"الميتاأخلاق" رؤية نقدية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس فلسفة الأخلاق بکلية الآداب جامعة الوادى الجديد

المستخلص

"الميتاأخلاق"[1]* رؤية نقدية
 
 
الميتاأخلاق مفهوم شغل حيز لابأس به من کتابات الباحثين فى مجال فلسفة الأخلاق ، وتحاول هذه الدراسة توضيح ما يشير إليه المفهوم بکل استخداماته على مستوى النظرية الأخلاقية ومستوى الأخلاق التطبيقية ،وهذا فى ضوء تناول الباحثين المعاصرين له وتحليل ما قدموه والوصول إلى وجهة نظر ميتاأخلاقية واضحة.
"ماهو کائن" و"ما ينبغى أن يکون":-
إن الاعتقادين اليقينيين فى فلسفة الأخلاق هما: أ) اعتقاد "هيوم" Hume (1711:  1776م) بأن عبارات "ماهو کائن" is لاتشير إلى عبارات "ما ينبغى أن يکون" ought . ب) اعتقاد "کانط" أن عبارات "ما ينبغى أن يکون " تشير إلى عبارات "يستطيع" Can . فالميتافزيقا الحديثة تم تقسيمها بشکل کبير بواسطة معتقدين حتميين. الأول يقدمه "هيوم" وهو أن "ما هو کائن" لايشير إلى "ماينبغى أن يکون" والآخر يقدمه "کانط" Kant (1724-1804م ) وهو أن "ما ينبغى أن يکون" يشير إلى "ما نستطيع القيام به" Can ، ومن المعتاد أن نقبل هذين المعتقدين اليقينيين بتفسير أو تأويل ما أو بآخر، قدمَّه تقريباً کل أصحاب نظريات فلسفة الأخلاق أو علم الأخلاق. ومن المفيد بشکل عام  وضع هذين المعتقدين بجانب بعضهما البعض ونلاحظ أن النتائج قد تکون مدهشة  مع وجود بعض التوتر بينهما فى مناسبات نادرةـ فقد نجد هذين المعتقدين يناقض الواحد منهم الآخر، وهذا التنافر الإدراکى يتطلب تعديل تصورى. والکثير من الفلاسفة اعتقدوا أن المعتقدين القينيين فى الميتاأخلاق يناقض الواحد منهم الآخر وبالرغم من أن هناک أسباب للتشکيک فى کون المعتقدين يختلف الواحد منهما عن الآخر أو فى مواجهة الواحد منهما للآخر . وکنوع من الحل يمکن القول بأنه عند "هيوم" ينزلق الناس بشکل غير مدرک من "ما هو کائن" إلى "ما ينبغى أن يکون" ، واعتقد "کانط" أن التزاماتنا الأخلاقية محددة بما نستطيع أن نقوم به "can" ،ولکن قد نرى أنه من غير الواقعى أن يکون الحل المقدم هو الحل الوحيد الممکن. ومع ذلک فإن مناقشتنا للموقف سوف تسمح لنا باستيعاب درس مهم فيما يتعلق بالنقاش أو الجدل الميتاأخلاقى. ومحاولة التوفيق بين المعتقدين توضح لنا أنه إذا صمم صاحب المذهب اللاواقعى الأخلاقى على الفجوة أو الهوة بين "ماهو کائن" و"ماينبغى أن يکون" فهو لايستطيع أن يهتم أو يضع فى اعتباره المبادئ الأخلاقية مثل أن "ماينبغى أن يکون" يشير إلى "ماهو کائن" من ناحية ، ومن ناحية أخرى يستطيع أن يصنع معنى فلسفى جيد من الموقف ککل. ونتيجة لهذا نصل إلى حجة جيدة  أو على الأقل شکل محدود من الواقعية الأخلاقية التى تلزم الفرد بالعلاقات المنطقية الموجودة والتى يمکن حدوثها بين الاتجاه المعيارى والاتجاه اللامعيارى .(1)



[1]* Metaethics الميتاأخلاق هى التحليل الفلسفى للمفاهيم الاخلاقية والأحکام الأخلاقية والحجج الأخلاقية والمصطلحات الأخلاقية مثل الخير والصواب ، وعلى العکس قد تحول البحث فى الميتا اخلاق وتطور إلى البحث فى نواحى اخرى تطبيقية مثل الفلسفة النسوية وظهر هذا مع "مارى دالى" Mary Daly عام 1978م.
Mautner,Thomas,The Penguin Dictionary of philosophy, Penguin Books,1997,p.350


(1)  Bloomfield,p.,Tow dogmas of Metaethics, philosophical studies, an  
     international Journal for philosophy in the analytic tradition,
     Vol.132,No.3Feb., Springer,2007.pp.439:440.

الكلمات الرئيسية