5.08

2.59

دالة عند 0.01

إناث

140

17.89

5.82

الأعراض الجسمیة

 

ذکور

53

12.36

4.36

2.26

دالة عند 0.01

إناث

140

13.90

4.16

الاضطراب الانفعالی

 

ذکور

53

14.21

5.31

2.07

دالة عند 0.05

إناث

140

15.88

4.89

الاضطرابات الاجتماعیة

ذکور

53

16.15

5.68

3.62

دالة عند 0.01

إناث

140

19.70

6.22

الدرجة الکلیة

ذکور

53

71.87

18.01

3.51

دالة عند 0.01

إناث

140

82.75

19.66

یتضح من الجدول السابق أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین الذکور والإناث فى بعد الشعور بتکرار الحدث حیث کانت قیمة "ت" = 2.37 وهى دالة إحصائیاً عند مستوى 0.01 فی اتجاه الإناث ، کما توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین الذکور والإناث فى بعد تجنب التفکیر بالصدمة حیث کانت قیمة "ت" = 1.23 وهى دالة إحصائیاً عند مستوى 0.01 لصالح الإناث،  و توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین الذکور والإناث فى بعد الأعراض الجسمیة حیث کانت قیمة "ت" = 0.53 وهى دالة إحصائیاً عند مستوى 0.01 فی اتجاه الإناث، و توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین الذکور والإناث فى بعد الاضطراب الانفعالی حیث کانت قیمة "ت" = 0.15 وهى دالة إحصائیاً عند مستوى 0.01 فی اتجاه الإناث، و توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین الذکور والإناث فى بعد الاضطرابات الاجتماعیة حیث کانت قیمة "ت" = 0.31 وهى دالة إحصائیاً عند مستوى 0.01 فی اتجاه الإناث،کما توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین الذکور والإناث فى الدرجة الکلیة حیث کانت قیمة "ت" = 0.86 وهى دالة إحصائیاً عند مستوى 0.01 فی اتجاه الإناث.

وهذا یتفق مع دراسة کلا من محمد الطالب ومفضل صالح (2016) ، عایدة کساب (2013) ، Tripp, Jessica et al. (2015).

وهذا ما تشیر إلی أدبیات الموضوع وهو أن الإناث أکثر فاعلیة واستعدادًا من الذکور للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة کما أن الأفراد فی الأعمار المتوسطة أکثر عرضة للإصابة باضطراب ضغوط ما بعد الصدمة وهذا ما یؤکده کلا من Bectham (2013) ، Alpak et al (2015) ، إن الإناث أکثر معاناة من الذکور فی تأثیر اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة.

خامسًا : نتائج التحقق من الفرض الثالث

ینص هذا الفرض على : لا توجد فروق ذات دلاله إحصائیة فى اضطراب ما بعد الصدمة لدى عینة من الطلاب الجامعیین بلیبیا تبعاً  لمتغیر الفرقة الدراسیة.

   وللتحقق من هذا الفرض استخدمت الباحثة تحلیل التباین الاحادى ، و الجدولین التالییین یوضحان ما توصلت إلیه الباحثة من نتائج :

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جدول (15)

الأعداد و المتوسطات و الانحرافات المعیاریة فى جمیع أبعاد مقیاس

اضطراب ما بعد الصدمة والدرجة الکلیة تبعاً  لمتغیر الفرقة الدراسیة

البعد

الفرقة

م

ع

الشعور بتکرار الحدث

 

الأولى

14.60

4.32

الثانیة

14.68

4.62

الثالثة

13.63

4.56

الرابعة

16.02

4.93

تجنب التفکیر بالصدمة

 

الأولى

16.83

5.26

الثانیة

17.43

6.17

الثالثة

16.37

4.78

الرابعة

17.95

6.24

الأعراض الجسمیة

 

الأولى

13.23

4.07

الثانیة

13.32

4.37

الثالثة

13.43

4.20

الرابعة

13.86

4.48

الاضطراب الانفعالی

 

الأولى

15.70

5.16

الثانیة

14.64

4.81

الثالثة

15.53

4.97

الرابعة

15.66

5.21

الاضطرابات الاجتماعیة

 

الأولى

18.02

6.19

الثانیة

18.18

6.22

الثالثة

19.40

7.00

الرابعة

19.51

6.03

الدرجة الکلیة

الأولى

78.38

18.46

الثانیة

78.25

20.29

الثالثة

78.37

18.43

الرابعة

83.00

21.43


جدول (16)

تحلیل التباین الاحادی للمقارنة بین متوسطات أبعاد مقیاس

اضطراب ما بعد الصدمة و الدرجة الکلیة تبعاً  لمتغیر الفرقة الدراسیة

البعد

مصدر التباین

مجموع المربعات

درجات الحریة

متوسط مجموع المربعات

قیمة ف

مستوى الدلالة

الشعور بتکرار الحدث

بین المجموعات

129.23

3

43.08

2.02

غیر دالة

داخل المجموعات

4029.90

189

21.32

الکلى

4159.13

192

 

تجنب التفکیر بالصدمة

بین المجموعات

64.09

3

21.36

0.65

غیر دالة

داخل المجموعات

6192.94

189

32.77

الکلى

6257.04

192

 

الأعراض الجسمیة

بین المجموعات

13.58

3

4.53

0.24

غیر دالة

داخل المجموعات

3476.56

189

18.40

الکلى

3490.15

192

 

الاضطراب الانفعالی

بین المجموعات

35.54

3

11.85

0.46

غیر دالة

داخل المجموعات

4857.47

189

25.70

الکلى

4893.01

192

 

الاضطرابات الاجتماعیة

بین المجموعات

92.97

3

30.99

0.78

غیر دالة

داخل المجموعات

7449.48

189

39.42

الکلى

7542.45

192

 

الدرجة الکلیة

بین المجموعات

891.64

3

297.21

0.75

غیر دالة

داخل المجموعات

74281.40

189

393.02

الکلى

75173.04

192

 

یتضح من الجدول السابق أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فى جمیع أبعاد مقیاس اضطراب ما بعد الصدمة والدرجة الکلیة تبعا للفرق الدراسیة المختلفة حیث کانت جمیع قیم "ف" غیر دالة إحصائیاً.

وهذا یتفق مع دراسة عساف وأبو الحسن (2007) ، ومن وجهة نظر الباحثة عدم وجود فروق تبعًا لمتغیر الفرق الدراسیة یرجع لتقارب الخصائص النفسیة والعقلیة والاجتماعیة لأن جمیعهم من أعمار متقاربة من (20-23) ، وأن جمیع الطلبة لهم نفس الاستجابة لاضطراب ما بعد الصدمة وأن اختلاف الفرق الدراسیة لیس له دور فی زیادة الاضطراب أو نقصانه.

التوصیات :

  1. إجراء مزید من الدراسات البحثیة فی هذا المجال للتوصل إلى سبل مساعدة ا لطلبة للتغلب على مشکلاتعم وبالتالی تجنبهم الفشل الأکادیمی وتحقیق النجاح والمساعدة فی بناء مجتمعهم.
  2. العمل على إقامة ندوات ومحاضرات داخل الجامعات بهدف التعریف باضطراب مابعد الصدمة.
  3. أسبابه وأعراضه وعلاجه وطرق الوقایة
  4. زیادة الاهتمام بدراسة أنواع الاضطرابات النفسیة والجسمیة المرتبطة بالاحداث الصادمة

المقترحات :

  1. إجراء دراسة مماثلة لهذه الدراسات على فئات عمریة أخرى.
  2. إجراء دراسات على خفض اضطراب مابعد الصدمة لدى طلاب الجامعة.


 

 

  • قائمة المراجع

    أولاً : باللغة العربیة

    • أحمد محمد عبد الخالق (2016) : الضغوط والأمراض مدخل فی علم نفس الصحة ، القاهرة : مکتبة الأنجلو المصریة.
    • أحمد عکاشة (2010) : الطب النفسی المعاصر ، القاهرة : مکتبة الانجلو المصریة.
    • الخواجة ، جاسم محمد (1995). داراسة علاقة الصدمات الحیاتیة بسمة القلق والاکتئاب باستخدام قائمة اضطراب الضغوط التالیة للصدمة وقائمة هوبکنز 25 - مجلة کلیة الآداب - جامعة المنوفیة : العدد (31).
    • الخواجة ، جاسم محمد (2012) : داراسة علاقة الصدمات الحیاتیة بسمة القلق والاکتئاب باستخدام قائمة اضطراب الضغوط التالیة للصدمة وقائمة هوبکنز 25 - مجلة کلیة الآداب - جامعة المنوفیة : العدد (31).
    • زاهدة أبو عیشة ، تیسیر محمد (2012) : اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة ، الأردن ، دار وائل للنشر والتوزیع.
    • ثابت عبد العزیز ، خضر ریاض (2007). الصدمات النفسیة للاحتلال وأثرها على الصحة النفسیة على الطلبة فی الجامعة الفلسطینیة بقطاع غزة - مجلة شبکة العلوم النفسیة العربیة - العدد (13).
    • سامی العماری (2016) : اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة لدى المحاربین ، رسالة دکتواره فی الآداب ، علم النفس ، جامعة عین شمس.
    • عساف ، عبد وأبو الحسن ، وائل (2007) : آثار الضغوط النفسیة الصدمیة المترتبة على فعل الاجتیاحات العسکریة الإسرائیلیة لمنطقة مخیم جنین دراسة حالة تلامیذ الصفوف العلیا من المرحلة الأساسیة - مجلة جامعة الأزهر - غزه - المجلد 9 ، العدد الأول.
    • علا عبد الباقی إبراهیم ، (2009) : الاکتئاب ، أنواعه ، أعراضه ، أسبابه وطرق علاجه ، القاهرة، عالم الکتب.
    • غریب عبد الفتاح غریبه (1988) : دراسة مستعرضة للفروق بین الجنسین فی الاکتئاب لدى عینة مصریة ، مجلة الصحة النفسیة ، مجلد 9.
    • الکبیسی ، ناطق فحل وحسن ، براء محمد والکبیسی ، طارق فل (2009). اضطراب ما بعد الضغوط الصدمیة لدى منتسبی جامعة بغداد - مجلة العلوم النفسیة - العدد (14).
    • کوام مکنزی  (2013) : ترجمة زینب منعم ، الاکتئاب ، الریاض.
    • محمد بن أبى بکر الرازی (2006) : مختار الصحاح ، بیروت ، أخراج دائرة المعاجم فی مکتبة لبنان.
    • محمود کاظم محمود التمیمی (2015) : الاستشارة فی الصحة النفسیة ، عمان ، دار الصفاء.
    • نعیمه عمر محمد بص (2016) : فاعلیة برنامج ارشادی لخفض اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة لدى أطفال المرحلة الابتدائیة ، رسالة دکتواره فی الآداب ، علم النفس ، جامعة عین شمس.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    ثانیًا : باللغة الأجنبیة

    • American Psychiatric Association (2013). "Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders", (5th Ed). Washington, DC: American Psychiatric Association.
    • Benjamin, L.; Chris, R. & John, R. Z. (2005). Daily Depression and Cognitions about Stress : Evidence for a trait like depression cognitive style and the prediction of depressive symptoms in a prospective daily diary study. Journal of Personality and Social Psychology, 88(4), pp. 673 – 685.
    • Corey,  G. (2015). "Theory and practice of counseling and psychotherapy". Nelson Education
    • Damian, S.; Knieling, A. & Ioan, B. (2011). Post-traumatic Stress Disorder in Children: Overview and Case Study. Romanian Journal of Legal Medicine, 19, p. 135-140.
    • Dijanić, Plasć; I., Peraica; T., Grubisić-Ilić; M., Rak; D., Jambrosić; Sakoman, A.; Kozarić-Kovacić, D. (2007).  Psychiatric Heredity and PTSD: Survey Study of War Veterans. Croatian Medical Journal, 48, p.146–156.
    • Durosaro, I. A.; Ajiboye, S. K.; Olawuyi, O.; & Adebanke, N. M. (2012). Cognitive Behavioural Therapy (CBT): A Counseling Intervention for Post-Traumatic Stress Disorder (PTSD) among Internally Displaced Persons (IDPs). European Journal of Social Sciences, 29 (2), p. 188- 193.
    • Ehret, Sbieraj (2014). Prevention of interferon-alpha-associated depression with antidepressant medications in patients with hepatitis C virus: a systematic review and meta-analysis. International Journal of Clinical Practice, 68 (2), pp. 255-261.
    • Elbedour, Salman et al. (2007). Post-traumatic Stress Disorder, Depression, and Anxiety among Gaza Strip Adolescents in the Wake of the Second Uprising (Intifada). Child Abuse & Neglect, 31, p. 719-729.
    • Giacco, D.; Matanov, A.; & Priebe, S. (2013). Symptoms and Subjective  Quality of Life in Post-traumatic Stress Disorder: A Longitudinal  Study. Plos One, 8(4), p.1-8 .
    • Gold. J., Casey; T., Keehn; M., Keehn; King, D.; & Samper, R. (2007). PSTF  Symptom Severity and Family Adjustment among Female Vietnam Veterans. Military Psychology,19(2), p. 71-81.
    • Kaplan & Sadock (2015). "Synopsis of Psychiatry, Behavioral Science, Clinical Psychiatry", 11th Ed,  Wolters Kluwer, Health, Philadelphia Indian Reprint, p.434-442.
    • Kovacs, M. (2011). "Children’s depression inventory 2 (CDI 2)". North Tonawanda: Multi-Health Systems
    • Lee, J.; Pomeroy, E. & Bohma, T. (2007). Intimate Partner Violence and  Psychological Health in a Sample of Asian and Caucasian Women: The Roles of Social Support and Coping. Journal of Family Violence, 22, p. 709- 720.
    • Lynn, Mae; Reyes,  Rodriguez; Carmen, River; Medina, Luis; Camara, Fuentes; Alba, Suarez; Torres , Guillermo; (2013). Depression Symptoms and Stressful Life Events among College Students in Puerto Rico. Journal of Affect Disorder, 145 (3).
    • McLean., C.; Rosenbach, S.; Capaldi, S.; & Foa, E. (2013). Social and Academic  Functioning in Adolescents with Child Sexual Abuse-related (PTSD).  Child Abuse & Neglect, 37(9), p. 675-678.
    • Montgomery, E. & Foldspang, A. (2006). Validity of PTSD in a Sample of Refugee Children: Can a Separate Diagnostic Entity be Justified. International Journal of Methods in Psychiatric Research, 15(2), p.64-74.
    • National center for PTSD. United states department of veterans affairs, Trauma and PTSD. Retrieved from: http://www.ptsd.va.gov.
    • Naushad, Sarah; Farooqui, Waseem; Sharma, Satish;  Rani, Mukthi; Singh, Rajashree; and Verma, Supreet (2014). Study of Proportion and Determinants of Depression among College Students in Mangalore City. Nigevian Medical Journal, 55(2).
    • Peterson, L., A.; Luethcke, A., C.; Borah, V., E.; Borah, M., A.; & McCaughan, Y. S. (2011). Assessment and Treatment of Combat - related PTSD in Returning War Veterans. Journal Clinical Psychology Medical Settings ,18 (2), p. 164–175.
    • Regel, Stephen & Joseph, Stephen (2010). "The Facts Posttraumatic Stress". First Edition, Oxford University Press.
    • Shelphy, R.; Golden-Kreutz, D.; & Andersen, B. (2008). PTSD Diagnoses, Sub-syndromal Symptoms, and Comorbidities Contribute to Impairments for Breast Cancer Survivors. Journal of Traumatic Stress, 21 (2),  p. 165-172.
    • Shepherd, L. & Wild, J. (2014).  Emotion Regulation, physiological Arousal and PTSD Symptoms in Trauma-Exposed Individuals, Journal of Behavioral Therapy & Experimental Psychiatry, 45, p. 360-367.
    • Smith, M.; Segal, M.; And Segal, J. (2008). Post–Traumatic Stress Disorder (PTSD): Symptom, Treatment and Self –Help. Retrieved from: http://www. helpguide. org/mental/posttraumatictressdisordertreatment.html.
    • Suvak, M.K. & Barrett, L.F. (2011). Considering PTSD from the Perspective of Brain Processes: A Psychological Construction Approach. Journal of Traumatic Stress , 24(1), p.3-24.
    • Tilley, S. D.; Tilton, A.; & Sandel, M. (2010). Biological Correlates to the Development of Post Traumatic Stress Disorder in Female Victims of Intimate Partner Violence: Impactions for Practice. Perspectives in Psychiatric Care, 46 (1), p. 26- 35.
    • Valli, K.; Antti, R.; Outi, P.; Raija-Leena, P. (2006). The Effect of Trauma on Dream Content: A field Study of Palestinian Children. American Psychological Association, 16(2), p. 63-87.
    • Wan, D. (2012). "Foreword In World Federation for Mental Health (Ed) Depression: A global crisis". Virginia: World Federation for Mental Health.
    • Wilson, Katherine; T., Bohnert; Ashley, E.; Ambrose, Alex; Davis, Destiny; Y., Jones; Dina, M.; and Megee, Matthew (2014). Social, Behavioral and Sleep Characteristic Associated With Depression Symptoms among Undergraduate Students at a Women’s College: a Cross-Sectional depression survey (2012). BMC Womens' Health, 13 (8).
    • Winkelman, Cecelia (2007). The Effect of Childhood Trauma on Later Psychological Adjustment. Journal of Interpersonal Violence, 22,(6), p. 684- 697.
    • Matthew, Tull (2012). The relationship between PTSD and medication adherence about. Com guide Updated July 27.
    • Salman, E., Onwygbuzie, A.J. Ghannam. J. Whitcome, J.A, Abu Hein, F. (2007). Post-traumatic stress disorder, depression, and anxiety among Gaza strip adolescents in the wake of the second.